كل ما تحتاج معرفته عن الالتهاب الرئوي الفطري لدى القطط
يُعَدّ الالتهاب الرئوي الفطري أحد أخطر أمراض الجهاز التنفسي لدى القطط، وهو يحدث عندما تستنشق القطة أبواغاً فطرية تتكاثر داخل الرئتين مُسبِّبة التهاباً وعدوى قد تهدّد الحياة إذا لم تُشخَّص وتُعالَج مبكّراً. في هذا الدليل الشامل سنستعرض كل ما تحتاج لمعرفته حول هذا المرض: الفطريات المُسبِّبة، الأعراض، خطوات التشخيص، أحدث خيارات العلاج، وكيفية الوقاية لضمان تنفّس آمن وصحّة مُستدامة لقطّتك.
ما هو الالتهاب الرئوي الفطري لدى القطط؟
هو عدوى رئوية تنجم عن استنشاق أبواغ فطرية موجودة غالباً في التربة الرطبة أو المواد العضوية المتحللة. ما إن تصل هذه الأبواغ إلى الرئتين حتى تتحوّل إلى هيئة خيطية أو خميرية وتستثير استجابة التهابية شديدة تؤدي إلى صعوبة في التنفّس وتراجع عام في صحة القطة.

الفطريات الأكثر شيوعاً المُسبِّبة للعدوى
- Blastomyces dermatitidis (البلاستومايسيز)
- Histoplasma capsulatum (الهيستوبلازما)
- Coccidioides immitis (كوكسيديويديز؛ المعروفة أيضاً بحُمّى الوادي)
- Cryptococcus neoformans (الكريبتوكوكس)
- Aspergillus spp. (بعض حالات الأسبرجيلوس في القطط)
تتوطّن هذه الفطريات في مناطق جغرافية معيّنة: فمثلاً تنتشر الهيستوبلازما والبلاستومايسيز في وديان الأنهار الرطبة بأمريكا الشمالية، بينما يسود كوكسيديويديز في المناطق الصحراوية الجافة.

أعراض الالتهاب الرئوي الفطري
قد تتدرّج الأعراض من طفيفة إلى شديدة حسب حجم العدوى وكفاءة جهاز المناعة لدى القطة. تشمل العلامات الأكثر شيوعاً:
- سعال جاف أو رطب، وأحياناً مصحوب بإفرازات دامية
- صعوبة أو تسارع في التنفس (لهاث، صفير)
- خمول واضح وفقدان الشهية
- حمّى خفيفة إلى متوسطة
- فقدان وزن وتدهور في حالة الجسم العامة
- إفرازات أنفية أو التهاب جيوب أنفية (خصوصاً مع عدوى الكريبتوكوكس)
- ازرقاق الأغشية المخاطية في الحالات المتقدمة (نقص أكسجين الدم)
تنبيه: أي صعوبة تنفسية حادّة تستوجب تقييماً بيطرياً فورياً، فالتأخّر يُفاقم الضرر الرئوي ويقلّل فرص الشفاء.
أسباب الإصابة وعوامل الخطر
- التعرّض الطويل للتربة الرطبة الغنية بالمواد العضوية أو فضلات الطيور والخفافيش
- العيش في مناطق يُعدّ فيها الفطر مُتوطِّناً
- ضعف المناعة الناتج عن فيروسات مثل FIV أو FeLV أو استخدام أدوية مُثبِّطة للمناعة
- العمر الصغير (صغار القطط) أو الكبير (القطط المسنّة)
- القطط التي تجوب الهواء الطلق بحرّية أكثر عُرضة للاستنشاق العرضي للأبواغ
كيف يُشخِّص الطبيب البيطري الالتهاب الرئوي الفطري؟
١. الفحص السريري التفصيلي
يستمع الطبيب لأصوات الرئة بواسطة السماعة، ويُقيِّم معدل التنفس، لون اللثة، ووجود أي تضخّم في العقد اللمفاوية.
٢. الفحوصات التصويرية
الأشعة السينية للصدر تُبيِّن ظلالاً عقيدية أو ارتشاحات منتشرة، وقد يظهر تضخّم العقد المنصفية أو ارتشاح جنب رئوي. في الحالات المعقّدة يُستخدم التصوير المقطعي المحوسب (CT) للحصول على دقة أعلى.

