حصان العرب: جوهرة الصحراء وسفير الخيول العالمية
يُعَدّ حصان العرب واحدًا من أقدم السلالات المُستأنَسة في التاريخ، إذ رافق البدو عبر الكثبان الرملية لأكثر من خمسة آلاف عام. بجسده الرشيق، ورأسه «المقعَّر» المميز، وذيله المُرتفع كرايةٍ تخفق مع الرياح، بات هذا الحصان رمزًا للتحمُّل والوفاء والجمال الأخّاذ الذي سحر محبّي الخيل في كلِّ القارات.

لمحة سريعة عن حصان العرب
- الأصل: شبه الجزيرة العربية
- الاستخدامات الحالية: سباقات التحمُّل، عروض الجَمال، رياضات الفروسية المتنوعة، وتحسين السلالات الأخرى
- متوسط العمر: 25–30 عامًا مع الرعاية المناسبة
- الارتفاع: 142–162 سم عند الكتف (14–16 يدًا)
- الوزن: 360–450 كغ
الخصائص الشكلية المميزة
الرأس والعنق
يُعرَف حصان العرب برأسه الصغير المقعَّر وعيونه الواسعة وأنفه الواسع، ما يسمح بدخول كمية أكبر من الهواء أثناء الركض. كما يتميّز بعنقٍ مُقوَّس و«أنف مصقول» يضفي عليه مظهرًا ملكيًّا لا يُخطئه أحد.

الجسم والأطراف
يمتاز جسم الحصان العربي بظهرٍ قصير، وعضلات مُعرَّفة، وأكتافٍ منحدرة تضمن خفة الحركة. أما الأطراف، فهي طويلة وجافّة مع أوتار قوية تمنحه قدرة هائلة على التحمُّل.
ألوان المعطف
الألوان الأكثر شيوعًا هي الأشقر (البالومينو)، الأشهب، الأسود، والكميت بدرجاته، مع جلدٍ أسود تحت المعطف يحميه من حرارة الشمس الصحراوية.
الطبع والشخصية
حصان العرب ذكيٌّ سريعُ التعلُّم ويمتلك ذاكرة مدهشة، وقد اشتهر بإخلاصه الشديد لمالكه وسهولة ارتباطه بالبشر. رغم ذلك، فهو حادّ الإحساس وحيويّ يحتاج إلى مُدرِّب مُتمرِّس قادر على توجيه طاقته الكبيرة بالشكل الصحيح.
التغذية المناسبة لحصان العرب
- الأعلاف الخشنة عالية الجودة: كالتبن وعشب البرسيم، لأنها تدعم صحة الجهاز الهضمي.
- الحبوب المركَّزة: الشوفان والشعير لتلبية احتياجات الطاقة، خصوصًا للخيول المشاركة في سباقات التحمُّل.
- الإلكتروليتات والماء: لتعويض الأملاح المفقودة أثناء التعرّق الشديد.
- المكمّلات المعدنية: خاصة الكالسيوم والفوسفور لدعم صحة العظام.
يُنصَح بتقسيم الوجبات إلى حصص صغيرة متكرّرة لتجنُّب مغص الخيول، ومراقبة الوزن بانتظام لئلا يُصاب بالسمنة.
الرعاية اليومية والعناية الصحية
تتطلّب بشرة حصان العرب الرقيقة تنظيفًا يوميًّا لإزالة الغبار ومنع تهيُّج الجلد. كما ينبغي فحص الحوافر يوميًّا لمنع الالتهابات والحفاظ على توازن الحافر.

مشكلات وراثيّة شائعة
- نقص المناعة المُشترك الحاد (SCID): مرض قاتل يصيب المهر حديث الولادة، ويمكن تجنّبه بفحص الآباء وراثيًّا.
- متلازمة المُهور الخُضرية (LFS): يُولد فيها المهر بمعطف أرجواني فاتح ولا يعيش طويلاً.
- تحلُّل المخيخ (CA): يؤثّر في التناسق الحركي للمهر.
- عيب الفقرة القذالية (OAAM): تشوّه خلقي في الرقبة قد يسبّب الشلل.
الاختبارات الوراثية المسبقة للآباء هي الطريقة الأكثر أمانًا لتفادي هذه المشكلات.
التدريب والاستخدامات الرياضية
حقق حصان العرب نجاحًا باهرًا في رياضة سباقات التحمُّل بفضل رئتيه الكبيرتين وكفاءة التبادل الحراري في جسده. كما يبرز في:
- عروض الجَمال (Halter)
- الدريساج والقدرة على أداء حركات دقيقة
- القفز الاستعراضي، وإنْ بدرجة أقل من بعض السلالات الأخرى
- رياضات الفروسية الغربية مثل رعاة البقر (Western Pleasure)

الجذور التاريخية وتأثيره في السلالات الأخرى
عاش حصان العرب إلى جانب قبائل البدو داخل خِيامهم، ما جعلهم يختارون أكثر الخيول وِدًّا وتحملًا للبقاء. ومع الحملات التجارية والعسكرية، انتشر إلى أوروبا وآسيا وإفريقيا، وكان الأساس الذي اشتُقّت منه سلالات شهيرة مثل الثَرَبْرِد (Thoroughbred) والأنغلو-عربي وحتّى خيول كوارتَر الأميركية.

حقائق ممتعة
«يقال إن البدو كانوا يمنحون حصانهم العربي نصيبًا من الماء قبل أن يشربوه بأنفسهم، دلالة على منزلة هذا الكائن في ثقافتهم.»
- يملك الحصان العربي 17 فقرةً قَطَنِيّة فقط بدلاً من 18 كبقية الخيول، ما يمنحه ظهرًا أقصر أكثر مرونة.
- أُدرِجَت صورته على طوابع بريدية في أكثر من 20 دولة حول العالم.
- يحمل جينًا مسؤولًا عن نمو عدد أقل من الضلوع (5 أزواج فقط) مقارنة بغيره (6 أزواج)، ما يفسّر عمق صدره اللافت.
هل حصان العرب مناسب لك؟
إذا كنت تبحث عن رفيق ذكي، جميل، ومتعدّد المواهب، فقد يكون حصان العرب خيارك المثالي. ومع ذلك، تذكّر أن حيويته تتطلّب وقتًا للتدريب المستمر ومساحة كافية للركض، فضلًا عن التزامٍ جادّ بالرعاية الصحية ومراعاة احتياجاته الغذائية.
إنْ لبّيتَ هذه الشروط، فستحصل على صديقٍ وفيّ يعكس أصالة الصحراء ويُثري تجربتك مع الخيل لسنوات طويلة.