التهابات الجلد والصدفة في الزواحف: دليل شامل للأسباب والأعراض والعلاج والوقاية
تُعَدّ صحة الجلد والصدفة خط الدفاع الأول لدى الزواحف وحاجزها الطبيعي ضد العوامل البيئية والميكروبات. ولأن العناية بالزواحف تختلف جوهريًّا عن العناية بالحيوانات الأليفة الأخرى، فقد تظهر التهابات جلدية أو إصابات في الصدفة بسرعة إذا لم تتوافر بيئة مثالية. سيوضح هذا الدليل كل ما تحتاج معرفته حول أسباب التهابات الجلد والصدفة، وأبرز العلامات التحذيرية، وطرق التشخيص، وخيارات العلاج، وكيفية الوقاية للحفاظ على صحة حيوانك الزاحف.

ما هي التهابات الجلد والصدفة؟
هي مجموعة من الأمراض التي تصيب الطبقة الخارجية لجسم الزاحف—سواء كانت حراشف أو صُدَف—بسبب عدوى بكتيرية أو فطرية أو طفيلية، أو نتيجة إصابة ميكانيكية لم تُعالج على نحو صحيح. يُطلَق على هذه الحالات مسميات مثل «تعفُّن الصدفة» (Shell Rot) في السلاحف والسلحفاة البرية، و«مرض الفقاعات» (Blister Disease) في الثعابين، و«التهاب الجلد البكتيري» أو «الخُراج» في السحالي.
الأنواع الشائعة من الالتهابات
1. العدوى البكتيرية
- تعفُّن الصدفة (Shell Rot): غالبًا ما تُسببه بكتيريا Aeromonas أو Pseudomonas عند السلاحف التي تعيش في بيئات مائية قذرة.
- التهاب الجلد القيحي (Pyoderma): يتسبب في جروح متقيحة وصدور رائحة كريهة من موضع الإصابة.
2. العدوى الفطرية
الفطريات قادرة على اختراق الأنسجة الميتة أو المتضررة، وتُلاحظ خصوصًا لدى الزواحف ذات المناعة الضعيفة أو بعد تعرضها لجرح.
3. الطفيليات الخارجية
تشمل العثّ (Mites) والقراد (Ticks) التي تُسبب تهيُّجًا جلديًّا وتفتح الباب لعدوى ثانوية.

الأسباب وعوامل الخطورة
- سوء النظافة: تراكم البراز وبقايا الطعام في الحوض أو التيراريوم.
- رطوبة أو رطوبة منخفضة غير مناسبة: الرطوبة الزائدة تُشجع نمو البكتيريا والفطريات، بينما الجفاف الشديد يُسبب تشققات.
- درجة حرارة غير مستقرة: تؤدي إلى ضعف جهاز المناعة واضطراب عملية الإنسلاخ (الانسلاخ).
- حرمان من أشعة UVB: يضعف العظام والصدفة ويُبطِّئ شفاء الجروح.
- نقص التغذية: قلة الفيتامينات والمعادن الأساسية تُقلل من قدرة الجلد على ترميم نفسه.
- جروح غير معالجة: خدوش من الصخور الحادة أو لدغات من رفاق الحوض.
العلامات والأعراض الشائعة
- تغيُّر لون الجلد أو الصدفة (بقع سوداء، صفراء، أو بيضاء).
- وجود مناطق رخوة أو حُفر في الصدفة.
- انتفاخ أو فقاعات مملوءة بسائل تحت الحراشف.
- تسوُّس مصحوب برائحة كريهة.
- فقدان الشهية وخمول عام.
- صعوبة في الإنسلاخ الكامل لدى الثعابين والسحالي.
كيفية التشخيص عند الطبيب البيطري
لا يمكن الاكتفاء بالفحص الظاهري؛ إذ يلجأ الطبيب البيطري إلى:
- الفحص السريري الدقيق: باستخدام مكبّرات للبحث عن قرح أو مناطق لينة.
- اختبارات مخبرية: زراعة بكتيرية أو فطرية لتحديد المسبب الدقيق.
- الأشعة السينية: للكشف عن انتشار العدوى للعظام أو الطبقات الداخلية للصدفة.
- تحاليل دم: لتقييم الصحة العامة ووظائف الأعضاء.
خيارات العلاج
1. التنظيف والعناية الموضعية
يُنصح بغسل المنطقة المصابة بمحلول كلورهيكسيدين أو يود مُخفَّف يوميًا، ثم تجفيفها جيدًا.
2. المضادات الحيوية النظامية
توصف إذا أثبتت الزراعة المخبرية وجود بكتيريا؛ قد تُعطى حقنًا بطيئ المفعول أو عن طريق الفم.
3. الأدوية المضادة للفطريات
مثل Itraconazole أو Voriconazole للحالات الفطرية المُثبتة.
4. الجراحة أو إزالة الأنسجة الميتة
في حالات تعفُّن الصدفة المتقدم، قد يحتاج البيطري لإزالة الشرائح الميتة لتجنّب انتشار العدوى.

نصيحة بيطرية: لا تُحاوِل نزع الأنسجة أو الصفائح الميتة بنفسك. التدخل غير المهني قد يفاقم الضرر أو يُسبب نزيفًا.
أساسيات الوقاية والعناية اليومية
1. بيئة نظيفة ومناسبة
نظّف الحوض أو التيراريوم أسبوعيًّا، وأزل بقايا الطعام فورًا. استخدم فلاتر مائية جيدة للسلاحف.
2. التحكم بالرطوبة والحرارة
- وفر منطقة جافة للسلاحف المائية لتجفف صدفتها.
- أنشئ تدرج حرارة يسمح للزاحف بالانتقال بين مناطق دافئة وأخرى أبرد.
3. إضاءة UVB كافية
غيّر المصابيح كل 6–12 شهرًا أو وفق توصيات الشركة المُصنِّعة؛ فالضوء يفقد فعاليته تدريجيًّا.
4. تغذية متوازنة
إمداد السلاحف بالكالسيوم وفيتامين D3، وإعطاء الثعابين والسحالي نظامًا غذائيًا يحاكي ما تتناوله في البرية.
5. عزل الأفراد المرضى
احجِر أي زاحف تظهر عليه أعراض عدوى فورًا لتجنُّب انتشار الميكروبات.

أسئلة شائعة
هل يمكن علاج التهاب الصدفة في المنزل؟
العناية المنزلية مهمة لكن لا تكفي وحدها؛ يجب زيارة الطبيب البيطري للتشخيص الدقيق ووصف الأدوية.
متى يجب زيارة الطبيب فورًا؟
- عند ظهور نزيف أو رائحة كريهة نفاذة.
- إذا توقّف الزاحف عن الأكل أكثر من 7 أيام.
- عند وجود تورم حول العينين أو الأطراف.
خاتمة
التهابات الجلد والصدفة في الزواحف شائعة لكنها قابلة للعلاج والوقاية إذا لاحظنا العلامات مبكرًا ووفّرنا بيئة مثالية. احتفظ بسجلات لدرجات الحرارة والرطوبة، وقم بفحص حيوانك الأليف دوريًّا، ولا تتردد في استشارة طبيب بيطري متخصص في الطب الزاحف عند أي علامة غير طبيعية. العناية الاستباقية هي الاستثمار الحقيقي في صحة زاحفك ورفاهيته.
المراجع
- الدكتور سامر الطيف. “الإصابات الجلدية في السلاحف: دليل شامل.” , 2021-09-30. www.turtleforum.com