كثيراً ما يتساءل أصحاب القطط عمّا إذا كانت قططهم تدرك اقتراب نهاية حياتها، وما السلوكيات التي قد تُظهرها في تلك الفترة. فهمُ هذه العلامات يساعدك في توفير الراحة الجسدية والدعم العاطفي لرفيقك الوفيّ، ويُجنّبك قرارات متسرّعة قد تؤدي إلى معاناة غير ضرورية.

هل تدرك القطط فكرة الموت؟

رغم عدم وجود دليل علمي قاطع يؤكد أن القطط تمتلك وعياً مجرداً بالموت كما نفهمه نحن، فإنها قادرة على استشعار التغيرات الجسدية والهرمونية التي تسبق نهاية الحياة. هذه القدرة الغريزية تجعلها تغيّر سلوكها بصورة ملحوظة، سواء بالانعزال أو البحث عن مكان هادئ وآمن.

يعزو الأطباء البيطريون هذه السلوكيات إلى غريزة البقاء؛ فالقطط في البرية تختبئ لحماية نفسها من المفترسات عندما تصبح ضعيفة أو مريضة.

أهم العلامات التي تدل على اقتراب موت القطة

لا يجب الاعتماد على علامة واحدة للحكم على حالة القطة، لكن اجتماع أكثر من علامة مما يلي قد يعني أن الوقت يقترب:

• فقدان الشهية الشديد وفقدان الوزن: قد تتوقف القطة عن الأكل أو تشرب كميات قليلة.
• الخمول والنوم لساعات أطول: ستلاحظ صعوبة في إيقاظها أو تفاعلها.
• الرغبة في العزلة أو التعلق الزائد: بعض القطط تختبئ، فيما يلجأ بعضها الآخر إلى ملازمة صاحبها بصورة مستمرة.
• اختلال التنفس: فترات تنفس سريعة تتبعها فترات بطيئة أو شهقات متقطعة.
• إهمال النظافة الشخصية: قد تتوقف عن لعق فرائها، فيصبح باهتاً أو متشابكاً.
• رائحة فم أو جسم نفّاذة: تنتج عن فشل الأعضاء أو العدوى المزمنة.
• تغيرات في السلوك: مثل العدوانية المفاجئة أو فقدان الاهتمام بالألعاب المفضلة.

التمييز بين المرض القابل للعلاج والنهاية الوشيكة

قد تتشابه بعض الأعراض بين الأمراض القابلة للعلاج وتلك التي تشير إلى نهاية الحياة. الفحص البيطري الشامل—بما في ذلك تحاليل الدم والأشعة—هو الطريقة الوحيدة لتحديد إن كان بالإمكان إنقاذ القطة أو الاكتفاء بالرعاية التلطيفية.

كيفية تقديم الرعاية التلطيفية

تهيئة بيئة مريحة

ضع سريراً ناعماً في مكان دافئ وهادئ بعيداً عن الضوضاء ومسار الحركة داخل المنزل.

إدارة الألم

لا تُعطِ القطة أي أدوية بشرية؛ بل استشر الطبيب البيطري لوصف مسكنات آمنة مثل الأوبيويديات الخفيفة أو مضادات الالتهاب المخصّصة للقطط.

الحفاظ على الترطيب والتغذية

قد يساعد تقديم أطعمة رطبة دافئة أو استخدام حقنة فموية (بدون إبرة) على إدخال السوائل عندما ترفض القطة الشرب.

مراقبة المؤشرات الحيوية

دوِّن معدل التنفس، ولون اللثة، ومستوى النشاط يومياً؛ أي تدهور مفاجئ قد يستدعي زيارة عاجلة للطبيب.

متى يكون القتل الرحيم خياراً رحيمًا؟

إذا أصبح الألم غير قابل للسيطرة، أو فقدت القطة قدرتها على الحركة والأكل نهائياً، فقد يوصي الطبيب بالقتل الرحيم لتجنب المعاناة. القرار مؤلم، لكنه أحياناً أرحم من إطالة الألم.

التعامل مع الفقد والحزن

اسمح لنفسك بالحزن، وتذكّر أن اتخاذ قرار القتل الرحيم بدافع الحب والرحمة. يمكن لمجموعات الدعم أو الاستشارة المتخصصة أن تساعد في تجاوز هذه المرحلة.