كل ما تحتاج معرفته عن فتحة الفم والأنف لدى القطط (الفُغر الفموي الأنفي)
فتحة الفم والأنف، أو ما يُعرف طبيًا بالفُغر الفموي الأنفي (Oronasal Fistula)، هي مشكلة صحية قد تبدو نادرة، لكنها قد تؤثر في جودة حياة قطّك إذا لم تُشخَّص وتُعالج في الوقت المناسب. في هذا الدليل الشامل نُقدِّم لك الأسباب، العلامات التحذيرية، طرق التشخيص، خيارات العلاج، إضافة إلى نصائح الوقاية والرعاية المنزلية، حتى تمنح صديقك المقرَّب أفضل فرصة للشفاء.
ما هي فتحة الفم والأنف؟
هي اتصال غير طبيعي بين تجويف الفم وتجويف الأنف يسمح بانتقال اللعاب وبقايا الطعام والبكتيريا إلى مجرى الأنف. يتسبب هذا الاتصال في التهابات مزمنة، عطاس، ورائحة فم كريهة قد تزعجك وتزعج قطك على حد سواء.

أسباب حدوث الفغر الفموي الأنفي
رغم أن المشكلة غالبًا ما تظهر بعد خلع أو سقوط أحد الأنياب العلوية، فإن هناك عوامل أخرى قد تؤدي إلى حدوثها:
- أمراض اللثة المتقدمة (التهاب اللثة والأنسجة الداعمة للأسنان).
- القلع الجراحي للأسنان خصوصًا الأنياب أو الأسنان الأمامية العلوية إذا لم يُغلق الجرح جيدًا.
- الرضوض والصدمات مثل السقوط أو حوادث السيارات.
- الأجسام الغريبة التي قد تنغرس بين الأنف والفم.
- الأورام الفموية أو الأنفية الحميدة أو الخبيثة.
- العيوب الخَلقيّة مثل شق سقف الحنك.
- الالتهابات الفطرية أو البكتيرية العميقة.
الأعراض المبكرة التي يجب الانتباه إليها
من الصعب أحيانًا ملاحظة أن قطتك تعاني من فتحة بين الفم والأنف؛ لذلك راقب أي من الإشارات التالية، وخاصة بعد خلع الأسنان أو عند وجود أمراض لثوية:
- عطاس متكرر أو نوبات عطاس بعد الأكل.
- إفرازات أنفية قد تكون مائية أو مُلطَّخة بالدم.
- رائحة فم كريهة لا تتحسن بعد تنظيف الأسنان.
- تدفق الطعام أو الماء من الأنف أثناء الأكل أو الشرب.
- صعوبة أو تردد في تناول الطعام الصلب.
- فقدان وزن تدريجي بسبب ضعف الشهية.

كيف يشخّص الطبيب البيطري الحالة؟
يبدأ التشخيص بفحص سريري شامل للفم تحت التخدير الخفيف أو الكامل، إذ يسمح ذلك للطبيب بالبحث عن أي فتحات أو جيوب صغيرة قد لا تكون مرئية في الفحص العادي.
- استخدام مجسّ الأسنان للبحث عن ممر يصل إلى تجويف الأنف.
- تصوير الأسنان بالأشعة السينية الرقمية للكشف عن التهابات العظام أو جذور الأسنان المكسورة.
- التصوير الطبقي المحوري (CT) أو الرنين المغناطيسي (MRI) في الحالات المعقدة أو عند الاشتباه بوجود ورم.
- فحص مسحة من الإفرازات الأنفية للكشف عن عدوى بكتيرية أو فطرية.
تذكّر: كلما كان التشخيص أسرع، قلّ خطر التهاب الجيوب الأنفية المزمن وازدادت احتمالات نجاح الجراحة.
خيارات العلاج المتاحة
العلاجات الدوائية وحدها نادرًا ما تكون كافية. عادةً ما يحتاج القط إلى تدخُّل جراحي لإغلاق الفتحة نهائيًا:
1. الجراحة التصحيحية
يقوم الجرّاح بإنشاء سديلة نسيجية (Flap) من اللثة أو سقف الحنك لإغلاق الفتحة، ثم يثبّتها بغرز دقيقة قابلة للذوبان. يعتمد نوع السديلة على حجم الفتحة وموقعها:
- سديلة حنكية متقدمة (Advanced Palatal Flap).
- سديلة شفوية (Buccal Flap).
- تقنيات ترقيع العظام أو غشاء حيوي في الفتحات الواسعة.
2. معالجة أي سبب كامن
قد تشمل خلع أسنان إضافية مصابة، أو إزالة جسم غريب، أو استئصال ورم إن وُجد، إضافة إلى تنظيف عميق للثة.
3. المضادات الحيوية والأدوية المساندة
توصف المضادات الحيوية للوقاية من العدوى الثانوية، ومسكنات الألم، ومضادات الالتهاب لتقليل التورم.

العناية المنزلية بعد الجراحة
يلعب دورك في المنزل دورًا محوريًا في تعافي قطتك:
- قدِّم طعامًا لينًا أو مهروسًا لمدة 3–4 أسابيع.
- امنع الألعاب القاسية أو مضغ الأشياء الصلبة.
- استخدم مضادًا حيويًا فمويًا ومسكن ألم كما وصفه الطبيب.
- حافظ على نظافة الفم: امسح اللثة بقطنة مبللة بمحلول ملحي دافئ.
- احرص على المراجعة البيطرية خلال 10–14 يومًا لإزالة أي غرز متبقية وتقييم الالتئام.
التعافي والتوقعات المستقبلية
تتعافى معظم القطط بصورة ممتازة بعد إغلاق الفتحة، خاصة إذا كانت الأنسجة المحيطة بصحة جيدة. قد تحدث انتكاسة أو فتحة جديدة في حال:
- لُعقت القطة الجرح بشكل مفرط.
- كانت الأنسجة مصابة بعدوى مزمنة.
- تُركت مشكلة الأسنان أو اللثة دون علاج.
في هذه الحالات يُعاد تقييم الخطة الجراحية أو تُطبّق تقنية سديلة مختلفة.
كيف تحمي قطك من الإصابة بالفغر الفموي الأنفي؟
- نظِّف أسنان قطك بفرشاة ناعمة ومعجون مخصّص مرتين أسبوعيًا على الأقل.
- قدّم نظامًا غذائيًا متوازنًا مع طعام جاف عالي الجودة يدعم صحة الأسنان.
- قم بفحص دوري لدى الطبيب البيطري كل 6–12 شهرًا، مع تنظيف احترافي حسب الحاجة.
- عالج أي التهابات أو أمراض لثوية فور ملاحظتها.
- تأكد من أن أي خلع أسنان يُجرى على يد طبيب بيطري متمرّس في جراحة الفم.
الوقاية والعناية الدورية بالأسنان لا تقي فقط من الفغر الفموي الأنفي، بل تحافظ على صحة قلب قطك وكليتيه أيضًا.
الخلاصة
رغم أن فتحة الفم والأنف قد تبدو مشكلة معقدة، فإن التشخيص المبكر واتباع خطة علاجية وجراحية مناسبة يمنحان أغلب القطط فرصة ممتازة للشفاء الكامل. لا تتردد في طلب المشورة البيطرية عند ملاحظة أي تغييرات في سلوك الأكل أو التنفس لدى قطتك، فالتدخل السريع يصنع فرقًا كبيرًا.