المخاطر الخفية لاقتناء الزواحف كحيوانات أليفة وكيفية تجنبها
أصبحت الزواحف مثل السلاحف، والإغوانة، والأفاعي، والتنانين الملتحية خيارًا شائعًا لهواة تربية الحيوانات الأليفة، إذ تُعَدُّ من الكائنات الهادئة وقليلة الإزعاج مقارنة بالكلاب والقطط. إلا أن امتلاك زواحف في المنزل قد يحمل مخاطر صحية وبيئية غير واضحة لمعظم المربين الجدد. في هذا الدليل الشامل سنتعرّف إلى هذه المخاطر الخفية، وكيفية التقليل منها لحماية الإنسان والحيوان على حد سواء.

لماذا يختار الناس اقتناء الزواحف؟
قبل الخوض في المخاطر، من المهم معرفة الدوافع التي تجعل كثيرين يتجهون لشراء أو تبنِّي الزواحف:
- لا تُصدر أصواتًا مزعجة ولا تسبّب إزعاجًا للجيران.
- لا تتطلّب خروجًا يوميًّا للتنزه.
- تُعَدّ مثيرة للاهتمام بفضل أشكالها وألوانها وسلوكها الفريد.
- يعتقد البعض أنها أقل تكلفة على المدى الطويل.
مع ذلك، قد تتحوّل هذه المزايا إلى عيوب إذا لم يُراعَ الجانب الصحي والبيئي الخاص بها.
المخاطر الصحية على الإنسان
1. السالمونيلا
أشهر خطر مرتبط بالزواحف هو عدوى السالمونيلا. تعيش هذه البكتيريا في الجهاز الهضمي للزواحف من دون أن تُظهِر أعراضًا، وتنتقل إلى البشر عبر:
- ملامسة الحيوان مباشرة.
- مخلفات الزواحف أو مياه حوض السباحة الخاص بها.
- الأسطح والأدوات الملوّثة.
يُعَدّ الأطفال دون الخامسة، وكبار السن، ومرضى ضعف المناعة الأكثر عُرضة للإصابة بمضاعفات خطيرة.

2. طفيليات وبكتيريا أخرى
بجانب السالمونيلا، قد تحمل الزواحف:
- طفيليات داخلية مثل الديدان الشَريطِيّة.
- طفيليات خارجية كالعث والقراد.
- بكتيريا إشريكية قولونية (E. coli) وفطر Aspergillus.
قد تمرّ هذه الميكروبات للإنسان أو لحيوانات أليفة أخرى عبر التلامس أو مشاركة الأدوات.
3. الحساسية والعضّ
مع أن الزواحف لا تمتلك وبرًا، فإن البروتينات الموجودة في لعابها أو قشورها قد تُسبّب حساسية جلدية لدى بعض الأشخاص. إضافة إلى ذلك، تُعَدّ عضّات بعض الأنواع السامة أو كبيرة الحجم خطرة وتتطلّب عناية طبية فورية.
المخاطر التي تهدّد الزواحف نفسها
1. سوء التغذية
تحتاج كل فصيلة إلى نظام غذائي خاص من حيث نوع الطعام، نسبة الكالسيوم إلى الفسفور، وطرق التقديم. سوء التغذية يؤدي إلى:
- مرض العظام الأيضية (Metabolic Bone Disease).
- السمنة أو النحافة المفرطة.
- ضعف المناعة والوفاة المبكرة.
2. الإجهاد الحراري
الزواحف كائنات ذات دم بارد وتعتمد على مصادر حرارة خارجية لتنظيم درجة حرارتها. درجات الحرارة غير المناسبة تؤدي إلى:
- بطء الهضم.
- الأمراض التنفسية.
- صدمة حرارية قاتلة.
3. الإصابات الجسدية
قضبان قفص حادة، أحجار ديكور غير ثابتة، أو سقوط الحيوان من يد المربي قد يسبّب كسورًا أو جروحًا خطرة.

المخاطر البيئية والمنزلية
1. الهروب والتأثير على النظام البيئي
إذا هربت الزواحف—خاصة الأنواع الغازية مثل بعض الأفاعي والإغوانة—قد تُحدِث خللًا في النظام البيئي المحلي وتنافس الأنواع الأصلية على الغذاء.
2. مخاطر الكهرباء والحرارة
الحضّانات وسخّانات الأحجار ومصابيح الأشعة فوق البنفسجية ضرورية، لكن سوء تركيبها قد يتسبّب في:
- حرائق منزلية.
- حروق للزواحف أو للأطفال عند لمس السطح.
3. الروائح والمخلفات
رغم ندرة روائحها مقارنة بالثدييات، فإن عدم تنظيف الحوض بانتظام يؤدي إلى تراكم الأمونيا والفطريات، ما يضر بصحة أفراد الأسرة.
كيف نقلّل من هذه المخاطر؟
1. اختيار النوع المناسب
ابحث عن نوع يسهل رعايته، وابتعد عن الأنواع السامة أو كبيرة الحجم إذا كنت مبتدئًا.
2. تجهيز مسكن آمن ومتخصص
يجب أن يوفّر الحوض أو التيراريوم:
- منطقة ساخنة وأخرى باردة لتسهيل التنظيم الحراري.
- إضاءة UVB لتعويض فيتامين D3.
- ديكور ثابت وغير حاد.
- مكان للاختباء لتقليل التوتر.
3. الالتزام بالنظافة الشخصية
اغسل يديك بالماء والصابون لمدة 20 ثانية بعد لمس الحيوان أو أدواته. ولا تضع الزواحف قرب المطبخ أو غرفة طعامك.
4. المتابعة البيطرية الدورية
استشر طبيبًا بيطريًا مختصًا بالطب الزاحفي مرتين سنويًّا على الأقل لفحص الطفيليات، وإجراء صور أشعة، وتحليل البراز.

متى لا يكون اقتناء الزواحف خيارًا جيدًا؟
يوصي الخبراء بتجنّب اقتناء الزواحف في حال:
- وجود طفل أقل من خمس سنوات أو شخص منقوص المناعة في المنزل.
- عدم القدرة على توفير حوض كبير وأجهزة تدفئة آمنة.
- الخوف من التعامل مع الحشرات الحيّة (طعام بعض الزواحف).
- عدم توافر طبيب بيطري مختص في منطقتك.
“الاحتفاظ بزاحف في المنزل مسؤولية أكبر مما يظن الناس. إذا لم تتمكّن من تلبية متطلباته، فمن الحكمة إعادة النظر في القرار” – د. ناصر العلي، طبيب بيطري مختص بالزواحف.
خلاصة
اقتناء الزواحف قد يكون تجربة ممتعة ومثرية، لكن يتطلّب وعيًا صحيًّا وبيئيًّا عاليًا. باتباع النصائح أعلاه—من غسل اليدين وتوفير مسكن آمن إلى إجراء فحوص دورية—يمكنك الاستمتاع برفقة حيوانك الزاحف مع الحفاظ على سلامة جميع أفراد الأسرة.
