دليل شامل لثعبان الحليب: الأنواع، الرعاية، والسلوك
يُعَدّ ثعبان الحليب (Milk Snake) واحدًا من أكثر الثعابين الأليفة شعبية لدى المربين، بفضل ألوانه الزاهية، وحجمه المناسب، وسهولة التأقلم مع بيئات مختلفة. رغم مظهره اللافت، يظل هذا الثعبان غير سام وودود إذا ما قورن بأنواع أخرى، ما يجعله خيارًا رائعًا لهواة الزواحف من المستوى المتوسط وما فوق.

أصل التسمية والخرافات الشائعة
نشأ اسم ”ثعبان الحليب“ من خرافة قديمة تزعم أن هذه الثعابين تتسلل إلى حظائر الأبقار لامتصاص حليبها ليلًا. في الواقع، لا يستطيع أي ثعبان فعل ذلك؛ فالأسنان والتركيب الفموي لا يسمحان بمص الحليب مطلقًا. وجودها في الحظائر يُفسَّر برغبتها في البحث عن الفئران الدافئة التي تنجذب بدورها إلى مصدر الغذاء المتوفر للأبقار.
النطاق الجغرافي والموطن الطبيعي
يمتد انتشار ثعبان الحليب من جنوب شرق كندا، مرورًا بمعظم الولايات المتحدة، ووصولًا إلى أمريكا الوسطى وأجزاء من شمال أمريكا الجنوبية. يفضّل المواطن التالية:
- حواف الغابات ذات الأوراق المتساقطة
- المروج العشبية القريبة من مصادر مياه
- البراري الصخرية والأراضي الزراعية
- حتّى الحظائر الريفية القديمة
يُمضي أغلب وقته مختبئًا تحت جذوع الأشجار المتساقطة أو بين طبقات أوراق الشجر لتجنّب المفترسات والحفاظ على رطوبته.
التعرف على الشكل والأنواع الفرعية

ينتمي ثعبان الحليب إلى جنس Lampropeltis الذي يضم أكثر من عشرين نوعًا فرعيًا تختلف فيما بينها في الألوان والحجم، أشهرها:
- ثعبان الحليب البويبلي Pueblan Milk Snake
- ثعبان الحليب الهوندوراسي Honduran Milk Snake
- ثعبان الحليب الساحلي Coastal Plain Milk Snake
- ثعبان الحليب الأحمر Eastern Milk Snake
يتراوح طول البالغ منها بين 60 و135 سم عادة، وقد يتجاوز بعضها 175 سم في حالات نادرة. أما متوسط العمر في الأسر فيتراوح بين 12 و20 عامًا مع الرعاية الجيدة.
قاعدة تمييز سريعة: تشتهر ثعابين الحليب بتقليدها ألوان ثعبان المرجان السام. شاعت القاعدة الإنجليزية:
“Red on black, friend of Jack. Red on yellow, kills a fellow.”
أي أن تلامس اللونين الأحمر والأسود مؤشر غالبًا على ثعبان غير سام مثل الحليب، بينما تلامس الأحمر والأصفر يشير غالبًا إلى المرجان السام.
سلوكيات ثعبان الحليب
ثعبان الحليب كائن خجول يعشق الاختباء، وينشط غالبًا خلال الفجر والغسق (سلوك قُطُري). عند التهديد قد يصدر صوت فحيح، أو يهزّ ذيله على الأوراق لإحداث صوت يشبه الأجراس، وقد يفرز رائحة نفاذة من الغدد الشرجية. نادرًا ما يعض إذا ما تم التعامل معه بهدوء.
التغذية: ماذا يأكل ثعبان الحليب؟

النظام الغذائي في البرية
- القوارض الصغيرة مثل الفئران والجرذان
- السحالي والضفادع
- ثعابين أخرى (ويمتاز بمقاومة لسم بعضها)
- بيض الطيور والزواحف
التغذية في الأسر
يوصى بتقديم فئران ميتة ومذابة لتجنب إصابات الأسنان والخدش. يعتمد جدول الإطعام على العمر والحجم:
- صغار بعمر أقل من سنة: وجبة كل 5–7 أيام
- بالغون: وجبة كل 10–14 يومًا
تجنّب التعامل أو تحريك الثعبان لمدة 48 ساعة بعد الإطعام لتفادي القذف العكسي للطعام.
تهيئة الحظيرة المثالية

