الدليل الشامل للأكياس الوبَشِيّة (Epidermoid) عند الخيول
تُعَدّ الأكياس الوبَشِيّة (أو الكيسات البشرة) من المشكلات الجلدية الشائعة نسبيًّا لدى الخيول، وهي عادةً عقيدات صغيرة مملوءة بالكيراتين تظهر تحت الجلد ولا تسبب ألمًا في أغلب الحالات. ومع ذلك، قد تتطلب هذه الكتل تدخلاً حين تزداد حجمًا أو تبدأ بالتقرّح. في هذا المقال نستعرض بالتفصيل سبب حدوث هذه الأكياس، وأعراضها، وطرق تشخيصها، وخيارات العلاج المتاحة، إضافة إلى نصائح الرعاية المنزلية والوقاية.

ما هي الأكياس الوبَشِيّة؟
الكيس الوبَشي هو تجمّع لخلايا البشرة (الطبقة السطحية من الجلد) التي تنمو إلى الداخل بدلًا من الخارج، مُحاطة بجدار رقيق يملؤه بروتين الكيراتين. تُعرف أحيانًا باسم Atheroma أو Inclusion Cyst، وهي كتل مستديرة، مرنة أو صلبة، وغالبًا غير مؤلمة عند لمسها.
رغم كونها أورامًا حميدة، فإن تجاهل الأكياس الوبَشِيّة قد يؤدي إلى عدوى ثانوية أو تهيُّج مزمن للجلد.
المواضع الشائعة لظهور الأكياس
يمكن أن تتشكل الأكياس الوبَشِيّة في أي مكان بالجسم، ولكنها أكثر شيوعًا في:
- منطقة الأذنين والقناة السمعية
- حافة الجفن وحول العين
- العنق وأسفل الحنك السفلي
- الظهر والخواصر

الأعراض والعلامات السريرية
- عُقيدة مستديرة تحت الجلد يتراوح قطرها بين ٠٫٥ و٥ سم
- سطح جلدي طبيعي أو مشدود فوق الكيس
- إفراز مادي أبيض أو أصفر عند انفتاح الكيس أو تعرّضه لضغط
- نادرًا: احمرار أو تورّم إذا حدث التهاب ثانوي
الأسباب والعوامل المؤثرة
لا يوجد سبب واحد قاطع، لكن العوامل التالية تُسهِم في تشكُّل الأكياس الوبَشِيّة:
- عيوب خلقية تؤدي لاحتباس خلايا البشرة تحت الجلد.
- إصابة أو جرح سابق أدخل خلايا البشرة إلى طبقات أعمق.
- انسداد غدد دهنية؛ ما يمنع تصريف الإفرازات الطبيعية.
- عوامل وراثية في بعض سلالات الخيول.
التشخيص: كيف يحدد الطبيب البيطري الحالة؟
الفحص السريري
يبدأ الطبيب بالفحص البصري واليدوي لتقييم حجم الكيس وصلابته وعلامات الالتهاب.
الشفط بالإبرة الدقيقة (FNA)
يُدخِل الطبيب إبرة دقيقة في الكيس لسحب مادة الكيراتين «الجبنية». ظهور هذه المادة يؤكد التشخيص غالبًا.
الخزعة النسيجية
عند الشك في أورام أخرى، تُؤخذ عينة من جدار الكيس وترسل للمختبر للتأكد من الطبيعة الحميدة للكتلة.

خيارات العلاج المتاحة
المراقبة والمتابعة
إذا كان الكيس صغيرًا وثابت الحجم وغير متهيج، قد يكتفي الطبيب بالمراقبة الدورية دون تدخل جراحي.
التفريغ والتنظيف
يمكن تفريغ محتوى الكيس تحت تعقيم موضعي، لكن غالبًا ما يمتلئ مجددًا إذا لم يُستأصل بالكامل.
الاستئصال الجراحي
الحل الأكثر فاعلية لتجنّب التكرار. يُجرى تحت تخدير موضعي أو عام، ويُزال الكيس مع جداره كاملاً.
العلاج الداعم
يشمل المضادات الحيوية الموضعية أو الجهازية عند وجود التهاب، ومسكنات الألم حسب الحاجة.

الرعاية المنزلية بعد الجراحة
- الحفاظ على نظافة الجرح وتطبيق المطهرات الموصى بها.
- منع الحصان من حك المنطقة عبر أغطية واقية أو أقنعة خاصة.
- مراقبة التئام الجرح والإبلاغ عن أي تورّم أو إفرازات غير طبيعية.
- اتباع جدول الأدوية الموصوف بدقة.
الوقاية وتقليل فرص التكرار
- الحفاظ على نظافة الجلد وإزالة العرق والأوساخ بانتظام.
- علاج أي إصابات جلدية صغيرة لمنع دخول البكتيريا.
- التغذية المتوازنة الغنية بالفيتامينات لدعم صحة الجلد.
- مراقبة الخيول التي لديها تاريخ عائلي مع هذه الأكياس عن قرب.

متى يجب الاتصال بالطبيب البيطري؟
تواصل مع الطبيب فورًا إذا لاحظت:
- زيادة سريعة في حجم الكيس.
- احمرار أو حرارة أو ألم واضح عند اللمس.
- خروج صديد أو رائحة كريهة.
- تغيرات سلوكية مثل قلة الشهية أو الانزعاج.

العناية الاستباقية والملاحظة الدقيقة هما مفتاح حماية خيلك من المضاعفات؛ فالكشف المبكر والعلاج الصحيح يضمنان تعافيًا سريعًا وحياة أكثر راحة للحصان.