كل ما تحتاج معرفته عن داء النشواني لدى القطط: دليل كامل من الأعراض إلى الرعاية اليومية
مقدمة
من الطبيعي أن تشغل صحة قطّك حيزًا كبيرًا من اهتمامك، لا سيما عندما تسمع بمصطلحات طبية مثل «داء النشواني» أو «Amyloidosis». هذا المرض النادر نسبيًا يحدث عندما تتراكم بروتينات غير طبيعية تُسمى النشواني (Amyloid) داخل أنسجة وأعضاء القط، ما يعيق أداءها الطبيعي وقد يهدد حياة الحيوان إذا لم يُكتشف مبكرًا.

ما هو داء النشواني؟
داء النشواني هو اضطراب ناتج عن طيٍّ غير طبيعي لبروتينات معينة، فتفقد شكلها الوظيفي وتتحول إلى ألياف غير قابلة للذوبان تُترسَّب في الأعضاء. في القطط، غالبًا ما تتراكم هذه الألياف في الكلى أو الكبد أو البنكرياس، مسبّبة فشلًا عضويًا تدريجيًا.
كيف يتكوّن البروتين النشواني؟
في الأحوال العادية، تولِّد الخلايا البروتينات وتطويها بدقة لتؤدي وظائف حيوية. عند حدوث خلل وراثي أو التهابي مزمن، تُنتج بعض الخلايا كميات زائدة من بروتينات ناقصة الطيّ تتجمع في ما يشبه الصفائح الليفية. تميل تلك الصفائح للتراكم داخل الفراغات بين الخلايا، وتطرد الماء والعناصر الغذائية، ما يؤدي إلى تليف وتشوه العضو المصاب.
السلالات الأكثر عرضة للإصابة
رغم أن أي قط يمكن أن يصاب بداء النشواني، فإن الدراسات البيطرية تشير إلى ارتفاع معدلات الإصابة لدى:
- القط الحبشي (Abyssinian) – تظهر الترسبات غالبًا في الكلى.
- القط السيامي – تتأثر الكبد في الغالب.
- القط البورمي.
- الشرقي قصير الشعر وطويل الشعر.
ويرجَّح أن يكون للوراثة دور حاسم في هذه السلالات، لاسيما ما يُعرف بـ «الداء النشواني العائلي».

علامات وأعراض داء النشواني
تكمن صعوبة هذا المرض في أن أعراضه عامة وتشبه أمراضًا أخرى. لذلك، يجب الانتباه إلى المظاهر التالية:
- فقدان الشهية وخسارة الوزن تدريجيًا.
- شرب ماء بكميات مفرطة (عطش شديد) وتبوّل متكرر.
- خمول وضعف عام.
- قيء أو إسهال متكرر.
- انتفاخ البطن أو تراكم سوائل (استسقاء) في حالات إصابة الكبد.
- اصفرار اللثة أو الجلد (يرقان).
- نزيف تحت الجلد أو من اللثة في الحالات المتقدمة.
- ارتفاع ضغط الدم، ما قد يؤدي إلى تغيّرات مفاجئة في الرؤية.
ملحوظة مهمة: تظهر الأعراض عادةً متأخرة، بعد أن يكون العضو المصاب قد تعرض لتلف كبير، لذا فإن الفحص الروتيني مهم للغاية خصوصًا للسلالات المعرّضة.
الأسباب والعوامل المحفزة
لا يزال السبب الدقيق لداء النشواني موضع بحث، لكن تُوجد عوامل رئيسية مرتبطة بحدوثه:
- عوامل وراثية: وجود طفرة جينية تؤدي إلى إنتاج بروتينات معيبة.
- التهابات مزمنة أو أمراض مناعية: مثل التهاب الأمعاء المزمن أو التهاب الأسنان، حيث تحفِّز الجسم على إفراز بروتينات التهابية تتحول لاحقًا إلى ترسبات.
- أمراض Neoplastic (الأورام): قد تفرز بعض الأورام بروتينات تكوين النشواني.
كيفية التشخيص
يشخّص الطبيب البيطري داء النشواني عبر مجموعة من الاختبارات:
- الفحص السريري الكامل وتاريخ المرض.
- تحاليل الدم الشاملة لقياس وظائف الكلى (BUN، كرياتينين) والكبد (ALT، ALP، بيليروبين).
- تحليل البول لرصد البروتين والوزن النوعي.
- التصوير بالموجات فوق الصوتية (السونار) لتقييم حجم وشكل الأعضاء.
- خزعة بالإبرة الدقيقة أو جراحة لأخذ عينة من الكلى أو الكبد، ثم صبغها بصبغة «كونغو رِد» التي تُظهر اللون الأحمر المشخص تحت المجهر المستقطِب.
- اختبارات ضغط الدم وتصوير العين للتحقق من مضاعفات ثانوية.

