هبوط مجرى البول عند القطط: ما هو ولماذا يحدث؟
يُعَدّ هبوط مجرى البول عند القطط حالة نادرة لكنها طارئة، إذ يبرز جزء من الغشاء المخاطي لمجرى البول خارج الفتحة الطبيعية في القضيب أو الفرج. يمكن أن يؤدي ذلك إلى نزيف وألم وحبس بولي إذا لم يُعالج بسرعة. في هذا الدليل الشامل نستعرض كل ما تحتاج معرفته حول هذه المشكلة بدءًا من الأعراض وحتى طرق الوقاية.

الأعراض الشائعة لهبوط مجرى البول
قد تختلف الأعراض من قط لآخر، إلا أن هناك علامات مشتركة تستدعي الانتباه:
- نزول دم أو قطرات بول متكررة من الفتحة البولية
- تورّم أو كتلة حمراء واضحة في نهاية القضيب أو فتحة البول الأنثوية
- لعق مفرط للمنطقة التناسلية بسبب الألم أو التهيّج
- صعوبة أو إجهاد أثناء التبول (عسر بول)
- صوت مواء أو بكاء أثناء محاولة التبول
- احتباس بولي جزئي أو كامل في الحالات المتقدمة

الأسباب والعوامل المؤهِّبة
لا يحدث هبوط مجرى البول من فراغ؛ بل يرتبط عادةً بواحد أو أكثر من العوامل التالية:
- التهابات المسالك البولية: الالتهاب المزمن قد يضعف جدار مجرى البول ويجعله أكثر عرضة للهبوط.
- الحصوات البولية أو الرمل البولي: يؤدي الاحتكاك المستمر وتهيج الغشاء المخاطي إلى بروز جزء منه.
- الرضوض أو الإصابات: السقوط أو العض أو حوادث السيارات قد تسبب ضررًا مباشرًا لمجرى البول.
- العيوب الخَلقية: بعض القطط تولد بجدار مجرى بول ضعيف نسبيًّا.
- الهرمونات والنشاط الجنسي: ارتفاع مستوى التستوستيرون أو الإثارة الجنسية المفرطة في الذكور غير المخصية قد يزيد الضغط على الأنسجة.
- الإجهاد أو الإمساك المزمن: الشد المتكرر أثناء التبرز أو التبول قد يفاقم المشكلة.
كيفية التشخيص لدى الطبيب البيطري
يعتمد التشخيص أساسًا على الفحص البدني، لكن الطبيب البيطري قد يحتاج إلى إجراءات إضافية لتقييم شدة الهبوط واستبعاد الأسباب الثانوية:
- فحص بصري مباشر للمنطقة التناسلية بعد تهدئة القط أو تخديره الخفيف
- تحليل بول وكشف جرثومي لتحديد وجود التهاب بكتيري أو بلورات
- اختبارات دم أساسية لتقييم وظائف الكلى وتأثير احتباس البول المحتمل
- تصوير بالموجات فوق الصوتية أو الأشعة السينية للتحقق من الحصوات أو أي كتلة داخلية

خيارات العلاج المتاحة
يختار الطبيب البيطري الخطة العلاجية بناءً على سبب الهبوط وشدّته:
1. العلاج المحافظ (في الحالات الطفيفة جدًّا)
يقتصر على مضادات حيوية، ومسكنات، ومضادات التهابات مع مراقبة دقيقة. نادرًا ما يكون كافيًا بمفرده.
2. العلاج الجراحي
الأكثر شيوعًا ونجاحًا، ويشمل:
استئصال الجزء الهابط: إزالة النسيج الزائد ثم خياطة الحواف لإعادة هيكلة فتحة مجرى البول.
- إجراء urethropexy لربط مجرى البول بجدار محيط لمنع تكرار الهبوط
- التوصية بخصي الذكور لتقليل الإثارة الجنسية والضغط على مجرى البول
قد يُركب قسطار بولي لبضعة أيام لتقليل الالتهاب وإبقاء القناة مفتوحة أثناء التعافي.

الرعاية المنزلية وفترة النقاهة
بعد العملية، يحتاج القط إلى رعاية خاصة لضمان شفاء سريع وآمن:
- منع لعق الجرح باستخدام طوق الإليزابيث (القُبَّة الواقية)
- تقديم طعام رطب وماء وفير لتقليل تركيز البول
- الحفاظ على صندوق رمل نظيف لتقليل خطر العدوى
- إعطاء الأدوية في مواعيدها بدقة (مضادات حيوية، مسكنات، مضادات التهابات)
- إجراء زيارة متابعة بعد 7–10 أيام لفك الغُرَز أو التقييم

التنبؤ بالمآل والمضاعفات المحتملة
مع التدخل الجراحي المبكر والتزام المربي بالتعليمات:
- التنبؤ جيد في غالبية الحالات، ويستعيد معظم القطط القدرة على التبول الطبيعي.
- قد يحدث تكرار للهبوط إذا لم يُعالج السبب الأساسي أو في حال عدم الامتثال للعناية المنزلية.
- مضاعفات محتملة مثل تضيق مجرى البول أو عدوى ثانوية، لكنها نادرة مع الرعاية السليمة.
الوقاية: كيف تحمي قطك؟
- الخصي المبكر للذكور يقلل السلوك الجنسي والضغط على مجرى البول.
- علاج التهابات البول عند ظهورها وعدم إهمال أي دم في البول.
- تشجيع شرب الماء بكثرة وتقديم أغذية عالية الرطوبة لتقليل تكون الحصوات.
- تقليل التوتر والحفاظ على وزن صحي لتفادي الإمساك والشّد الزائد.
متى يجب التوجّه فورًا إلى الطبيب البيطري؟
إذا لاحظت تورّمًا أحمر، نزيفًا مستمرًا، أو صعوبة في التبول، فلا تنتظر. التدخل السريع يمنع الألم والمضاعفات الخطرة على حياة قطك.
أسئلة شائعة
هل يمكن أن يلتئم هبوط مجرى البول من تلقاء نفسه؟
نادرًا جدًّا، وغالبًا ما يتفاقم دون تدخل طبي.
هل يلزم خصي القط بعد الجراحة؟
يوصى بشدة بخصي الذكور لتقليل احتمالية تكرار الهبوط.
كم تبلغ فترة التعافي؟
تتراوح بين 10 و14 يومًا لمعظم القطط، وقد تمتد لثلاثة أسابيع في الحالات المعقدة.
بتقديم الرعاية المبكرة والمتخصصة، يمكنك حماية قطك من الألم والمضاعفات وضمان جودة حياة أفضل.