النباتات السامة للخيول: الدليل الكامل للتعرّف عليها، الوقاية منها، وكيفية التعامل مع التسمّم
قد يبدو المرعى الأخضر مكانًا آمنًا لخيولنا، لكن بعض النباتات المتخفّية وسط العشب قد تحمل أخطارًا جدّية على صحة الحصان وحياته. في هذا الدليل المفصّل سنتعرّف على أشهر النباتات السامة للخيول، العلامات التحذيرية للتسمّم، خطوات الإسعاف الأولي، واستراتيجيات الوقاية التي تحافظ على صحة خيلك وسلامة مزرعتك.
لماذا تكون بعض النباتات سامة للخيول؟
تعتمد سمّية النبات على مركّبات كيميائية قد تؤثر في أجهزة جسم الحصان المختلفة، مثل الجهاز العصبي أو الهضمي أو الجهاز القلبي الوعائي. قد تسبب هذه المركّبات تهيّج الجهاز الهضمي أو تدمير خلايا الدم الحمراء أو فشل الكبد. تتفاوت شدّة التأثير وفق الكمية المُتناولة، وعمر الحصان، وحالته الصحية، ووجود عوامل إجهاد أخرى.
عوامل تزيد من احتمالية التسمّم
- توفّر النبات السام في المرعى بكثافة أو في باقات التبن.
- نقص العلف المغذّي، ما يدفع الحصان لأكل نباتات غير مألوفة.
- جفاف المراعي، إذ تميل الخيول إلى تناول أي نبات متبقٍّ.
- فضول المهرات الصغيرة وتجريبها لكل ما هو جديد في محيطها.

قائمة بأشهر النباتات السامة للخيول وتأثيراتها
1. الطَّقسوس (Yew)
يُعدّ من أخطر النباتات على الإطلاق؛ فمجرد تناول بضع قضمات من أوراق الطقسوس أو ثماره قد يؤدي إلى توقف القلب المفاجئ. تظهر الأعراض خلال دقائق وتشمل رعشة، صعوبة في التنفّس، وانهيارًا مفاجئًا.
2. القيقب الأحمر (Red Maple)
أوراق القيقب الأحمر، خاصةً الجافة منها، تتسبّب في تكسّر خلايا الدم الحمراء وحدوث أنيميا حادّة. تلاحظ اصفرار الأغشية المخاطية، وبولًا داكنًا، وخمولًا شديدًا.
3. الدفلى (Oleander)
جميع أجزاء النبات تحتوي على مركّبات قلويدية تؤثر في القلب وتسبب عدم انتظام نبضاته، اضطرابات هضمية، ولعابًا زائدًا. خطير حتى ولو تم حرقه واستنشقت الخيول دخانه.
4. نبتة العَرَوان (Ragwort)
تحتوي على قلويات بيروليزيدين مسببة فشلًا كبديًا مزمنًا يظهر تدريجيًا. قد تمرّ شهور قبل ملاحظة الأعراض مثل فقدان الوزن، رعشة، وتغيّر سلوك الحصان.
5. السرخس النسر (Bracken Fern)
غنيٌّ بمادة الثياميناز التي تستنزف فيتامين «ب 1» في جسم الحصان فتظهر أعراض عصبية: عدم اتزان، تشنّجات، وقد يصل الأمر إلى الانهيار.
6. الشوكران السام (Poison Hemlock)
يحتوي على قلويدات عصبية قوية تسبب ارتعاشًا ثم شللًا تدريجيًا للعضلات التنفّسية. الرائحة الكريهة للنبات تساعدك على كشفه وإزالته مبكرًا.
7. ستينك بود أو الشيلم السام (Johnson Grass/Sorghum)
إصابة هذا العشب بالجفاف أو الصقيع تزيد مستوياته من حمض الهيدروسيانيك، ما يؤدي إلى صعوبة تنفّس، لعاب مفرط، وتشنّجات.
8. البلوط (Oak)
تُوجد مستويات عالية من حمض التانيك في البلوط وأوراقه الصغيرة والبلّوطيات الخضراء؛ تتسبب في التهاب الأمعاء والفشل الكلوي.
9. ست. جون وورت (St. John’s Wort)
تحتوي على فورانوكومارينات، تجعل جلد الخيل شديد الحساسية لأشعة الشمس، ما يؤدي إلى حروق جلدية مؤلمة خصوصًا في الخيول البيضاء.
10. الفصيلة الباذنجانية (Deadly Nightshade)
تحوي الأتروبين ومواد أخرى تسبب اتساع حدقة العين، زيادة معدل ضربات القلب، وعطشًا شديدًا قد ينتهي بصدمة قلبية.
ملاحظة: تختلف شدة السمية باختلاف المنطقة الجغرافية، وتركيز السموم في النبات خلال فصول السنة.
أعراض شائعة لتسمّم النباتات عند الخيول
- فقدان الشهية والخمول المفاجئ.
- تغيّر لون الأغشية المخاطية (اصفرار أو احمرار).
- تقلصات وألم بطني مع تعرّق.
- اضطراب في نبض القلب أو التنفّس.
- رعشة عضلية أو تشنّجات.
- بروز علامات عصبية؛ عدم اتزان أو دوران.
- براز سائل أو داكن، وأحيانًا دموي.

