داء الكَلَب في الخيول: الوقاية، الأعراض، التشخيص وكيفية التعامل مع الحالة القاتلة
يُعَدّ داء الكَلَب (Rabies) أحد أكثر الأمراض الفيروسية خطورة على الخيول والإنسان على حد سواء؛ فهو قاتل بنسبة 100٪ تقريبًا بعد ظهور الأعراض. وعلى الرغم من أن عدد الحالات المُسجَّلة في الخيول سنويًا في الولايات المتحدة لا يتجاوز 10–20 حالة، فإن أي إصابة مُحتملة تتطلّب استجابة فورية لمنع انتقال المرض إلى البشر أو الحيوانات الأخرى.
ما هو فيروس داء الكَلَب؟
ينتمي فيروس داء الكَلَب إلى جنس Lyssavirus؛ ويستهدف الجهاز العصبي المركزي لجميع الثدييات تقريبًا، بما في ذلك الخيول. ينتقل الفيروس عادةً عن طريق لعاب حيوان مصاب، وغالبًا عبر عضة مباشرة تخترق الجلد.
طرق انتقال العدوى إلى الخيول
تمثّل الحيوانات البرّية المصابة—مثل الراكون، الظربان، الثعالب، الخفافيش، وحتى القطط والكلاب الضالة—المصدر الرئيسي للفيروس. يحدث الانتقال عندما يختلط لعاب هذه الحيوانات بجرح مفتوح أو غشاء مخاطي في جسم الحصان.

- العض المباشر هو الطريق الأكثر شيوعًا.
- قد يحدث الانتقال عبر خدوش أو جروح ملوّثة باللعاب.
- فترة الحضانة تتراوح عادةً بين 2–9 أسابيع، لكنها قد تمتد إلى عدة أشهر.
الأعراض والعلامات السريرية
يُسمّى داء الكَلَب “المقلّد العظيم” لأنه يمكن أن يُشبه العديد من الأمراض العصبية أو السلوكية الأخرى. تتطوّر العلامات بوتيرة سريعة، وتنتهي بالوفاة غالبًا خلال 5–10 أيام من ظهور الأعراض.

التغيّرات السلوكية المبكرة
- قلق أو توتّر غير مُبرَّر.
- تلويث متعمد (Self-mutilation) أو العض في الهواء.
- صعوبة في البلع، سيلان اللعاب.
الأطوار الإكلينيكية الرئيسية
- الطور العنيف (Furious Form): فرط استثارة، عَدائيّة، محاولات عضّ.
- الطور الصامت أو المشلول (Dumb/Paralytic Form): شلل تدريجي، ارتخاء الفك، عرج، ترنّح.
- قد تظهر آلام مغص شبيهة بالقولون، أو أعراض خفيفة مثل حمّى خفيفة وإفرازات أنفية.
التشخيص
يُعَدّ التشخيص خلال حياة الحصان شبه مستحيل؛ إذ يعتمد التشخيص المؤكَّد على فحص أنسجة المخ بعد الوفاة عبر اختبار الأجسام المضِيئة (DFA). لذلك، يجب تقييم أي حصان يُظهر علامات عصبية غير مفسَّرة على أنه “حالة كَلَب مُحتَمَلة” حتى يثبت العكس.
يجب على الطبيب البيطري إبلاغ السلطات الصحية فور الاشتباه بداء الكَلَب، نظرًا لخطورة المرض على الصحة العامة.
هل يوجد علاج؟
للأسف، لا يوجد علاج فعال بعد ظهور الأعراض؛ إذ ينتهي المرض بالوفاة دائمًا. عادة ما يُنصح بالقتل الرحيم لتقليل معاناة الحصان ومنع انتشار العدوى.
التطعيم: خط الدفاع الأول

التطعيم السنوي هو أقوى وسيلة وقائية متاحة حاليًا. توصي الجمعية الأمريكية لممارسي طب الخيول (AAEP) بالجدول التالي:
- الجرعة الأولى عند عُمر 3–4 أشهر.
- جرعة تعزيزية بعد 4–6 أسابيع.
- جرعات سنوية منتظمة لكل الخيول، بما في ذلك الأفراس الحوامل والأفحل.
التعامل مع التعرض المحتمل للعض
تختلف البروتوكولات بحسب الحالة التلقيحية:
- حصان مُطعَّم: جرعة داعمة خلال 48 ساعة، ومراقبة سريرية لمدة 45 يومًا.
- حصان غير مُطعَّم: يوصى بالحجر لمدة 6 أشهر تحت إشراف بيطري، أو القتل الرحيم اختصارًا للمعاناة والمخاطر.

التعايش وإدارة المزرعة
- التعامل مع جثة الحصان المصاب يجب أن يتم بقفّازات ومعدّات واقية.
- التخلّص من الجثة وفق التعليمات البيطرية والقوانين المحلية.
- السيطرة على الحيوانات البرية عبر صَون الأسوار وإزالة مصادر الطعام.
- التطعيم الشامل للخيول وكلاب الحراسة والقطط في المزرعة.
التكلفة المتوقعة
نظرًا لغياب العلاج، تقتصر التكاليف على:
- القتل الرحيم: 150–500 دولار تقريبًا بحسب الموقع والطريقة.
- الاختبارات التشخيصية ومختبر الصحة الحكومية: 100–200 دولار.
- التطعيم السنوي: 20–50 دولارًا للجرعة.

الأسئلة الشائعة
هل يمكن للحصان نقل داء الكَلَب إلى الإنسان؟
نعم، فالحصان المصاب قد ينقل الفيروس عن طريق العض أو تلوث الجروح بلعابه. يُعَدّ ارتداء القفازات وقناع الوجه عند التعامل مع حصان مُشتبه بإصابته أمرًا ضروريًا.
كم من الوقت يستغرق ظهور الأعراض بعد التعرض؟
يتراوح من أسابيع إلى عدة أشهر. طول فترة الحضانة يعتمد على موقع العضة وكمية الفيروس.
هل يكفي الحجر الصحي بدل القتل الرحيم؟
في الأحصنة غير المُطعَّمة التي تعرضت للعض، توصي جهات الصحة العامة بحجر ستة أشهر تحت مراقبة صارمة. مع ذلك، يبقى القتل الرحيم الخيار الأكثر أمانًا في حال ظهور الأعراض.

الخلاصة
قد يبدو داء الكَلَب نادرًا في الخيول، لكنه يبقى تهديدًا قاتلًا للإنسان والحيوان على حد سواء. يكمن مفتاح الحماية في التطعيم السنوي وممارسات الأمن الحيوي الجيدة، إلى جانب التحرّك السريع عند الاشتباه بأي حالة. تذكّر دائمًا: الوقاية أفضل بكثير من محاولة العلاج غير الممكن.
المراجع
- مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها. “داء الكلب…” , 2022-04-15. www.cdc.gov
- منظمة الصحة العالمية. “فيروس داء الكلب…” , 2020-11-30. www.who.int