مقدمة
تُعدُّ الطفيليات الخارجية من أكثر المشكلات الصحية شيوعًا وإزعاجًا لدى الزواحف الأليفة والبرية على حدٍ سواء. فهي لا تُسبب حكة وعدم راحة فحسب، بل قد تنقل أيضًا أمراضًا خطيرة وتؤدي إلى مضاعفات جلدية وعدوى ثانوية قد تهدد حياة حيوانك الأليف. في هذا الدليل الشامل، سنأخذك في جولة مفصّلة للتعرّف على أشهر هذه الطفيليات، أعراضها، طرق تشخيصها، وكيفية معالجتها والوقاية منها.

ما هي الطفيليات الخارجية؟
الطفيليات الخارجية (Ectoparasites) هي كائنات تعيش على السطح الخارجي لجسم العائل وتتغذّى على دمه أو أنسجته أو إفرازاته. في عالم الزواحف، تشمل أبرز هذه الطفيليات العث والقراد وأنواعًا معينة من الذباب ويرقاتها.
لماذا تُعد خطيرة؟
- تُضعِف جهاز المناعة بسبب امتصاص الدم والمواد المغذية.
- تنقل بكتيريا وفيروسات قد تُسبّب أمراضًا جهازية.
- تُسبب تهيجًا وحكة شديدة تدفع الزواحف إلى فرك أجسامها بجدران الحوض أو الصخور، ما يؤدي إلى جروح وتقيّح.
أنواع الطفيليات الخارجية الشائعة لدى الزواحف
- العث (Mites): تظهر عادةً كبقع سوداء أو حمراء صغيرة بين حراشف الزواحف، وتركّز نشاطها حول العينين، الفم، وطيّات الجلد.
- القراد (Ticks): أكبر حجمًا من العث، وتلصق أجزاء فمها بالجلد لامتصاص الدم. غالبًا ما تزيد حجمها بوضوح بعد الامتلاء بالدم.
- الذباب ويرقاته (Myiasis): قد تضع بعض أنواع الذباب بيضها في الجروح المفتوحة أو الجلد الرطب، فتفقس اليرقات وتتغذى على الأنسجة الحية أو الميتة.

الأعراض والعلامات التي يجب مراقبتها
- حكة شديدة وحركة عصبية أو محاولة حك الجسم بالأجسام الصلبة.
- بقع داكنة أو متحركة بين الحراشف (غالبًا ما تكون العث).
- تقرحات أو جروح مفتوحة قد تنضح بالسوائل.
- فقدان شهية أو انخفاض الوزن بشكل ملحوظ.
- انتفاخات صغيرة ملوّنة (غالبًا القراد) متّصلة بالجلد.
- تغيّر لون الجلد، احمرار أو التهاب موضعي.

التشخيص البيطري
مع أن فحص الجسم بالعين المجرّدة قد يكشف بعض الطفيليات، إلا أن زيارة الطبيب البيطري ضرورية للحصول على تشخيص دقيق وخطة علاج آمنة. يتضمن التشخيص عادةً:
- الفحص البدني الشامل أسفل الحراشف وحول طيّات الجلد.
- استخدام عدسة تكبير أو مجهر لفحص كشطات جلدية.
- تحليل بيئي لعينة من الركيزة أو ديكور الحوض لرصد طور حياة الطفيليات خارج جسم الحيوان.
خيارات العلاج
أولاً: معالجة الحيوان المصاب
- الإزالة اليدوية: استخدام ملقط دقيق لسحب القراد بعناية، مع تجنّب ترك الرأس مغروزًا في الجلد.
- حمام مطهّر فاتر: إضافة منظف لطيف أو مطهّر مخصّص للزواحف للمساعدة على إغراق العث السطحي.
- مستحضرات موضعية: مثل سبراي البيرميثرين المخفَّف أو منتجات تحتوي على ivermectin أو selamectin بتركيزات آمنة (يجب استشارة الطبيب البيطري، إذ يمكن أن تكون بعض الأنواع، خصوصًا السلاحف، شديدة الحساسية).
- العلاج النظامي: قد يوصي الطبيب بحقن أو قطرات موضعية على الجلد يتم امتصاصها عبر الدورة الدموية لقتل الطفيليات التي يصعب الوصول إليها.
ثانيًا: تعقيم مسكن الزواحف
لا جدوى من معالجة الحيوان وحده إذا بقيت بيوض الطفيليات ويرقاتها في مسكنه.
- نقل الزاحف إلى حاوية مؤقتة معقّمة مع وسادة ورقية.
- إزالة كل الركائز والديكور القابل للاستبدال أو الغسل.
- غلي الصخور والأخشاب المقاومة للحرارة لمدة 15–20 دقيقة.
- رش جوانب وأرضية الحوض بمحلول مبيّض مخفَّف (10% كلور) أو بمبيد حشري موصى به للزواحف، ثم شطفه جيدًا وتجفيفه تمامًا.
- استبدال الركيزة القديمة بأخرى جديدة معقمة.

