مرض تايزر عند القطط: الدليل الشامل للأعراض والتشخيص والعلاج
يُعَدّ مرض تايزر (Tyzzer Disease) من الأمراض البكتيرية النادرة نسبيًّا لدى القطط، إلا أنه قد يكون قاتلًا إذا لم يُشخَّص ويُعالَج بسرعة. في هذا الدليل المفصّل نستعرض كل ما تحتاج إلى معرفته لحماية قطك، بدءًا من تعريف المرض وأسبابه وصولًا إلى خطوات الوقاية.
ما هو مرض تايزر؟
مرض تايزر هو عدوى تُسبِّبها بكتيريا Clostridium piliforme، وهي بكتيريا مُكوِّنة للأبواغ تستطيع البقاء حيّة في البيئة لفترات طويلة. تستهدف هذه البكتيريا خلايا الكبد والأمعاء والقلب، وتُسبّب التهابًا حادًّا يؤدي إلى تنخُّر الأنسجة وفشل الأعضاء.
كيف تنتقل عدوى تايزر؟
- ابتلاع أبواغ البكتيريا عبر الطعام أو الماء المُلوَّثين.
- ملامسة براز قط مصاب أو أسطح ملوَّثة ثم القيام بتنظيف الفم أو الفراء.
- العيش في بيئات مكتظة أو سيئة التهوية حيث يسهل انتشار الجراثيم.
عوامل الخطر
تزداد احتمالية إصابة القطط بمرض تايزر في الحالات الآتية:
- عُمر أقل من ستة أسابيع، ولا سيّما القطط اليتيمة أو في دور الرعاية.
- الإجهاد المزمن أو سوء التغذية.
- أمراض مثبِّطة للمناعة مثل عَدوى فيروس نقص المناعة (FIV) أو فيروس اللوكيميا (FeLV).
- سوء النظافة وتراكم الفضلات.
الأعراض والعلامات السريرية
قد تظهر الأعراض التالية بشكل مفاجئ أو تدريجي:
- خمول شديد وقلة في النشاط.
- فقدان الشهية وبالتالي فقدان الوزن.
- إسهال مائي وقد يكون مدمى أحيانًا.
- قيء وجفاف.
- حمّى أو انخفاض حرارة مفاجئ في المراحل المتقدّمة.
- يرقان (اصفرار اللثة والجلد) نتيجة فشل الكبد.
- ألم بطني عند اللمس، وقد تظهر صرخات فجائية.
- نوبات تشنّجية أو غيبوبة في الحالات الشديدة.
كيف يشخّص الطبيب البيطري مرض تايزر؟
يعتمد التشخيص على مزيج من التاريخ المرضي، والفحص السريري، والاختبارات المعملية المتقدّمة:
الفحوص المخبرية الروتينية
- اختبار الدم الشامل (CBC): قد يُظهر ارتفاعًا في عدد كريات الدم البيضاء أو انخفاضًا حادًّا في المراحل الأخيرة.
- الكيمياء الحيوية: ارتفاع كبير في إنزيمات الكبد مثل ALT وAST، مع انخفاض سكر الدم وارتفاع البيليروبين.
الفحوص التصويرية
- الأشعة السينية: تكشف تضخّم الكبد أو احتقان الأمعاء.
- الألتراساوند: يُظهر مناطق تنخُّر أو تجمع سوائل حول الكبد.
الاختبارات المتخصصة للبكتيريا
- تفاعل البوليميراز المتسلسل (PCR): يُحدِّد وجود المادة الوراثية للبكتيريا في البراز أو الأنسجة.
- خزعة الكبد: تُستخدم صبغات خاصة (مثل وَرنَر) لرؤية البكتيريا داخل الخلايا.
- اختبار السيرولوجيا: يبحث عن الأجسام المضادة لكن فائدته محدودة في المراحل المبكرة.
خيارات العلاج
تنويه مهم: يجب البدء بالعلاج فورًا عند الشك في الإصابة، فالتأخير قد يؤدي إلى فشل كبدي قاتل.
يشمل البروتوكول العلاجي عادةً ما يلي:
- المضادات الحيوية: تتراسايكلين، أوكسي تتراسايكلين، أو دوكسي سايكلين بجرعات يُحددها الطبيب.
- السوائل الوريدية: لتعويض الجفاف وتصحيح اختلال الكهارل.
- الجلوكوز الوريدي: للقطط التي تُعاني من نقص السكر.
- حماية الكبد: أدوية مثل سيليمارين أو SAMe لدعم وظائف الكبد.
- مضادات التشنُّجات: إذا ظهرت نوبات.
التعافي والرعاية المنزلية
بعد الخروج من المستشفى، اتبع التعليمات التالية لضمان أفضل فرص التعافي:
- اعطِ الدواء في مواعيده كاملة ولا تُوقفه حتى لو بدا القط أفضل.
- قدّم طعامًا عالي السُّعرات سهل الهضم مثل النظام العلاجي المعلَّب.
- راقب لون اللثة، ودرجة الحرارة، ونشاط القط يوميًّا.
- وفّر مكانًا دافئًا وهادئًا، بعيدًا عن حيوانات أخرى لمنع العدوى الثانوية.
المآل (التوقعات)
يعتمد المآل على سرعة التشخيص، وعمر القط، وشدّة الأعراض عند بدء العلاج. في الحالات الخفيفة والمتوسطة، يتحسن كثير من القطط خلال 7–14 يومًا. أما في الحالات الشديدة التي تتضمن فشلًا كبديًّا متقدمًا، فقد يكون المآل حذرًا رغم العلاج المكثف.
الوقاية وحماية قطك
- الحفاظ على نظافة أوعية الطعام والماء وصندوق الفضلات يوميًّا.
- تجنّب الازدحام في ملاجئ القطط ودور الرعاية قدر الإمكان.
- التطعيمات الدورية والفحوص نصف السنوية لدعم المناعة.
- عزل القطط الجديدة لمدة أسبوعين على الأقل لمراقبة ظهور أي أعراض.
أسئلة شائعة
هل يمكن أن يُصاب البشر بمرض تايزر من القطط؟
لا توجد تقارير موثوقة عن انتقال المرض إلى البشر؛ ومع ذلك، يظل غسل اليدين وارتداء القفازات أثناء التنظيف أفضل وسيلة وقاية.
هل يوجد لقاح لمرض تايزر؟
حتى الآن لا يتوفر لقاح معتمد للقطط، لذلك تبقى النظافة والتغذية السليمة أهم أساليب الوقاية.
ما المدة التي تبقى فيها بكتيريا Clostridium piliforme حيّة في البيئة؟
قد تعيش الأبواغ لعدة أشهر في الظروف الرطبة والباردة؛ لذا من الضروري استخدام مطهّر قادر على قتل الأبواغ، مثل محلول التبييض المخفف بنسبة 1:10.
كلمة أخيرة
مرض تايزر خطير لكنه قابل للعلاج إذا تم اكتشافه مبكرًا. احرص على الفحص الدوري لقطك، واستشر طبيبًا بيطريًّا عند ظهور أي علامات غير طبيعية. الوقاية دائمًا خير من العلاج.
المراجع
- روبرت أ. وارد. “مرض تايزر عند القطط.” , 2020-05-12. www.veterinarypartner.com
- جامعة كاليفورنيا ديفيس. “مرض تايزر عند القطط: معلومات لأصحاب الحيوانات الأليفة.” , 2022-04-21. www.vetmed.ucdavis.edu
- جيمس ل. ريد. “مراجعة للأمراض البكتيرية في القطط.” , 2020-09-17. www.frontiersin.org
