الغدد الشرجية عند القطط: دليل متكامل لفهم الأعراض والوقاية والعلاج
مقدمة
قد تبدو الغدد الشرجية موضوعًا محرجًا للحديث، إلا أنّ صحتها تُعد بالغة الأهمية لراحة قطّك وجودة حياته. يؤدّي أي خلل في هذه الغدد الصغيرة دورًا كبيرًا في الشعور بالألم، وانبعاث رائحة كريهة، بل ويمكن أن يُسبّب خراجات خطيرة. في هذا الدليل الشامل، نستعرض كيفية عمل الغدد الشرجية، وأهم الأعراض التي تشير إلى وجود مشكلة، وأساليب التشخيص والعلاج الوقائي.

ما هي الغدد الشرجية لدى القطط؟
الغدد الشرجية عبارة عن كيسين صغيرين يقعان على جانبي فتحة الشرج، في موضع الساعة الرابعة والثامنة تقريبًا. تفرز هذه الغدد سائلاً زيتيًّا ذا رائحة قوية يساعد القطط على تحديد الهوية وتمييز حدودها الإقليمية عبر الرائحة.
وظيفتها الطبيعية
- إنتاج مادة ذات رائحة مُميّزة تُفرز أثناء التبرز.
- المساهمة في التواصل السلوكي بين القطط.
- تسهيل مرور البراز عبر ترطيب فتحة الشرج.
لماذا تُصاب الغدد الشرجية بالمشاكل؟
تحدث اضطرابات الغدد الشرجية عندما لا تُفرغ هذه الأكياس بشكل طبيعي، أو نتيجة التهابات واحتقان السوائل بداخلها. فيما يلي أبرز الأسباب:
- الانسداد (الانطباع): زيادة سماكة الإفرازات أو ضيق القناة المفرغة.
- العدوى البكتيرية: يمكن أن تتحول الإفرازات المحتبسة إلى بيئة خصبة للبكتيريا.
- الخراج أو التمزق: إذا تُركت العدوى دون علاج، قد تتكوّن خراجات مؤلمة قد تتمزق للجلد المحيط.
- الحساسية الجلدية أو الغذائية: تؤدي إلى التهابات ثانوية في الغدد.
- السمنة والخمول: يضعف الضغط الطبيعي الذي يساعد على تفريغ الغدد أثناء التبرز.
- الإسهال أو الإمساك المزمن: يؤثّر على قوام البراز فلا يُفعّل عملية التفريغ.

علامات وأعراض مشاكل الغدد الشرجية
تظل القطط بارعة في إخفاء الألم، لذا انتبه للأعراض التالية:
- قيام القط بالحك أو السحب بجسده على الأرض (Scooting).
- لعق أو عض منطقة الشرج أو قاعدة الذيل بإفراط.
- رائحة كريهة مفاجئة وقوية.
- تورّم أو احمرار حول فتحة الشرج.
- خمول أو تهيّج عندما يُلمس أسفل الظهر.
- صعوبة أو ألم أثناء التبرز، وأحيانًا خروج دم.
إذا لاحظت أياً من هذه العلامات، احجز موعدًا مع الطبيب البيطري في أسرع وقت لتجنّب تفاقم المشكلة.

كيف يشخّص الطبيب البيطري المشكلة؟
يعتمد التشخيص على الفحص السريري بالإضافة إلى خطوات أخرى:
- جسّ المستقيم: لفحص حجم الغدد ولزوجة إفرازها.
- تفريغ وفحص السائل: للتحقق من اللون، القوام، ووجود دم أو صديد.
- اختبارات مخبرية: تحليل عينات لمعرفة نوع البكتيريا وتحديد المضاد الحيوي المناسب.
- التصوير بالأشعة أو الموجات فوق الصوتية: عند الاشتباه في خراجات عميقة أو أورام.
خيارات العلاج
1. التفريغ اليدوي
يُعتبر الخط الأول للعلاج، حيث يقوم الطبيب البيطري (أو مختص مؤهل) بتفريغ الإفرازات المتراكمة بلطف. قد يحتاج بعض القطط إلى جلسات دورية.
2. العلاج الدوائي
- مضادات حيوية لعلاج العدوى البكتيرية.
- مضادات التهابات لتخفيف الورم والألم.
- مسكنات للألم في حالة الخراج أو التمزق.
3. الغسيل والتنظيف (Flushing)
يُجرى تحت تخدير خفيف لغسل الغدة بمحلول معقّم وطرد الشوائب.
4. الجراحة
تُستأصل الغدد الشرجية بالكامل في الحالات المزمنة أو عند وجود أورام. رغم ندرة المضاعفات، قد يحدث عدم تحكم مؤقت في البراز يختفي غالبًا خلال أسابيع.

نصائح الوقاية والعناية المنزلية
- نظام غذائي غني بالألياف: يزيد حجم البراز ويُعزز التفريغ الطبيعي للغدد.
- الحفاظ على وزن صحي: السمنة تقليل الضغط على الغدد وتشجّع الاحتقان.
- نشاط بدني منتظم: اللعب والتحفيز يساعدان على تقوية العضلات الهضمية.
- مراقبة سلوك التبرز: لاحظ أي تغيّر في القوام أو صعوبة التبرز.
- زيارات دورية للطبيب البيطري: تفريغ وقائي وتقييم شامل.

متى يجب زيارة الطبيب البيطري فورًا؟
اطلب المساعدة الفورية إذا لاحظت:
- نزيف أو إفرازات قيحية حول الشرج.
- ورم صلب أو مؤلم لا يختفي بالتفريغ.
- ارتفاع حرارة القط أو خموله الشديد.
- فقدان الشهية المفاجئ.
أسئلة شائعة
هل يمكنني تفريغ الغدد الشرجية في المنزل؟
لا يُنصح بذلك دون تدريب متخصص؛ التفريغ غير السليم قد يُسبب تمزق الغدة أو العدوى.
كم مرة تحتاج القطط لتفريغ الغدد؟
لا توجد قاعدة ثابتة؛ بعض القطط لا تحتاج مطلقًا، بينما قد يلزم البعض الآخر شهريًا أو عند ظهور أعراض.
هل الطعام الجاف أفضل من الرطب لمنع المشاكل؟
المهم هو محتوى الألياف وجودة البروتين، وليس قوام الطعام وحده. استشر الطبيب البيطري لتحديد النظام الأنسب.

الخلاصة
تُعد العناية بالغدد الشرجية جزءًا لا يتجزأ من الرعاية الصحية الشاملة لقطّك. بمراقبة الأعراض مبكرًا، واتباع نظام غذائي ملائم، والالتزام بزيارات بيطرية منتظمة، يمكنك تجنّب المضاعفات الخطيرة والحفاظ على صديقك الأليف سعيدًا وخاليًا من الألم.
المراجع
- كلية الطب البيطري بجامعة بنسلفانيا. “الغدد الشرجية لدى القطط: أسباب مشاكلها وكيفية التعامل معها.” , 2020-05-15. www.vet.upenn.edu