ضخامة الأطراف عند القطط: دليل شامل لفهم الأعراض والعلاج والرعاية
ضخامة الأطراف (Acromegaly) أو ما يُعرف بفرط هرمون النمو هي حالة نادرة ولكنها تُعد من أخطر اضطرابات الغدد الصماء التي قد تُصيب القطط البالغة. تتسبّب هذه الحالة في إفراز غير طبيعي لهرمون النمو من الغدة النخامية، ما يؤدي إلى تغيرات جسدية تدريجية ومشكلات صحية معقّدة أبرزها السكري المقاوم للأنسولين. في هذا المقال، نستعرض كل ما تحتاج إلى معرفته حول ضخامة الأطراف عند القطط: أسبابها، وأعراضها، وكيفية تشخيصها، وأهم خيارات العلاج والرعاية المنزلية.

ما هي ضخامة الأطراف عند القطط؟
ضخامة الأطراف هي اضطراب يحدث نتيجة إفراز زائد لهرمون النمو (GH) غالبًا بسبب ورم حميد (غالبًا غدية نخامية) في الفص الأمامي للغدة النخامية. يؤدي هذا الإفراز المفرط إلى نمو مفرط للأنسجة الرخوة والعظام، بالإضافة إلى زيادة مستوى العامل الشبيه بالأنسولين-1 (IGF-1) في الدم، وهو المؤشر الرئيسي لفرط هرمون النمو.
كيف تؤثر هذه الحالة في جسم القط؟
- تضخم الوجه والفكين، ما يعطي القط مظهرًا أعرض وأضخم.
- زيادة سمك الجلد والأطراف، فتبدو الأقدام أكبر حجمًا مما كانت عليه.
- تضخم بعض الأعضاء الداخلية مثل الكبد والقلب، وهو ما يرفع خطر فشل القلب والأمراض الكبدية.
- تطوّر مقاومة شديدة للأنسولين تؤدي إلى ظهور مرض السكري أو زيادة صعوبته.
القطط الأكثر عرضة للإصابة
تشير الدراسات إلى أن الذكور غير المخصّية من القطط متوسّطة إلى كبيرة السن (10 سنوات في المتوسط) هي الأكثر عرضة لفرط هرمون النمو. ومع ذلك، فإن أي قط بالغ قد يتأثر بالحالة، خاصة إذا كان يُعاني من سكري يصعب ضبطه رغم العلاج بالأنسولين.
الأعراض والعلامات السريرية
تتطور الأعراض ببطء، وقد تمر شهور أو حتى سنوات قبل ملاحظتها بوضوح:
- جوع وعطش مفرطان مع تبول متكرر (بسبب السكري المقاوم للأنسولين).
- زيادة وزن رغم تقييد السعرات الحرارية.
- خشخشة أو شخير أثناء التنفس نتيجة تضخم الأنسجة الرخوة في الحنجرة والأنف.
- وجه أعرض، فك سفلي بارز، أسنان متباعدة.
- تضخم الأقدام وتسمّك جلدها.
- خمول أو ضعف في الأرجل الخلفية.
- نفخة قلبية أو علامات قصور قلبي.
ملحوظة مهمة: لا تعني ملاحظة عرض واحد بالضرورة إصابة قطك بضخامة الأطراف، لكن اجتماع أكثر من عرض مع صعوبة التحكم في السكري يستدعي فحصًا بيطريًا شاملًا.

متى يجب استشارة الطبيب البيطري؟
ينبغي التواصل مع الطبيب البيطري في الحالات التالية:
- إذا كان قطك مصابًا بالسكري ولا يستجيب للعلاج بالأنسولين.
- إذا لاحظت تغيّرات تدريجية في شكل الوجه أو حجم الأقدام.
- ظهور شخير أو صعوبة في التنفس أو نفخة قلبية جديدة.
- زيادة وزن غير مبررة أو ارتفاع مستمر في سكر الدم.
التشخيص
يعتمد تشخيص ضخامة الأطراف على عدة خطوات تكاملية:
1. الفحص السريري الكامل
يبحث الطبيب عن العلامات المميزة مثل تضخم الوجه والأقدام، وفحص القلب والرئتين.
2. فحوصات الدم المخبرية
- قياس عامل IGF-1: تُعَد القراءة فوق 1000 نانوغرام/مل في القطط مؤشرًا قويًا لوجود فرط هرمون النمو.
- تحليل سكر الدم ومستويات الأنسولين لتقييم شدة السكري.
3. التصوير التشخيصي
- التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) أو التصوير الطبقي المحوري (CT) للكشف عن الورم النخامي وحجمه.
- الأشعة العادية لتقييم حجم الأعضاء الصدرية والهيكل العظمي.
خيارات العلاج
يهدف العلاج إلى السيطرة على الورم وإعادة مستويات هرمون النمو إلى الحد الطبيعي، بالإضافة إلى إدارة مضاعفاته.

