كل ما تريد معرفته عن التهاب الجلد التحسسي للبراغيث عند القطط: الأعراض، الأسباب وخيارات العلاج الشاملة
يُعد التهاب الجلد التحسسي للبراغيث (Flea Allergy Dermatitis – FAD) أكثر أنواع الحساسية الجلدية شيوعًا لدى القطط، وقد يسبب حكة شديدة وتقشُّرًا وقلقًا مستمرًا لصديقك المكسو بالفراء. في هذا الدليل المفصل، ستتعرّف على آلية حدوث الحساسية، العلامات التحذيرية، أساليب التشخيص، وأحدث طرق الوقاية والعلاج للحفاظ على راحة قطتك وصحتها.
ما هو التهاب الجلد التحسسي للبراغيث؟
يحدث التهاب الجلد التحسسي للبراغيث عندما يهاجم الجهاز المناعي لقطتك البروتينات الموجودة في لعاب البرغوث، حتى لو كانت الإصابة ببرغوث واحد فقط. هذا التفاعل المبالغ فيه يؤدي إلى استجابة التهابية قوية متمثلة في حكة مبرحة واحمرار وتساقط للشعر.
لماذا يتحسّس بعض القطط من لدغات البراغيث أكثر من غيرها؟
تعتمد شدة الاستجابة المناعية على عوامل وراثية، وعمر القطة، وحالتها الصحية العامة. فبعض القطط تُكوِّن أجسامها أجسامًا مضادة محددة ضد البروتينات الموجودة في لعاب البرغوث، ما يجعل لدغة واحدة كافية لإطلاق نوبة تحسسية تستمر لأسابيع.
أعراض التهاب الجلد التحسسي للبراغيث
- حكة وخدش ولعق مفرط، خاصة عند قاعدة الذيل وأسفل الظهر والخاصرتين.
- تساقط الشعر وظهور بقع صلعاء.
- قشور صغيرة أو التهاب جلدي حبيبي (miliary dermatitis) يشبه حبّ الشباب.
- جروح أو قروح مفتوحة قد تُصاب بعدوى بكتيرية ثانوية.
- احمرار الجلد أو دفء المنطقة الملتهبة.

كيفية تشخيص التهاب الجلد التحسسي للبراغيث
الفحص السريري واستخدام المشط الدقيق
يقوم الطبيب البيطري بتمشيط فراء القطة بمشط خاص لالتقاط البراغيث أو مخلفاتها (flea dirt). وجودها يدعم التشخيص، لكن غيابها لا ينفيه نظرًا لقدرة القطط على لعق الفراء وإزالة الأدلة.
اختبارات الجلد والتحاليل المخبرية
قد يُجري الطبيب اختبارًا جلديًا داخل الأدمة أو فحصًا للدم للكشف عن الأجسام المضادة. في بعض الحالات يُعتمد على «التشخيص بالعلاج»؛ أي تطبيق برنامج مكافحة براغيث شامل ومراقبة تحسّن الأعراض.

خيارات العلاج المتاحة
يتطلب علاج FAD إستراتيجية متعددة الجوانب تتضمن مكافحة البراغيث، تسكين الحكة، ومعالجة البيئة.
1. القضاء على البراغيث على جسم القطة
- مستحضرات موضعية شهرية (مثل الفلوُرالانِر، السيلامكتين أو الفلوُربيبِرونيل).
- أقراص فموية فعّالة وسريعة المفعول (مثل نيتينبيرام أو لوترفورانِر).
- أطواق مضادة للبراغيث تحتوي على فلومثرين أو ايميداكلوبريد.
2. معالجة البيئة المنزلية
البراغيث تقضي 90٪ من دورة حياتها في البيئة المحيطة، لذا:
- التنظيف بالمكنسة الكهربائية يوميًا مع التخلص من كيس المكنسة خارج المنزل.
- غسل فراش القطة والأغطية بالماء الساخن.
- استخدام منظمات نمو الحشرات (IGRs) والرشاشات المنزلية المخصصة للحيوانات الأليفة.
3. تهدئة الحكة وعلاج المضاعفات
- الكورتيكوستيرويدات قصيرة المدى لتخفيف الالتهاب الحاد.
- مضادات الهيستامين أو أدوية مناعية مثل السيكلوسبورين للحالات المزمنة.
- مضادات حيوية موضعية أو فموية إذا وُجدت عدوى بكتيرية ثانوية.
- شامبو مهدئ بالألوفيرا أو الشاي الأخضر لتقليل التهيّج.

الوقاية طويلة الأمد
أفضل علاج هو الوقاية. احرص على ما يلي:
- تطبيق منتج وقائي ضد البراغيث على جميع الحيوانات المنزلية طوال العام.
- الفحص الدوري لفراء القطة خاصة بعد الخروج إلى الحديقة أو الاختلاط بحيوانات أخرى.
- الحفاظ على نظافة البيت وحديقته لتقليل أماكن اختباء البراغيث.
- التواصل المستمر مع الطبيب البيطري لتحديث خطة الوقاية بحسب المنطقة والمناخ.
الأسئلة الشائعة
هل يمكن أن تُشفى القطة تمامًا؟
نعم، يختفي الالتهاب عادةً عند القضاء على البراغيث وتطبيق العلاج المناسب، لكن أي تعرّض لاحق للدغات قد يُعيد ظهور الأعراض.
هل ينتقل التهاب الجلد التحسسي للبراغيث إلى البشر؟
لا ينتقل الالتهاب نفسه، لكن البراغيث قد تلدغ الإنسان وتسبب تهيّجًا بسيطًا.
الخلاصة
التهاب الجلد التحسسي للبراغيث مشكلة مزعجة لكنها قابلة للسيطرة التامة بتطبيق برنامج متكامل يشمل القط، المنزل، والحيوانات الأخرى. استشر طبيبك البيطري فور ملاحظة أي علامة حكة غير طبيعية لضمان راحة قطتك وعودتها لحياتها المرحة بأسرع وقت.