البروتين في بول القطط: الدليل الشامل لفهم الحالة وسبل العلاج
يُعد ظهور البروتين في بول القط (أو ما يُعرف طبياً بـالبروتينوريا) أحد المؤشرات المهمة على صحة الجهاز البولي والكلوي، وقد يكون في كثير من الأحيان أول علامة على وجود مشكلة صحية أعمق. في هذا المقال، نقدّم لك دليلاً شاملاً يشرح أسباب البروتينوريا، أعراضها، طرق التشخيص وخيارات العلاج، إلى جانب نصائح للرعاية المنزلية والمتابعة طويلة الأمد.

ما هي البروتينوريا؟
في الحالة الطبيعية، تُرشِّح الكلى السوائل والفضلات مع الاحتفاظ بالجزيئات الكبيرة كالخلايا والProteins داخل مجرى الدم. عندما تُصاب الكلى أو الجهاز البولي بخلل ما، قد تسمح الكلى بتسرّب البروتين عبر المرشِّحات (الكُبيبات) إلى البول، ما يؤدي إلى ارتفاع مستوى البروتين في العينة البولية.
كيف يعمل الجهاز البولي لدى القطط؟
يتكوّن الجهاز البولي من الكليتين، الحالبين، المثانة والإحليل. تقوم الكليتان بترشيح الدم وإنتاج البول، ثم يمرّ البول عبر الحالبين وصولاً إلى المثانة ليُطرح في النهاية عبر الإحليل. أي خلل في أي جزء من هذه السلسلة يمكن أن يؤدي إلى تغيُّر مكونات البول، ومنها زيادة البروتين.
الأسباب الشائعة لزيادة البروتين في بول القطط
- أمراض الكلى المزمنة أو الحادّة
- التهابات الجهاز البولي (المثانة أو الكلى)
- ارتفاع ضغط الدم (Hypertension)
- السكري غير المسيطر عليه
- أمراض المناعة الذاتية أو ترسّب الأميلويد (Amyloidosis)
- الديدان القلبية أو الطفليات الأخرى
- الحمّى الشديدة أو الإجهاد البدني العنيف
ملحوظة: قد تكون البروتينوريا عابرة ومؤقتة في بعض الحالات (مثل الإجهاد أو ارتفاع الحرارة) وتختفي وحدها، إلا أن استمرارها يستدعي تدخلاً بيطرياً فورياً.
الأعراض والعلامات التي يجب مراقبتها
في مراحلها المبكرة، لا تظهر أي أعراض واضحة على القط. لكن مع تقدّم المشكلة أو تحوّلها إلى مرض كلوي، قد تلاحظ ما يلي:
- فقدان الشهية أو فقدان الوزن
- الخمول أو نقص النشاط المعتاد
- شرب الماء والتبوّل بكميات أكبر من الطبيعي
- تورم الأطراف أو انتفاخ البطن (احتباس السوائل)
- شحوب اللثة أو الأغشية المخاطية
- قيء متكرر أو نوبات تشنج في الحالات المتقدمة

كيف يُشخّص الطبيب البيطري البروتينوريا؟
1. الفحوصات المخبرية الأساسية
يبدأ التشخيص عادةً بإجراء تحليل بول كامل (Urinalysis). إذا كشف التحليل عن وجود بروتين، يلجأ الطبيب إلى تحديد نسبة البروتين إلى الكرياتينين في البول (UPC) للحصول على قياس أكثر دقّة. كما تُجرى تحاليل دم لقياس وظائف الكلى مثل مستوى اليوريا (BUN)، الكرياتينين، SDMA، وفحص تعداد الدم الكامل (CBC).
2. فحوصات إضافية
- قياس ضغط الدم للتأكد من عدم وجود Hypertension.
- التصوير بالأشعة السينية أو الموجات فوق الصوتية للكليتين والمثانة.
- في الحالات الصعبة، قد تُؤخذ خزعة من الكلية لتحديد السبب الدقيق.

خيارات العلاج وإدارة الحالة
1. معالجة السبب الأساسي
يعتمد العلاج على السبب الجذري:
- الالتهابات البكتيرية: تُعالج بالمضادات الحيوية المناسبة بناءً على مزرعة البول.
- ارتفاع ضغط الدم: يُستخدم دواء أملوديبين أو أدوية أخرى لخفض الضغط.
- السكري: يحتاج القط إلى جرعات إنسولين منظمة ونظام غذائي خاص.
- الديدان القلبية: يُعالج القط بخطة مضادة للطفيليات تحت إشراف بيطري.
2. الأنظمة الغذائية العلاجية
الحمية الطبية منخفضة البروتين والفسفور تساعد في تقليل العبء على الكليتين، خاصة في حالات الفشل الكلوي المزمن. يمكن للطبيب أن يصف حميات تجارية متخصصة أو يضع جدولاً غذائياً منزلياً.

3. الأدوية الداعمة
- مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACE inhibitors) مثل بينازيبريل.
- حاصرات مستقبل الأنجيوتنسين (ARBs) مثل تلميسارتان.
- مُتممات غذائية كالأحماض الدهنية أوميغا-3 لدعم صحة الكلى.
الرعاية المنزلية والمتابعة
بعد بدء خطة العلاج، من المهم متابعة حالة القط عن قرب:
- إعادة فحص نسبة UPC كل 2–4 أسابيع حتى تستقر الحالة.
- قياس ضغط الدم بشكل دوري.
- الحفاظ على تزويد القط بمياه نظيفة وطعام مخصص.
- مراقبة أي تغيّر في السلوك أو الشهية.

متى يجب الاتصال بالطبيب البيطري؟
اتصل بطبيبك البيطري فوراً إذا لاحظت:
- فقداناً سريعاً في الوزن أو كسل شديد.
- صعوبة أو ألم أثناء التبول.
- تقيؤاً مستمراً أو إسهالاً حاداً.
- تغير لون البول إلى أحمر أو بني.
أسئلة شائعة حول البروتينوريا عند القطط
هل يمكن أن تختفي البروتينوريا تلقائياً؟
إذا كانت مؤقتة بسبب إجهاد أو حمّى، فقد تعود النسبة إلى طبيعتها، لكن من الضروري التأكد عبر فحص البول بعد 1–2 أسبوع.
هل تغيير النظام الغذائي وحده يكفي؟
غالباً ما يُعدّ جزءاً من خطة علاج أشمل تشمل الأدوية ومعالجة السبب الأساسي.
ما هو متوسط العمر المتوقع لقط يعاني من بروتينوريا؟
يعتمد على التشخيص المبكر وفعالية العلاج ومدى التزام المالك بالمتابعة.
الخلاصة
رغم أن البروتين في بول القط قد يبدو أمراً بسيطاً، إلا أنه قد يكون جرس إنذار لمشكلة كامنة أخطر. التشخيص المبكر والتدخل السريع هما مفتاح حماية صحة قطك وضمان جودة حياته. لا تتردد في طلب المشورة البيطرية عند أول علامة غير طبيعية، وكن دائماً حريصاً على المتابعة والفحص الدوري.
المراجع
- يونس س. رحمن. “العلامات والأعراض لمرض الكلى عند القطط.” , 2020-06-14. www.veterinarypartner.com
- فاطمة م. الحوت. “الرعاية البيطرية للقطط المصابة بالبروتينوريا.” , 2021-11-11. www.pethealthnetwork.com