الوقاية: خط الدفاع الأول
- الحجر الصحي: عزل أي زاحف جديد لمدة 30–60 يومًا لمراقبة ظهور الطفيليات قبل دمجه مع باقي الحيوانات.
- نظافة دورية: تنظيف الحوض أسبوعيًا بعمق، وإزالة الفضلات والركيزة الملوثة فورًا.
- اختيار مصادر تغذية آمنة: تجنّب إطعام حشرات أو فريسة برية قد تكون حاملة لطفيليات.
- السيطرة على الرطوبة والحرارة: بيئة صحية متوازنة تقلّل فرص تكاثر العث والذباب.
- فحوصات دورية عند البيطري: خصوصًا قبل موسم الربيع والصيف حيث ترتفع معدلات الإصابة.
متى يجب زيارة الطبيب البيطري؟
على الرغم من أن بعض الإصابات الطفيفة يمكن معالجتها منزليًا، إلا أن الحالات التالية تتطلب رعاية بيطرية فورية:
- وجود أعداد كبيرة من الطفيليات أو قراد متضخم لأكثر من يوم.
- ظهور تقرّحات عميقة أو إفرازات قيحية.
- خمول شديد أو فقدان وزن سريع.
- فشل العلاج المنزلي بعد 7–10 أيام.

أسئلة شائعة
س: هل يمكن أن تنتقل الطفيليات الخارجية من الزواحف إلى البشر؟
ج: من النادر أن تستضيف الطفيليات الخارجية الخاصة بالزواحف البشر كمضيف بديل، لكنها قد تعضك أو تزحف عليك مؤقتًا. ومع ذلك، من المهم ارتداء قفازات والحفاظ على النظافة بعد التعامل مع الحيوان أو حوضه.
س: هل استخدام الزيوت العطرية آمن لعلاج العث؟
ج: بعض الزيوت مثل زيت شجرة الشاي قد تكون سامة للزواحف بجرعات منخفضة؛ لذا يُفضّل الالتزام بالمنتجات البيطرية الموثوقة.
س: كم مرة يجب فحص مسكن الزواحف للبحث عن الطفيليات؟
ج: يُنصح بفحص الحيوانات ومسكنها مرة أسبوعيًا على الأقل، وزيادة وتيرة الفحص خلال أشهر الصيف.
خاتمة
رعاية زاحف خالٍ من الطفيليات الخارجية تعني بيئة أكثر نظافة وصحة للحيوان ولصاحبه على حد سواء. من خلال المراقبة المستمرة، النظافة الدورية، والحجر الصحي عند الحاجة، يمكنك التقليل إلى الحد الأدنى من مخاطر الإصابة بهذه الكائنات المزعجة. تذكّر أن التشخيص والعلاج المبكرَين هما مفتاح الشفاء السريع والوقاية من المضاعفات الخطيرة.