فرط الفوسفور في دم القطط: دليل شامل للأسباب والعلاج والرعاية
يُعد الفوسفور من المعادن الأساسية في جسم القطط، إذ يلعب دوراً محورياً في بناء العظام والأسنان، وإنتاج الطاقة، وتنظيم عمل العضلات والأعصاب. لكن عندما يرتفع مستواه في الدم بشكل غير طبيعي – وهي حالة تُعرف باسم فرط الفوسفور في الدم – يمكن أن تتأثر صحة قطك بشكل خطير، خصوصاً صحّة الكُلى والقلب.
لماذا يرتفع الفوسفور في دم القطط؟
ينشأ فرط الفوسفور عادةً نتيجة خلل في إحدى الآليات الثلاثة المسؤولة عن ضبط هذا المعدن:
- تصفية الكُلى: الكُلى السليمة تطرح الفائض من الفوسفور. أي قصور كلوي يؤدي إلى تراكمه.
- امتصاص الأمعاء: أمراض الجهاز الهضمي أو الحميات الغنية بالفوسفور قد تزيد امتصاصه.
- التوازن الهرموني: الهرمونات (مثل هرمون الغدة الدرقية الجار درقية وفيتامين D) تساعد على تنظيم مستويات الفوسفور. أي خلل هرموني يخلّ بالتوازن.
أبرز الأسباب الطبية
- مرض الكلى المزمن (CKD) – السبب الأكثر شيوعاً.
- انسداد المسالك البولية أو المثانة.
- فرط نشاط الغدة الدرقية الجار درقية الثانوية.
- الحمى الشديدة أو الجفاف الحاد.
- التسمم بفيتامين D أو ابتلاع سماد غني بالفوسفور.

الأعراض والعلامات السريرية
قد يظل فرط الفوسفور صامتاً في مراحله الأولى، لكن مع تفاقمه تظهر العلامات التالية:
- خمول وضعف عام
- فقدان الشهية أو فقدان وزن ملحوظ
- قيء متكرر أو إسهال
- عرَج أو ألم في العظام والمفاصل
- حكّ مفرط بسبب حكة جلدية
- رائحة نفس شبيهة بالأمونيا
ملاحظة هامة: أي تغيير سلوكي مفاجئ لدى قطك يستوجب زيارة الطبيب البيطري، خصوصاً إذا كان القط كبيراً في السن أو يعاني من أمراض كُلوية.
كيف يتم التشخيص؟
يعتمد الطبيب البيطري على مجموعة من الاختبارات لتأكيد فرط الفوسفور وتحديد سببه:
- تحليل الدم الشامل: لقياس الفوسفور، الكالسيوم، نيتروجين اليوريا (BUN)، والكرياتينين.
- تحليل البول: لتقييم كفاءة الكُلى ورصد البروتين أو خلايا غير طبيعية.
- الأشعة السينية أو الموجات فوق الصوتية: للبحث عن حصوات بولية أو تشوهات كُلوية.
- اختبارات هرمونية: في حالات الاشتباه بخلل الغدة الجار درقية أو التسمم بفيتامين D.

استراتيجيات العلاج
1. معالجة السبب الجذري
إصلاح القصور الكُلوي، علاج الانسداد البولي، أو ضبط الاضطرابات الهرمونية يساعد على خفض الفوسفور.
2. تعديل النظام الغذائي
اتباع حمية علاجية قليلة الفوسفور وعالية الجودة يُعَدّ الخط الدفاعي الأول. غالباً ما يوصي الطبيب بحميات مخصصة لمرضى الكلى.
3. مخلّبات الفوسفور (Phosphate Binders)
أدوية تُعطى مع الوجبات لتتحد مع الفوسفور في الجهاز الهضمي وتمنع امتصاصه. أمثلة شائعة: ألومنيوم هيدروكسيد، كالسيتولام، سيڤيلامير.
4. الترطيب الوريدي أو تحت الجلد
يساعد على غسل الفائض من الفوسفور ودعم وظائف الكُلى.
5. مراقبة مستويات الكالسيوم
ارتفاع الفوسفور قد يسبب انخفاض الكالسيوم، ما يستوجب مكملات أو ضبط الجرعات بعناية.

التعايش والرعاية المنزلية
- التقيد الصارم بالحمية الموصوفة.
- تقديم وجبات صغيرة متعددة للحفاظ على الطاقة وتقليل الضغط على الكُلى.
- مراقبة استهلاك المياه؛ توفير مياه نظيفة ومفلترة دائماً.
- زيارة الطبيب البيطري لإعادة الفحوصات كل 4–6 أسابيع أو حسب التوصيات.
- إعطاء الأدوية في أوقاتها بدقة، مع تسجيل أي تغيّرات سلوكية.
الوقاية
رغم أنّ عوامل مثل الشيخوخة تزيد خطر أمراض الكُلى، هناك خطوات فعّالة للوقاية:
- إطعام القط حمية متوازنة لا تعتمد على اللحوم المُعالجة أو الأطعمة عالية الفوسفور.
- إجراء فحوصات دم منتظمة لاكتشاف أي ارتفاع مبكر للفوسفور.
- الحفاظ على وزن صحي ونشاط بدني خفيف.
- تجنّب إعطاء مكملات فيتامين D أو الفوسفور دون استشارة بيطرية.

أسئلة شائعة
هل يمكن أن يختفي فرط الفوسفور تماماً؟
يتوقف ذلك على السبب. إذا كان ارتفاع الفوسفور ناتجاً عن قصور كلوي مزمن، فمن الشائع السيطرة عليه ولكن ليس الشفاء التام. أمّا إذا كان السبب عارضاً كالتسمم أو الجفاف، فقد يختفي بعد العلاج المناسب.
هل الحمية وحدها تكفي؟
في المراحل الخفيفة قد تكفي الحمية. لكن معظم القطط المتأثرة تحتاج مزيجاً من تعديل الغذاء، المخلّبات الدوائية، والمتابعة البيطرية المستمرة.
هل يمكنني استخدام مخلّبات الفوسفور البشرية لقطي؟
لا. تركيزات الجرعات البشرية تختلف، وقد تحتوي على إضافات خطرة للقطط. دائماً استشر الطبيب البيطري.
باتباع الرعاية البيطرية المنتظمة ونمط حياة صحي، يمكن مساعدة القطط المصابة بفرط الفوسفور على العيش براحة وجودة حياة عالية.