حجم الحظيرة
حوض زجاجي بسعة 40 جالونًا كحد أدنى للبالغين (طول الحوض يساوي على الأقل ثلثي طول الثعبان).
الحرارة والإضاءة
- درجة حرارة الجانب الحار: 29–32° مئوية
- درجة حرارة الجانب البارد: 24–26° مئوية
- انخفاض ليلي آمن حتى 21° مئوية
- مصباح تدفئة أو حصيرة حرارية تحت الحوض لضمان تدرج حراري
الرطوبة
40–60٪ لمعظم الأنواع، مع رفعها إلى 70٪ عند اقتراب موسم الانسلاخ أو للأنواع الاستوائية.
الركيزة
- نشارة أسبن
- مزيج تربة خُثية مع ألياف جوز الهند
- تجنب الرمل الخشن لأنه قد يسبب مشكلات هضمية عند الابتلاع
العناصر الأساسية داخل الحظيرة
- مخبأ في الجانب الحار وآخر في الجانب البارد
- وعاء ماء عميق نسبيًا لتمكين الثعبان من الاستحمام عند الحاجة
- أفرع خشبية أو ديكور صخري للتسلق
طريقة المسك والتعامل الآمن

ابدأ بجلسات تعامل قصيرة (5–10 دقائق) مرتين أسبوعيًا حتى يعتاد الثعبان على الرائحة والحركة. احمل الثعبان بكلتا اليدين ودع جسمه يرتكز بالكامل؛ تجنب الإمساك بالرأس أو الذيل فقط. لا تتعامل معه بعد الإطعام كما ذُكر، واغسل يديك قبل وبعد لتقليل مخاطر البكتيريا والسالمونيلا.
المشكلات الصحية الشائعة

- عُثّ الزواحف (Mites) ويظهر كحبيبات سوداء تتحرك بين القشور
- التقرح الجلدي (Scale rot) الناجم عن رطوبة زائدة وركائز ملوثة
- الالتهابات التنفسية – تظهر بصوت صفير وفتح للفم أثناء التنفس
- احتباس الانسلاخ (Retained shed) وخاصة حول العينين
- التهاب الفم المعدي (Mouth rot)
أي تغير في الشهية أو السلوك يستدعي فحصًا بيطريًا متخصصًا في الزواحف. الفحص السنوي وتحليل عينات البراز يساعدان على اكتشاف الطفيليات مبكرًا.
التكاثر في الأسر

يصل ثعبان الحليب إلى النضج الجنسي غالبًا عند عمر 3 سنوات وطول يقارب 90 سم. يتم تحفيز موسم التزاوج بخفض درجة الحرارة إلى 18–20° مئوية لمدة 8 أسابيع في الشتاء (Brumation) ثم رفع الحرارة تدريجيًا.
خطوات التزاوج والفقس
- وضع الذكر مع الأنثى بعد وجبة خفيفة وخلو الحوصلة
- يتبع التزاوج وضع 6–12 بيضة في صندوق تعشيش مملوء بالطحالب الرطبة
- ينقل المربون البيض إلى حاضنة بدرجة 28° مئوية ورطوبة 90٪
- تفقس الصغار بعد 55–65 يومًا بطول 20–25 سم
تُقدَّم أول وجبة للصغار بعد أول انسلاخ كامل بنحو أسبوع.
أسئلة شائعة
هل ثعبان الحليب سام؟
لا، هو ثعبان غير سام وينتمي إلى العائلة العُقابية (Colubridae).
ما متوسط العمر المتوقع؟
من 12 إلى 20 عامًا، وقد تعيش بعض الأفراد أكثر من ذلك بقليل في الأسر.
هل يحتاج ثعبان الحليب إلى إضاءة فوق بنفسجية؟
غير ضروري، لكنه قد يكون مفيدًا بكميات معتدلة لتعزيز تمثيل فيتامين D، خاصة إذا كان الحوض معتمًا بالكامل.
هل يمكن تربية أكثر من ثعبان حليب في حظيرة واحدة؟
لا يُنصح بذلك؛ فثعابين الحليب مفترسات لثعابين أخرى ويمكن أن تمارس الافتراس بين النوع.
خاتمة
يمنحك ثعبان الحليب تجربة فريدة بفضل مظهره المذهل وسلوكه الهادئ، لكنه يتطلب التزامًا بالرعاية البيئية السليمة ومراقبة صحية دقيقة. إذا وفرت له المسكن الملائم والغذاء المناسب، فسيبقى رفيقًا ملونًا ومثيرًا للاهتمام لسنوات طويلة.
المراجع
- مؤسسة رعاية الحيوانات الأليفة. “متطلبات البيئة لثعبان الحليب.” , 2023-05-20. petcare.org