التهاب الرحم بعد الولادة في القطط: دليل شامل للأعراض والعلاج والوقاية
يُعد استقبال صغار القطط حدثاً مبهجاً، لكن مرحلة ما بعد الولادة قد تحمل مخاطر صحية خطيرة للأم، أهمها التهاب الرحم بعد الولادة (Metritis). هذا الالتهاب البكتيري يمكن أن يتطور بسرعة خلال الأيام الأولى من الوضع، وقد يهدد حياة القطة وصغارها إذا لم يُعالج فوراً. في السطور التالية ستجد دليلاً عملياً شاملاً يساعدك على معرفة الأعراض والاحتياطات الضرورية وخيارات العلاج.
نظرة عامة سريعة
- التعريف: عدوى بكتيرية حادة تصيب بطانة الرحم بعد الولادة مباشرة.
- الإطار الزمني: تظهر غالباً خلال أول 3–7 أيام بعد الولادة، لكنها قد تحدث في أي وقت خلال الأسابيع الثلاثة الأولى.
- خطورة الحالة: حالة طارئة تحتاج إلى تدخل بيطري عاجل لتفادي التسمم الدموي وفشل الأعضاء.
ما هو التهاب الرحم بعد الولادة؟
عند انتهاء عملية الولادة الطبيعية يُفترض أن تنقبض عضلات الرحم لطرد المشيمة وبقايا الأنسجة الجنينية، ثم تبدأ بطانة الرحم في استعادة وضعها الطبيعي. إذا احتُجزت مشيمة أو جنين ميت داخل الرحم أو اختلّت انقباضاته، يتراكم الدم والأنسجة الميتة، ما يوفر بيئة مثالية لنمو البكتيريا مثل E.coli وستافيلوكوكوس. ينتج عن ذلك التهابٌ سريع يُعرف بالمتريتس.
الأعراض التي عليك مراقبتها
تُظهر معظم القطط واحدة أو أكثر من الأعراض التالية:
- إفرازات مهبلية ذات رائحة كريهة ولون بني أو أخضر داكن
- ارتفاع درجة الحرارة (حُمّى) فوق 40 م°
- خمول شديد أو اكتئاب وفقدان الاهتمام بالصغار
- فقدان الشهية وجفاف الفم
- انخفاض كمية الحليب أو توقف الإرضاع
- قيء أو إسهال أحياناً
- انتفاخ البطن وعدم ارتياح عند اللمس

درجات الخطورة
- خفيفة: إفرازات طفيفة مع نشاط طبيعي نسبي.
- متوسطة: خمول ملحوظ، حمى، وانخفاض إنتاج الحليب.
- شديدة: صدمة تسممية، جفاف حاد، وربما انهيار مفاجئ.
“كل ساعة تأخير في علاج التهاب الرحم قد تزيد من خطر التسمم الدموي الذي يهدد حياة القطة وصغارها على السواء.”
— د. مروة عبد الله، طبيبة بيطرية مختصة بطب التناسل
الأسباب وعوامل الخطر
- احتباس مشيمة أو جنين ميت داخل الرحم
- ولادة عسيرة أو متطاولة
- عملية قيصرية غير معقمة بالقدر الكافي
- إجهاض أو ولادة قبل الأوان
- بيئة ولادة ملوثة أو سوء نظافة ما بعد الولادة
- ضعف الجهاز المناعي أو سوء تغذية الأم
متى يجب زيارة الطبيب البيطري فوراً؟
اتصل بطبيبك البيطري إذا لاحظت إحدى العلامات التالية بعد الولادة:
- إفرازات ذات رائحة نتنة
- توقف القطة عن الأكل أكثر من 12 ساعة
- حمى مستمرة أو رعشة
- انهيار أو صعوبة في التنفس

كيف يشخّص الطبيب البيطري الحالة؟
يعتمد التشخيص على الفحص السريري بالإضافة إلى بعض الفحوصات المساعدة:
- الفحص البدني: قياس درجة الحرارة، جسّ البطن، تقييم الترطيب العام.
- تحاليل الدم: ارتفاع عدد كريات الدم البيضاء مؤشر على عدوى بكتيرية.
- الأشعة السينية أو السونار: للكشف عن احتباس بقايا داخل الرحم أو توسع غير طبيعي.
- مسحة مهبلية وزراعة بكتيرية: لتحديد نوع البكتيريا واختيار المضاد الحيوي الأنسب.

