مقدمة
البط الأليف، مثل بقية الطيور الداجنة، عرضة للإصابة بالطفيليات الداخلية أو ما يُعرف شائعاً بالديدان. هذه الإصابات قد تمرّ دون ملاحظة في بدايتها، لكنها سرعان ما تؤثر على صحة الطائر، إنتاجه للبيض، ونشاطه العام إذا لم تُعالج بالسرعة المطلوبة. في هذا الدليل المفصّل، نستعرض كل ما تحتاج لمعرفته حول أنواع الديدان الشائعة في البط، علامات الإصابة، طرق التشخيص، خيارات العلاج البيطري وأفضل أساليب الوقاية.
ما هي الديدان الداخلية؟
الديدان الداخلية هي طفيليات تعيش داخل الجهاز الهضمي أو الأعضاء التنفسية أو حتى الأوعية الدموية لدى البط. تتغذّى هذه الطفيليات على العناصر الغذائية أو الدم، مما يؤدي إلى فقدان الوزن وضعف المناعة ومضاعفات قد تكون خطيرة إذا تُركت من دون علاج.
أنواع الديدان الأكثر شيوعاً في البط
تتعدد أنواع الديدان التي قد تصيب البط، لكن يمكن تلخيصها في الفئات التالية:
- الديدان الأسطوانية (Nematodes): مثل Ascaridia أو الديدان المستديرة، وSyngamus أو ديدان الحنجرة (Gapeworm) التي تستقر في مجاري التنفس.
- الديدان الشعرية (Capillaria): رفيعة جداً وقد تصيب المريء أو الأمعاء الدقيقة.
- الديدان الشريطية (Cestodes): المعروفة بالـTapeworms، تتكوّن من شرائح متكررة وتحتاج غالباً إلى عائل وسيط كالحشرات.
كيف تصل الديدان إلى البط؟
تحدث العدوى عادةً من خلال:
- ابتلاع بيض الديدان الموجود في التربة أو الماء الملوث بالفضلات.
- أكل العوائل الوسيطة مثل الديدان الأرضية، الحلزونات، أو الحشرات.
- الاحتكاك بطيور برّية مصابة أو إدخال بط جديد دون حجر صحي.
أعراض الإصابة بالديدان
قد تختلف الأعراض بناءً على نوع الدودة وشدّة الإصابة، لكن تشمل العلامات الأكثر شيوعاً:
- فقدان الوزن على الرغم من الشهية الطبيعية أو المتزايدة.
- إسهال مائي أو مصحوب بالمخاط والدم.
- ريش باهت، مترهل، أو فقدان لمعانه المعتاد.
- ضعف إنتاج البيض أو توقفه تماماً.
- خمول، نعاس، أو انخفاض في النشاط العام.
- سعال أو فتح الفم باستمرار للتنفس (خاصةً مع ديدان الحنجرة).
التشخيص البيطري
تشخيص الديدان يعتمد بشكل رئيسي على فحص براز الطائر باستخدام تقنية الطفو (Fecal Flotation) للبحث عن بيوض الديدان. في حالات معينة، قد يلجأ الطبيب البيطري إلى:
- المجهر المباشر للبراز الطازج.
- الأشعة السينية أو المنظار في إصابات مجاري التنفس.
- تحليل دم لقياس مؤشرات فقر الدم أو الالتهاب.
تنبيه مهم: التشخيص الدقيق ضروري لتحديد نوع الدودة وبالتالي وصف الدواء المناسب والجرعة الصحيحة.
خيارات العلاج
يصف الطبيب البيطري أحد الأدوية الطاردة للديدان (Anthelmintics) مثل:
- فينبيندازول (Fenbendazole): فعّال ضد معظم الديدان الأسطوانية والشعرية.
- إيفرمكتين (Ivermectin): يُستخدم بجرعات معينة ويُراعى الحذر مع الطيور الصغيرة.
- ليفاميزول (Levamisole): خيار آخر للديدان الأسطوانية لكن يُستخدم بحذر لتفادي السُمية.
يتم تكرار الجرعة غالباً بعد 10–14 يوماً للقضاء على الديدان التي فقست حديثاً. كما يُنصح بمعالجة جميع طيور القطيع في الوقت نفسه لمنع إعادة العدوى.
الرعاية المنزلية بعد العلاج
- توفير مياه شرب نظيفة تُغيَّر يومياً.
- تقديم غذاء متوازن عالي الجودة لدعم التعافي.
- مراقبة براز الطائر لمدة أسبوعين للتأكد من اختفاء البيوض.
- تطبيق حجر صحي لأي طير جديد لمدة 30 يوماً وفحصه قبل دمجه مع القطيع.
الوقاية هي خط الدفاع الأول
للحد من احتمالية إصابة البط بالديدان:
- تنظيف المسكن بانتظام وإزالة الفضلات يومياً.
- تجفيف المساحات الرطبة التي تُشجع نمو الديدان وتواجد العوائل الوسيطة.
- تدوير أماكن الرعي وعدم ترك البط لفترات طويلة في نفس التربة.
- السيطرة على الحشرات والرخويات في محيط المزرعة.
- جدولة برنامج دوري للطرد الوقائي للديدان كل 4–6 شهور تحت إشراف بيطري.
أسئلة شائعة
هل يمكن للبشر الإصابة بديدان البط؟
معظم أنواع الديدان في البط ليست مُعدية للبشر، لكن الحفاظ على النظافة الشخصية، خاصةً غسل اليدين بعد التعامل مع الطيور أو فضلاتها، أمر ضروري.
هل يؤثر العلاج على صلاحية لحوم أو بيض البط للاستهلاك؟
نعم، إذ يُوصي الأطباء البيطريون بفترة سحب (Withdrawal Period) يتم خلالها الامتناع عن استهلاك اللحوم أو البيض حتى يخرج الدواء من جسم الطائر بالكامل.
كم مرة يجب فحص البط للديدان؟
يفضَّل إجراء فحص براز روتيني كل 3–6 شهور، أو فور ملاحظة أي أعراض مقلقة.
خلاصة
إصابة البط بالديدان مشكلة شائعة لكنها قابلة للعلاج والوقاية بسهولة إذا تم اكتشافها مبكراً والتزمت بإرشادات الطبيب البيطري. حافظ على نظافة بيئة البط، راقب سلوكه وبرازه بانتظام، ولا تتردد في استشارة مختص عند الشك بأي خلل صحي.
باتباع هذا الدليل، يمكنك حماية بطك الأليف من الطفيليات الداخلية وضمان حياة صحية ومنتجة له.
