مقدمة
يمثل فاش الريش (Feather Mites) واحدًا من أكثر الطفيليات شيوعًا وإزعاجًا للطيور الأليفة والبرية على حد سواء. وعلى الرغم من صغر حجم هذه العثّات، فإن تأثيرها على صحة الطائر وجودة ريشه قد يكون كبيرًا، ما يجعل التعرّف عليها وعلاجها في الوقت المناسب أمرًا بالغ الأهمية لكل مُربّي طيور أو هاوٍ لتربيتها.

ما هو فاش الريش؟
فاش الريش هو مجموعة من العثّ الدقيقة التي تعيش على سطح الجلد أو داخل القنوات الدقيقة للريش. تُصنَّف هذه الطفيليات ضمن أكثر من 2,500 نوع معروف حتى الآن، ومعظمها متخصِّص في أنواع محدَّدة من الطيور. في الحالات الطبيعية تتعايش بعض الأنواع بكثافة منخفضة دون إحداث ضرر، لكن عند تكاثرها بشكل مفرط تبدأ المشكلة.
أنواع فاش الريش الشائعة
- Knemidokoptes: يهاجم الأرجل والوجه، وقد يُسبّب التشوّه المسمّى بـ«قشور الأرجل».
- Sarcoptes: قد ينتقل من الثدييات إلى الطيور في حالات نادرة، مُسبِّبًا تهيّجًا شديدًا.
- Proctophyllodes: يعيش داخل القنوات الريشية وقد يؤثر مباشرةً على بنية الريش.
علامات وأعراض إصابة الطائر بفاش الريش
قد يصعب على المربّي ملاحظة العثّ بالعين المجرّدة، لكن هناك علامات سلوكية وجسدية تنذر بالخطر:
- حكّ متواصل أو نقر زائد للريش.
- هزّ الأجنحة أو ارتعاشها بصورة متكررة.
- تكسّر الريش أو ظهور بقع صلعاء.
- ضعف الشهية وفقدان الوزن الملحوظ.
- خمول عام وانخفاض مستوى النشاط.
- انخفاض إنتاج البيض لدى الإناث.

كيف ينتقل فاش الريش؟
ينتقل العثّ عادةً من طائر إلى آخر عبر التلامس المباشر أو من خلال بيئة ملوَّثة. تشمل طرق الانتقال الرئيسية ما يلي:
- التقارب المباشر بين الطيور في الأقفاص المشتركة أو أثناء التزاوج.
- مشاركة الأدوات الملوَّثة مثل المجاثم وأوعية الطعام.
- اختلاط الطيور المنزلية بالطيور البرية الحاملة للطفيليات.
- انتقال الطفيل من الأم إلى الفراخ في العشّ.
العوامل التي تزيد خطر الإصابة
- الاكتظاظ داخل القفص أو غرفة الطيران.
- سوء النظافة وتراكم الفضلات والرطوبة.
- سوء التغذية ونقص الفيتامينات، لا سيما فيتامين A.
- الضغوط البيئية مثل التقلّبات الحرارية أو الضوضاء المستمرة.
- ضعف الجهاز المناعي بسبب أمراض موازية.

تشخيص فاش الريش لدى الطبيب البيطري
يبدأ التشخيص بفحص بصري شامل، لكن العثّ غالبًا ما يحتاج إلى وسائل أدق للكشف عنه:
- كشط الجلد أو ريشة مصابة: تُفحص العيّنات تحت المجهر للبحث عن العثّ أو بيضه.
- أشرطة لاصقة: يُلصق شريط شفاف على المنطقة المصابة ثم يُفحص مجهريًا.
- منظار الريش: أداة تكبير صغيرة تُظهِر التغيّرات في بنية الريشة.
- كشف ضوئي: بعض أنواع العثّ تتوهّج تحت الضوء فوق البنفسجي.
خيارات العلاج المتاحة
يجب أن يتم العلاج تحت إشراف طبيب بيطري مختص بالطيور، ويشمل عادةً:
- أدوية موضعية: مثل الإيفرمكتين أو سيلامكتين على شكل نقط خلف العنق أو رذاذ.
- أدوية فموية أو حقن: تُستخدم في الحالات المتقدمة لتوزيع الدواء عبر الدورة الدموية.
- علاج البيئة: تنظيف وتعقيم القفص، المجاثم، الألعاب، وأوعية الطعام.
- دعم غذائي: إضافة فيتامينات ومعادن لتعزيز المناعة وتسريع نمو الريش السليم.
ملاحظة: ينبغي تكرار الجرعات وفق جدول الطبيب البيطري؛ إذ لا تقتل معظم الأدوية البيوض، فيُعاد العلاج بعد 7–14 يومًا لقطع دورة حياة العثّ.
العناية المنزلية وإدارة الحالة
إلى جانب العلاج الدوائي، هناك خطوات ضرورية لضمان شفاء كامل للطائر ومنع الانتكاس:
- عزل الطائر المصاب عن بقية السرب لحين التأكّد من خلوّه من الطفيليات.
- غسل اليدين والأدوات بعد التعامل مع الطائر أو قفصه.
- توفير نظام غذائي غني بالبروتين والفيتامينات لدعم نمو ريش جديد.
- متابعة سجلات العلاج وتدوين الملاحظات حول سلوك الطائر وحالته الصحية.
طرق الوقاية طويلة المدى
الوقاية أكثر فاعلية وأقل تكلفة من العلاج. اتبع النصائح الآتية:
- الحجر الصحي للطيور الجديدة مدة لا تقل عن 30 يومًا.
- تنظيف القفص والمجاثم أسبوعيًا وتعقيمها شهريًا.
- تقديم نظام غذائي متوازن مع مكملات دورية بناءً على نصيحة الطبيب.
- تفادي الاكتظاظ؛ امنح كل طائر مساحة طيران كافية.
- إجراء فحوصات وقائية نصف سنوية لدى طبيب بيطري مختص بالطيور.
أسئلة شائعة
هل يمكن أن ينتقل فاش الريش إلى الإنسان؟
فاش الريش متخصِّص عادةً بالطيور ولا يكون قادرًا على إكمال دورة حياته على جلد الإنسان، لذا فإن خطر العدوى للبشر منخفض جدًا.
كم تستغرق دورة حياة فاش الريش؟
تتراوح دورة الحياة بين 7 و21 يومًا بحسب النوع، مما يفسّر أهمية تكرار العلاج لقتل الأجيال الجديدة بعد الفقس.
هل تكفي العلاجات المنزلية وحدها؟
لا. قد تساعد بعض الزيوت الطبيعية على تقليل الحكّة، لكنها لا تقضي على العثّ تمامًا. التشخيص والعلاج البيطري الحرفي ضروريان.
الخلاصة
يمثل فاش الريش تحديًا صحّيًا شائعًا لكنه قابل للعلاج والوقاية إذا تزوَّدتَ بالمعلومات الصحيحة وتصرفتَ بسرعة. حافظ على بيئة نظيفة، ونظام غذائي متوازن، ولا تتردّد في استشارة طبيبك البيطري عند ظهور أي علامة غير طبيعية على طائرك.