خيارات العلاج
بمجرد تأكيد التشخيص يبدأ التدخل العلاجي على الفور:
1. العلاج الدوائي
- مضادات حيوية واسعة الطيف: عادةً عن طريق الحقن في البداية ثم تُستكمل بالفم من 7–14 يوماً.
- سوائل وريدية: لتعويض الجفاف وتصحيح الاختلالات الكهربائية.
- أدوية منشطة لانقباض الرحم: مثل الأوكسيتوسين أو البروستاجلاندين لطرد البقايا.
2. التدخل الجراحي
إذا فشل العلاج الدوائي أو كانت العدوى متقدمة للغاية، قد يُوصي الطبيب باستئصال الرحم والمبيضين (Ovariohysterectomy) لإنقاذ حياة القطة. يُعتبر هذا الخيار نهائياً ويمنع التكاثر مستقبلاً.
3. الرعاية الداعمة
- المسكنات الخفيفة لتخفيف الألم
- الحفاظ على درجة حرارة الجسم
- تشجيع الرضاعة إذا كانت آمنة، أو إرضاع الصغار صناعياً إذا تطلب الأمر فصلهم

الرعاية المنزلية والمتابعة
بعد عودة القطة إلى المنزل:
- استمر في إعطاء الدواء وفق الجرعات الموصوفة حتى آخر يوم.
- راقب الإفرازات يومياً وأبلغ الطبيب إن لم تتحسن خلال 48 ساعة.
- احرص على أن تبقى القطة وصغارها في مكان دافئ ونظيف مع وصول سهل للماء والطعام.
- قم بوزن الصغار يومياً للتأكد من حصولهم على ما يكفي من الحليب.
- تابع الزيارة البيطرية المقررة بعد أسبوع للتأكد من انكماش الرحم.

الوقاية أفضل علاج
- توفير غذاء متوازن وغني بالبروتين للقطة الحامل.
- تهيئة صندوق ولادة نظيف ومُعقّم قدر الإمكان.
- التأكد من خروج كل المشيمات أثناء الولادة (عادة بعد كل مولود مباشرة).
- جدولة فحص بيطري خلال 24 ساعة من الولادة حتى وإن بدت القطة بصحة جيدة.
- الحد من التوتر والضوضاء حول الأم وصغارها.
أسئلة شائعة
هل يمكن أن تنتقل العدوى إلى الصغار؟
في الحالات الشديدة قد تحتوي حليب الأم على بكتيريا، لكن الخطر الأكبر يتمثل في إهمال القطة للصغار أو انخفاض كمية الحليب لديها. إذا أوصى الطبيب بفصل الصغار يجب استخدام حليب بديل خاص بالقطط.
كم يستغرق التعافي الكامل؟
مع العلاج المبكر، تتحسن معظم القطط خلال 3–5 أيام، لكن انكماش الرحم تماماً قد يستغرق حتى ثلاثة أسابيع.
هل يمكن للقطة الحمل مرة أخرى بعد الشفاء؟
إذا لم يتم استئصال الرحم وكان الضرر محدوداً، فقد تحتفظ القطة بخصوبتها. من الأفضل الانتظار دورتين حراريتين على الأقل قبل السماح بحمل جديد مع استشارة الطبيب البيطري.
الخلاصة
التهاب الرحم بعد الولادة حالة طارئة لكنها قابلة للعلاج إذا اكتُشفت مبكراً. انتبه لأي تغيير في سلوك أم القطط أو إفرازاتها، ولا تتردد في طلب المساعدة البيطرية. رعايتك اليقظة قد تنقذ حياتها وحياة صغارها وتضمن لهم بداية صحية وآمنة.
المراجع
- فريق التحرير في بيت ميد. “التهاب الرحم في القطط.” , 2017-10-15. www.petmd.com
- مؤسسة رعاية القطط الدولية. “التهاب الرحم في القطط الأم.” , 2016-11-01. icatcare.org