٣. التحاليل المخبرية
- عد دموي شامل (CBC): غالباً ما يُظهر ارتفاعاً في كريات الدم البيضاء.
- اختبارات أضداد/مستضدات فطرية: تحليل الدم أو البول يكتشف مولدات الضد الخاصة بالبلاستومايسيز أو الهيستوبلازما بدقة جيدة.
- غسيل القصبة الهوائية/القصيبات (BAL): لجمع عيّنات خلوية مباشرة من الشعب الهوائية.
- الفحص السيتولوجي والخزعات: لتأكيد وجود الفطر مجهرياً أو عبر زراعته.
خيارات العلاج الحديثة
١. الأدوية المضادة للفطريات
يُعالج معظم الأطباء البيطريين باستخدام أحد هذه الأدوية أو مزيج منها:
- إيتراكونازول (Itraconazole): الجرعة المعتادة 5–10 ملغم/كجم يومياً لمدة 4–6 أشهر.
- فلوكونازول (Fluconazole): خيار فعّال يتخلّص من الجهاز العصبي المركزي؛ مفيد في حالة انتشار العدوى.
- أمفوتيريسين–ب (Amphotericin B): يُستخدم وريدياً في الحالات الشديدة لكن يتطلب مراقبة صارمة لوظائف الكلى.
- فوريكونازول (Voriconazole): أحدث الخيارات، مفعوله واسع لكنه باهظ التكلفة.

٢. الرعاية الداعمة
- الأكسجين التكميلي للحالات التي تعاني نقصاً حادّاً في الأكسجة
- السوائل الوريدية لمنع الجفاف ودعم الدورة الدموية
- التبخيرات (Nebulization) وتصفير الصدر (Coupage) لتسهيل طرد الإفرازات المخاطية
- مكملات غذائية عالية السعرات لمواجهة فقدان الوزن
يجب الاستمرار في العلاج المضاد للفطريات لمدة شهرين على الأقل بعد اختفاء العلامات السريرية وتحسّن الصور الشعاعية لضمان القضاء على الفطر بالكامل.
فترة النقاهة والرعاية المنزلية
يتطلّب العلاج التزاماً طويل الأمد. إليك أهم النصائح:
- إعطاء الدواء في المواعيد المضبوطة وعدم التوقّف المبكّر حتى لو بدا تحسّن ملحوظ
- إجراء تحاليل لإنزيمات الكبد كل 4–6 أسابيع لمراقبة التأثيرات الجانبية للإيتراكونازول
- متابعة صور الأشعة على فترات منتظمة للتأكّد من تحسّن الرئة
- توفير بيئة هادئة، دافئة وخالية من المهيّجات التنفسية مثل دخان السجائر
طرق الوقاية وتقليل مخاطر التعرّض
لا توجد لقاحات ضد الفطريات حتى الآن، لكن بإمكانك خفض احتمالية العدوى عبر الخطوات التالية:
- إبقاء قطّتك داخل المنزل قدر الإمكان، خاصة في المناطق المرتفعة الخطورة
- تجنّب استخدام تربة غير معقّمة في صناديق الزراعة داخل المنزل
- إبعاد القطط عن فضلات الطيور والخفافيش وأكوام السماد العضوي
- تعزيز المناعة عبر تغذية متوازنة وفحوصات صحية دورية

أسئلة شائعة حول الالتهاب الرئوي الفطري لدى القطط
هل الالتهاب الرئوي الفطري معدٍ للبشر أو الحيوانات الأخرى؟
المرض ذاته غير مُعْدٍ في أغلب الحالات، لكن المصدر البيئي (التربة الملوّثة) قد يشكل خطراً مشتركاً. لذا يُستحسَن حماية جميع الحيوانات الأليفة ومنعها من التعرّض للأماكن المشبوهة.
ما مدة العلاج المعتادة؟
تتراوح بين 4 إلى 6 أشهر وقد تمتد أكثر وفق مدى انتشار العدوى واستجابة القطة للأدوية.
ما فرص الشفاء الكامل؟
يرتفع معدّل الشفاء في حالات الكشف المبكّر والالتزام بالعلاج، بينما يكون التشخيص أكثر حذراً في حال تأخّر التدخّل أو إصابة القطة بضعف مناعي شديد.