خيارات العلاج المتاحة
حتى الآن لا يوجد علاج شافٍ للتخلص من ترسبات النشواني، لكن يمكن إبطاء تقدم المرض وتحسين جودة حياة القط بالطرق الآتية:
- العلاج الداعم: تزويد القط بالسوائل الوريدية أو تحت الجلد لمنع الجفاف ودعم الكلى.
- الأدوية:
- كولشيسين (Colchicine): يثبط إنتاج البروتينات الالتهابية في بعض الحالات العائلية.
- ديميثيل سلفوكسيد (DMSO): يُعتقد أنه يقلل من ترسب الألياف لدى بعض المرضى.
- مدرات البول أو الأدوية الخافضة للضغط مثل Amlodipine عند الحاجة.
- أدوية لحماية الكبد (Hepatoprotectants) كبعض مضادات الأكسدة والأحماض الأمينية.
- التغذية العلاجية:
نظام غذائي ذو بروتين عالي الجودة ومنخفض الفوسفور أو النحاس حسب العضو المتضرر. - علاج السبب الجذري: مثل السيطرة على التهابات الأسنان أو إزالة الأورام.

الرعاية المنزلية والمتابعة طويلة الأمد
بعد خروج القط من العيادة، تقع على عاتقك مسؤولية دعمه بالمنزل:
- وفّر ماءً نظيفًا ومتجددًا باستمرار. النافورة المائية تشجّع بعض القطط على الشرب.
- التزم تمامًا بخطة الدواء والمكملات التي وصفها الطبيب.
- اعتمِد نظامًا غذائيًا موصى به، وامتنع عن تقديم أطعمة عالية الملح.
- تابع الوزن أسبوعيًا، وسجّل أي فقدان أو تغير في الشهية.
- أعد زيارة العيادة بانتظام لإجراء اختبارات الدم وتعديل الأدوية.
- راقب علامات الاستسقاء أو اليرقان أو نزول الدم مع البول، وأبلغ الطبيب فورًا.

التوقعات المستقبلية (التشخيص المستقبلي)
يعتمد مآل المرض على العضو المتأثر ووقت التشخيص. في حالة إصابة الكلى المتقدمة، قد لا يتجاوز متوسط العمر المتوقع بضعة أشهر، بينما توفر إصابة الكبد فرصة أطول نسبيًا إذا تم الكشف المبكر ودعم الوظائف الحيوية. المفتاح هو الاكتشاف المبكر والمتابعة المستمرة.
هل يمكن الوقاية من داء النشواني؟
لا توجد وسيلة مضمونة للوقاية، لكن لديك خيارات لتقليل المخاطر:
- تجنّب تزاوج القطط التي لها تاريخ عائلي مع المرض.
- علاج التهابات الأسنان والأمعاء المزمنة في أقرب وقت.
- إجراء فحوصات دم وكشف بالموجات فوق الصوتية مرة سنويًا على الأقل للسلالات المعرّضة.
أسئلة شائعة
هل المرض معدٍ إلى الإنسان أو الحيوانات الأخرى؟
لا، داء النشواني غير معدٍ؛ فهو اضطراب داخلي خاص بجسم القط.
هل يستطيع القط العيش حياة طبيعية بعد التشخيص؟
بعض القطط تعيش سنوات عدة مع المتابعة الصارمة والعلاج الداعم، بينما قد تتدهور حالات أخرى بسرعة، خصوصًا عند تأخر الاكتشاف.
هل يجب تعديل النظام الغذائي؟
نعم، يوصى بنظام طبي خاضع لإرشاد الطبيب البيطري لتقليل العبء على الكلى أو الكبد.
الخلاصة: داء النشواني مرض خطير، لكن مع المعرفة والرعاية المناسبة يمكنك تحسين فرص قطك في حياة أطول وأكثر صحة.
المراجع
- عبد العزيز المصري. “علاج داء النشواني لدى القطط: خيارات متعددة.” , 2021-09-30. www.veterinarypartner.com