ما يجب فعله عند الاشتباه بالتسمّم
كل دقيقة مهمة. اتبع الخطوات التالية:
- أبعد الحصان فورًا عن مصدر النبات المشبوه.
- اتصل بالطبيب البيطري واذكر نوع النبات إن أمكن.
- وفّر للحصان مكانًا هادئًا، وامنعه من تناول مزيد من العلف حتى وصول المختص.
- احتفِظ بعينة من النبات لتسهيل التشخيص.
- راقب العلامات الحيوية للحصان وسجلّها.

التشخيص والعلاج
يعتمد الطبيب البيطري على فحص سريري شامل، اختبارات دم، وتحاليل بول لتقييم وظائف الكبد والكلى ومستوى الأكسجين. قد يوصي بالعلاجات التالية حسب نوع السمّ:
- إعطاء الفحم النشط لامتصاص السموم في الأمعاء.
- علاجات داعمة بالسوائل الوريدية لتصحيح الجفاف وعدم التوازن الكهربائي.
- أدوية واقية للكبد أو القلب.
- في بعض الحالات، نقل دم أو بلازما.
استراتيجيات الوقاية الذكية
1. التعرّف الدوري على النباتات في المرعى
قُم بجولة شهرية داخل المراعي وحدّد النباتات غير المرغوب فيها. أزلها يدويًا أو بالرشّ المُوجّه متجنّبًا الرش العشوائي الذي قد يضرّ بالعشب الصالح.

2. الإدارة المتوازنة للمراعي
- قسِّم المرعى إلى مساحات تُدار بالتناوب لمنع الرعي المفرط.
- تأكد من وجود مناطق مظلّلة ومصدر مياه نظيف.
- لا تترك بالات التبن على الأرض مباشرةً لتجنّب تلوّثها بالنباتات السامّة.
3. توفير أعلاف متكاملة
العلف الغني بالعناصر الغذائية يقلل حاجة الحصان لتجربة النباتات الغريبة. تأكد من جودة التبن وخلوّه من الأعشاب الضارة قبل تقديمه.

أسئلة شائعة
هل يمكن أن يعتمد التشخيص على الأعراض فقط؟
لا، إذ تشترك أعراض التسمّم مع أمراض أخرى. فحص الطبيب وتحليل الدم ضروريان للتشخيص الدقيق.
هل النباتات الجافة أقل سمّية من الطازجة؟
ليس دائمًا. بعض النباتات تزداد سمّيتها بعد الجفاف مثل القيقب الأحمر، بينما يفقد بعضها جزءًا من مركّباته السامة.
ما مدى سرعة ظهور الأعراض؟
قد تظهر خلال دقائق (الطقسوس) أو تمتد لأسابيع (العَرَوان) حسب نوع السمّ وتركيزه.
الخلاصة
الوقاية تبدأ بمعرفة الخطر. باطلاعك على النباتات السامة الشائعة وكيفية رصد أعراض التسمّم والاستجابة السريعة، تحمي خيلك من مخاطر قد تهدّد حياته. خصّص وقتًا دوريًا لفحص المراعي، ووفّر علفًا ذا جودة، ولا تتأخر عن استشارة الطبيب البيطري عند الشك بأي حالة تسمّم.