حقائق مذهلة عن آذان القطط: دليل شامل للسمع، التوازن، والرعاية الصحية
قد تبدو أذنا القط للوهلة الأولى مجرد جزء لطيف يضيف إلى مظهره الظريف، لكنها في الواقع نظام متكامل يجمع بين السمع فائق الدقة، وحاسة توازن متقدّمة، ولغة جسد تكشف الكثير عن مزاج القط وعواطفه. في هذا المقال الموسّع، نستعرض أبرز المعلومات العلمية والعملية حول آذان القطط، بدءًا من التشريح ووصولًا إلى طرق العناية والوقاية من أكثر المشكلات شيوعًا.
تشريح أذن القط: رحلة داخلية في ثلاثة أقسام
تنقسم أذن القط إلى ثلاثة أجزاء رئيسية، يعمل كل منها بتناغم تام لتحسين السمع والحفاظ على التوازن:
- الأذن الخارجية (External Ear): تتكوَّن من الصيوان (Pinna) وقناة الأذن الخارجية. يعمل الصيوان كمجمّع للأصوات، في حين تساعد الشعيرات الصغيرة على حجب الغبار والحشرات.
- الأذن الوسطى (Middle Ear): تضم طبلة الأذن وثلاث عُظيمات (المطرقة، السندان، الركاب) تنقل الاهتزازات الصوتية نحو الداخل.
- الأذن الداخلية (Inner Ear): تحتوي على قوقعة السمع وجهاز الدهليز المسؤول عن التوازن.
يملك القط نحو 32 عضلة في كل أذن، مقارنةً بسبع عضلات في أذن الإنسان، ما يسمح له بتوجيه صوانه بدقة نحو مصدر الصوت.

السمع الخارق: نطاق ترددي يتفوّق على البشر والكلاب
تستطيع القطط سماع ترددات تتراوح بين 48 هرتز و85 كيلوهرتز تقريبًا، بينما يقتصر الإنسان على 20 هرتز–20 كيلوهرتز والكلب على 67 هرتز–45 كيلوهرتز. يعود الفضل في ذلك إلى بنية الأذن الداخلية الحساسة وقدرة الصيوان على تضخيم الأصوات عالية التردد.
دوران الأذن 180 درجة
بفضل العضلات العديدة، يمكن للقط أن يدير أذنيه بصورة مستقلة حتى 180 درجة، ما يتيح له تحديد موقع الأصوات بدقة متناهية في أقل من 1/10 من الثانية.

التوازن المذهل: كيف تساعد الأذن على «الهبوط على القدمين»؟
يحتوي جهاز الدهليز في الأذن الداخلية على قنوات هلالية مملوءة بسائل يتحرك مع حركة القط. عندما يسقط القط، ترسل هذه القنوات إشارات إلى الدماغ لضبط وضعية الجسم والرأس، ما يسمح له بالدوران في الهواء والهبوط على أقدامه في أغلب الأحيان.

لغة الجسد: ماذا تقول وضعية أذن القط؟
- للأمام ومفتوحة: فضول واهتمام.
- جانبية أو «مروحية»: قلق أو تردّد.
- مسطّحة إلى الخلف: انزعاج أو عدوانية محتملة.
- تهتزّ بسرعة: تهيّج أو محاولة طرد حشرة صغيرة.

شَعْرات الأذن و”Ear Tufts”: أكثر من مجرد جمال
تساعد الشعيرات الطويلة (Tufts) في بعض السلالات مثل Maine Coon على منع دخول الأجسام الغريبة وتوجيه الصوت إلى داخل القناة السمعية. كما تمنح القط مظهرًا مميّزًا وتساهم في حاسة اللمس بالقرب من الأذن.

أكثر المشكلات الصحية شيوعًا في آذان القطط
عثّ الأذن (Ear Mites)
كائنات طفيلية مجهرية تتسبّب بحكة شديدة وافرازات بنية داكنة تشبه القهوة المطحونة. يتطلّب العلاج قطرات موضعية مضادة للطفيليات وتنظيف القناة.
التهاب الأذن (Otitis)
قد ينجم عن عدوى بكتيرية أو فطرية أو حساسية. تشمل الأعراض رائحة كريهة، تورّم، واحمرار. يحتاج التشخيص إلى فحص بيطري وعلاج دوائي.
الصمم الخَلقي أو المُكتسب
ترتفع احتمالية الصمم في القطط البيضاء ذات العيون الزرقاء بسبب طفرة جينية. كما قد يحدث الصمم نتيجة التقدّم في العمر أو التعرض لضوضاء شديدة.
ورم دموي في الأذن (Aural Hematoma)
تجمّع دموي بين طبقات صيوان الأذن، غالبًا بسبب خدش مفرط. قد يتطلّب تداخلًا جراحيًّا.
العناية الوقائية: كيف تحافظ على أذن قطك صحية؟
- افحص الأذن مرة أسبوعيًا للبحث عن احمرار أو رائحة غير طبيعية.
- استخدم محلول تنظيف مخصّص للقطط وفق تعليمات الطبيب البيطري.
- تجنّب إدخال أعواد القطن في عمق القناة لتفادي إصابة طبلة الأذن.
- اجعل فحص الأذن جزءًا من زيارة الطبيب البيطري الدورية.

أسئلة شائعة
هل تحتاج جميع القطط إلى تنظيف أذن دوري؟
ليست كل القطط بحاجة متكررة للتنظيف، لكن الفحص البصري المنتظم ضروري لاكتشاف أي تغيّرات مبكرًا.
كيف أعرف أن قطتي مصابة بعثّ الأذن؟
إذا لاحظت حكة شديدة في الأذن مع إفرازات بنية أو سوداء، استشر الطبيب البيطري فورًا.
هل يمكن أن تؤثر أمراض الأذن على توازن القط؟
نعم، التهابات الأذن الداخلية قد تسبب خللًا في التوازن وميل الرأس.