1. الجراحة (استئصال الورم النخامي)
تُعَد الجراحة عبر الجيب الوتدي (Transsphenoidal hypophysectomy) الخيار العلاجي الأكثر فاعلية في القطط المناسبة للجراحة، إذ تؤدي إلى انخفاض سريع في هرمون النمو وتحسُّن السكر بالدم. تتطلب هذه العملية خبرة متخصصة ورعاية ما بعد الجراحة في وحدة العناية المكثفة.
2. العلاج الإشعاعي
يُستخدم عندما تكون الجراحة غير ممكنة أو كعلاج مساعد. قد يستغرق عدة أسابيع أو أشهر حتى تظهر نتائجه كاملة، لكنه يقلص حجم الورم ويُحسّن السيطرة على السكري.
3. العلاج الدوائي
- الباسيْريوتايد (Pasireotide): يقلل إفراز هرمون النمو، إلا أن تكلفته مرتفعة وقد يسبب مشكلات هضمية.
- البروموكريبتين أو الكابيرجولين: فعاليتهما محدودة في القطط مقارنة بالبشر.
4. إدارة السكري المقاوم للأنسولين
حتى مع وجود الورم، يُمكن السيطرة على سكر الدم باستخدام جرعات عالية من الأنسولين أو أنواع خاصة مثل غلارجين (Glargine). يُعد ضبط النظام الغذائي (وجبات منخفضة الكربوهيدرات وغنية بالبروتين) عنصرًا أساسيًا.
الرعاية المنزلية ونمط الحياة
- مراقبة مستويات السكر باستخدام أجهزة قياس منزلية بناءً على توصيات الطبيب.
- اتباع جدول ثابت لجرعات الأنسولين وتغيير الجرعة فقط بإشراف الطبيب.
- تقديم طعام مخصّص للسكري منخفض الكربوهيدرات.
- تهيئة بيئة مريحة وسهلة الوصول، خاصة إذا كان القط يعاني من ضعف في الأطراف.
- زيارة الطبيب البيطري دوريًا لإعادة تقييم IGF-1 وسكر الدم.
التوقعات المستقبلية (Prognosis)
تعتمد توقعات الشفاء على حجم الورم وخيارات العلاج المتاحة:
- بعد الجراحة الناجحة، قد يعيش القط عدة سنوات مع تحسّن كبير في نوعية الحياة.
- العلاج الإشعاعي يمنح متوسط بقاء من سنة إلى أربع سنوات.
- العلاج الدوائي والدعم الطبي فقط يمنح غالبًا من 6 إلى 18 شهرًا حسب شدة المرض والمضاعفات.
أسئلة شائعة
هل يمكن أن تختفي ضخامة الأطراف تلقائيًا؟
لا، إذ يتطلب الورم علاجًا محددًا؛ إهماله يؤدي إلى تطور المضاعفات.
هل جميع القطط المصابة بضخامة الأطراف تعاني من السكري؟
معظمها نعم، لكن قد تظهر زيادة هرمون النمو قبل تشخيص السكري بمدة.
هل يمكن الوقاية من المرض؟
لا توجد طريقة معروفة للوقاية؛ يكمن الحل في الكشف المبكر والتدخل السريع.
الخلاصة
ضخامة الأطراف عند القطط حالة نادرة ولكنها خطيرة، تتطلب وعيًا من المربي ومتابعة بيطرية دقيقة. الفحص المبكر، والتشخيص الدقيق، واختيار الخطة العلاجية المناسبة يمكن أن يحسّن حياة القط بشكل ملحوظ. إذا لاحظت تغيرات في شكل قطك أو صعوبة في التحكم في مستوى السكر لديه، تواصل مع طبيب بيطري مختص في أقرب وقت.
تنويه: المعلومات الواردة في هذا المقال لأغراض تثقيفية وليست بديلًا عن الاستشارة البيطرية المباشرة.
المراجع
- دكتور كيتلين هاريس. “مقاومة الأنسولين عند القطط وفرط هرمون النمو.” , 2023-07-05. www.veterinarypartner.com