رَتق فتحة الشرج عند الخيول (Atresia Ani)
يُعَدُّ رَتق فتحة الشرج أو ما يُعرف بـ «انسداد فتحة الشرج» من العيوب الخِلقية النادرة نسبيًّا لدى المهرات حديثة الولادة، إلا أنّ سرعة التدخُّل البيطري تُحدِث فارقًا كبيرًا بين حياة طبيعية للمهر أو مضاعفات قد تُهدّد حياته. في هذا الدليل، نستعرض كل ما يحتاج مُربّو الخيول إلى معرفته بدءًا من التعريف والأسباب، مرورًا بالتشخيص والعلاج، وصولًا إلى الرعاية طويلة المدى.

ما هو رَتق فتحة الشرج؟
رَتق الشرج هو عيب خِلقي يحدث عندما لا يتكوّن المجرى الطبيعي لخروج البراز بشكل كامل، أو يبقى غشاء يُغلق فتحة الشرج. نتيجة لذلك، يتجمّع البراز والغازات داخل الأمعاء الغليظة للمهر، ما يؤدي إلى انتفاخ البطن وألم شديد.
أنواع رَتق الشرج
- النوع الأول: وجود غشاء رقيق يغلق الفتحة، ويمكن اختراقه أو إزالته جراحيًا بسهولة نسبيًا.
- النوع الثاني: غياب كامل لفتحة الشرج مع تَشكُّل المستقيم خلف الجلد مباشرةً.
- النوع الثالث: غياب الفتحة مع فجوة أكبر بين نهاية الأمعاء الغليظة والجلد؛ وهو الأصعب من حيث الجراحة والتعافي.
الأسباب والعوامل المؤثرة
يحدث العيب نتيجة فشل الغشاء المُسَمّى «الملتقَى المُشْرِجي» في الانقسام أثناء تطوّر الجنين. حتى اللحظة، لا توجد أسباب وراثية مؤكدة، إلا أنّ التزاوج العشوائي بين الخيول التي ظهرت حالات سابقة في نسلها قد يرفع من معدّل الخطر.
الأعراض والعلامات السريرية
- غياب تام للبراز (المكونيوم) خلال الـ 24 ساعة الأولى بعد الولادة.
- انتفاخ متزايد للبطن مع مرور الساعات.
- محاولات متكررة للتغوّط دون جدوى يصحبها صهيل أو توجّع.
- علامات مغص مثل الاستلقاء المفرط أو الركل للبطن.
- خمول عام وفقدان الرغبة في الرضاعة.
كيفية التشخيص
يعتمد الطبيب البيطري على الفحص البدني أولًا؛ حيث يتم البحث عن الفتحة أو أي بروز غشائي. بعد ذلك قد تُستعمل:
- جسّ المستقيم عبر المستقيم (إن أمكن)
- الموجات فوق الصوتية لتحديد موقع نهاية الأمعاء الغليظة
- الأشعة السينية الملوَّنة لتوضيح المسار المعوي

الخطة العلاجية
لا يوجد علاج دوائي قادر على فتح الانسداد، لذا تُعَدّ الجراحة الخيار الوحيد.
التحضير للجراحة
يُعطى المهر سوائل وريدية لتعويض فقدان السوائل والكهارل، مع مضادات حيوية وقائية لتقليل خطر العدوى.
إجراء الجراحة (Perineal Anoplasty)
تُجرى العملية تحت التخدير العام ويتضمن الإجراء:
- إحداث شق دائري في المنطقة التي يُفترض أن تكون فيها فتحة الشرج.
- سحب طرف المستقيم أو القولون البعيد نحو الشق.
- خياطة الجدار المعوي بالجلد لتشكيل قناة طبيعية.
- غالبًا ما يُوضَع أنبوب تغذية أو دعامة مؤقتة لمنع التضييق أثناء الالتئام.

الرعاية بعد الجراحة
- مراقبة الجرح: تنظيف المنطقة مرتين يوميًّا بمحلول ملحي معقّم.
- منع التضييق: يوصي بعض الأطباء بإدخال إصبع مُعقَّم أو موسّع صغير لبضع ثوانٍ يوميًّا.
- مكافحة العدوى: استكمال كورس المضادات الحيوية والالتزام بتعليمات الطبيب.
- التغذية: تقديم حليب الأم أو بديل مناسب مع مراقبة قوام البراز؛ ويُفضَّل تجنّب الأعلاف الصلبة حتى يُسمح بذلك.

توقعات الشفاء (Prognosis)
إذا أجريت الجراحة في الوقت المناسب ولم تحدث مضاعفات، فإن معدلات البقاء والتعافي مرتفعة. قد تشمل المضاعفات المحتملة:
- تكوّن ناسور حول الشرج
- تضيّق الفتحة الجديدة
- التهاب موضعي أو عدوى جهازية
الوقاية وتقليل المخاطر
لا توجد طريقة مضمونة لمنع رَتق الشرج، لكن يمكن اتخاذ بعض الخطوات:
- تجنّب استخدام فحول وأفراس سبق أن سُجّل في نسلها حالات مشابهة.
- إجراء فحص بيطري شامل للمهر خلال أول 12 ساعة بعد الولادة.
- الاتصال بطبيبك البيطري فورًا إذا لم يخرج «المكونيوم» في الفترة المتوقعة.
أسئلة شائعة
هل يمكن للمهر العيش حياة طبيعية بعد الجراحة؟
نعم، معظم المهرات تتعافى بالكامل وتعود إلى نشاطها الطبيعي بعد شفاء الجرح، بشرط الالتزام بخطة الرعاية والمتابعة.
كم تبلغ مدة التعافي؟
تستغرق ما بين 3 إلى 6 أسابيع، ويعود ذلك إلى نوع الرَتق، مهارة الجراح، والتزام المُربّي بالتعليمات.
هل هناك مخاطر للتخدير على المهر الصغير؟
الخطر موجود لكنه محدود عند استخدام التخدير المناسب لعمر ووزن المهر وتحت إشراف اختصاصي بيطرة خيول.
الخلاصة
رَتق فتحة الشرج حالة طارئة، لكن التشخيص السريع والتدخل الجراحي يُتيحان للمهر فرصةً حقيقيةً للعيش بصحة جيدة. يُوصى مُربّو الخيول بتثقيف أنفسهم حول علامات الاضطرابات الخِلقية والتواصل الدائم مع الطبيب البيطري المختص.