التشنج الفقري لدى القطط (Spondylosis Deformans)
يُعد التشنج الفقري أو ما يُعرف علمياً بـ Spondylosis deformans أحد أكثر أمراض العمود الفقري شيوعاً لدى القطط المتقدمة في السن، وهو غالباً غير ملحوظ في بداياته إلى أن تبدأ النتوءات العظمية في الضغط على الأعصاب أو تحدّ من حركة القط. في هذا الدليل ستتعرّف على كل ما تحتاج معرفته للحفاظ على صحة قطك وحمايته من مضاعفات هذا المرض.
ما هو التشنج الفقري (Spondylosis deformans)؟
التشنج الفقري حالة تنكسية غير التهابية يتشكّل فيها نموّات عظمية (نتوءات أو أوستيوفيت) على الحواف الخارجية للفقرات. عندما تتطوّر هذه النتوءات قد تتصل ببعضها وتكوّن جسوراً عظمية تحدّ من مرونة العمود الفقري وتؤدي أحياناً إلى ضغط الأعصاب الشوكية.
كيف يتطور المرض؟
مع التقدّم في العمر أو بعد التعرض لإصابات متكررة، يتراجع الغضروف بين الفقرات ويتقلص. كرد فعل دفاعي، يبدأ الجسم في تكوين نسيج عظمي إضافي لتحقيق الاستقرار، ما ينتج عنه نتوءات قد تتراكم بمرور الوقت. غالباً ما تُلاحظ هذه التغيّرات في الفقرات الصدرية والقطنية.
الأعراض الشائعة
- تصلب أو تيبس واضح عند الاستيقاظ أو بعد القفز
- تردد أو خوف من الصعود على الأسطح المرتفعة أو تسلق السلالم
- آلام عند لمس منطقة الظهر أو الرقبة
- انخفاض في النشاط أو الرغبة في اللعب
- ضعف أو عرج في الأطراف الخلفية في المراحل المتقدمة
- فقدان السيطرة على البول أو البراز إذا حدث ضغط عصبي شديد
عوامل الخطر
- التقدم في العمر (أكثر شيوعاً بعد سن 10 سنوات)
- إصابات سابقة أو كسور في العمود الفقري
- السمنة التي تضاعف الحمل على الفقرات
- الوراثة وبعض السلالات قد تكون أكثر عرضة
- نشاط بدني عنيف ومتكرر مثل القفز العالي بشكل مستمر
التشخيص
- فحص سريري شامل يتضمن ملامسة فقرات الظهر وتقييم ردود الفعل العصبية
- التصوير بالأشعة السينية للبحث عن النتوءات العظمية أو الجسور بين الفقرات
- التصوير المقطعي المحوسب أو الرنين المغناطيسي عند الاشتباه في ضغط النخاع الشوكي أو الجذور العصبية
- تحاليل الدم والبول للتأكد من عدم وجود أسباب التهابية أو عدوى مرافقة
الخطة العلاجية
يركز العلاج على تخفيف الألم وتحسين الحركة وإبطاء تقدّم التغيرات العظمية. لا يوجد علاج نهائي، لكن الإدارة الصحيحة تُعيد للقطط جودة حياتها.
الأدوية المستخدمة
- مضادات الالتهاب غير الستيرويدية لتقليل الألم والتهاب المفاصل المحيط
- مسكّنات مركزية مثل جابابنتين أو ترامادول للحالات المصحوبة بألم عصبي
- مكملات غذائية مشتركة مثل الجلوكوزامين والكوندرويتين لتعزيز صحة الغضروف
- حقن كورتيزون موضعية في حالات الضغط العصبي الشديد (بحسب تقييم الطبيب)
العلاج الفيزيائي والتأهيلي
تشمل جلسات العلاج بالليزر البارد، والوخز بالإبر، وتمارين الإطالة الخفيفة تحت إشراف متخصص. تساعد هذه التقنيات على تحسين مرونة العمود الفقري وتقليل التقلصات العضلية.
متى نلجأ إلى الجراحة؟
الجراحة نادرة، وتُخصَّص للقطط التي تُعاني ضغطاً عصبياً شديداً لا يستجيب للعلاج الدوائي أو الفيزيائي، حيث يُزال العظم الزائد أو تُوسَّع القناة الفقرية.
الرعاية المنزلية والمتابعة
يعتمد نجاح العلاج على الاهتمام اليومي في المنزل:
- الحفاظ على وزن صحي من خلال نظام غذائي متوازن ومراقبة الحصص
- توفير أماكن نوم دافئة وطرية لتقليل الضغط على المفاصل
- استخدام منحدرات أو سلالم صغيرة لمساعدة القط على الوصول إلى النوافذ أو الأسرّة المفضلة
- تقديم جلسات لعب قصيرة ومنخفضة الشدة للحفاظ على اللياقة بدون إجهاد زائد
- زيارة الطبيب البيطري لإعادة الفحص كل 3-6 أشهر أو عند تفاقم الأعراض
الوقاية ونمط الحياة
يمكن تقليل فرص إصابة قطك بالتشنج الفقري عبر:
- بدء برنامج تغذية متوازن منذ الصغر للحفاظ على وزن مثالي
- تجنب القفزات الخطرة أو الألعاب العنيفة المتكررة
- معالجة أي إصابات ظهرية فور حدوثها لمنع المضاعفات المستقبلية
- متابعة دورية عند الطبيب البيطري، خاصةً للقطط المسنّة
تذكّر: القط النشيط معتدل الوزن يتمتع بعمود فقري أكثر صحة ومرونة على المدى الطويل.
متى ينبغي زيارة الطبيب البيطري فوراً؟
- شلل جزئي أو كامل في طرف أو أكثر
- سلس بولي أو برازي مفاجئ
- ألم حاد يجعل القط يصرخ أو يلهث باستمرار
- فقدان شهية لأكثر من 24 ساعة مصحوب بأعراض أخرى
أسئلة شائعة
هل يمكن للمرض أن يُشفى تماماً؟
لا، لأن التغيرات العظمية دائمة، لكن يمكن التحكم بالألم ومنع التدهور.
هل جميع القطط المصابة تحتاج إلى جراحة؟
الجراحة خيار أخير وغالبية القطط تتحسن بالعلاج التحفظي.
ما متوسط العمر المتوقع للقطط المصابة؟
مع إدارة جيدة، يمكن للقطط المسنّة المصابة أن تعيش حياة طبيعية لعدة سنوات.
