إنفلونزا الطيور: دليل شامل لحماية طيورك الأليفة من هذا الفيروس الخطير
تُعد إنفلونزا الطيور (Avian Influenza) واحدة من أكثر الأمراض الفيروسية التي تُقلق مُربي الطيور حول العالم، نظرًا لقدرتها على الانتشار السريع وقابلية بعض سلالاتها لإصابة الإنسان. في هذا الدليل المفصَّل، نستعرض كل ما تحتاج معرفته عن المرض: من ماهيته وأعراضه، وصولًا إلى أفضل طرق الوقاية والرعاية الصحية.

ما هي إنفلونزا الطيور؟
إنفلونزا الطيور هي عدوى يسببها فيروس الإنفلونزا من النوع A، ويُصيب الطيور الداجنة والبرية على حد سواء. تختلف شدة العدوى من حالات خفيفة تكاد لا تُلاحظ، إلى حالات شديدة (عالية الضراوة) قد تؤدي إلى نفوق مفاجئ خلال ساعات.
تصنيف سلالات الفيروس
- منخفضة الضراوة (LPAI): غالبًا ما تُسبب أعراضًا خفيفة أو غير ظاهرة.
- عالية الضراوة (HPAI): مثل سلالتي H5N1 وH7N9، وتتميز بسرعة الانتشار ونسب نفوق مرتفعة.
كيف ينتقل الفيروس بين الطيور؟
ينتشر الفيروس عبر:
- التلامس المباشر مع طيور مصابة (لعاب، إفرازات تنفسية، براز).
- ملامسة الأسطح أو أدوات الطعام والماء الملوَّثة.
- الطيور البرية المهاجرة التي تعمل كمستودع طبيعي للفيروس.

قد يبقى الفيروس نشطًا في البيئة لفترة طويلة، خصوصًا في الأجواء الباردة والرطبة، لذا يُعد تنظيف القفص وتعقيمه خطوة حيوية للوقاية.
الأعراض الشائعة لإنفلونزا الطيور
قد تختلف الأعراض حسب السلالة وشدة العدوى، ولكن تشمل أبرز العلامات:
- صعوبة في التنفّس أو لهاث واضح.
- إفرازات أنفية أو عيون دامعة.
- انتفاخ الرأس والجفون (في السلالات عالية الضراوة).
- خمول، قلة الشهية وفقدان الوزن.
- إسهال مائي أخضر أو مصفر.
- نفوق مفاجئ دون سابق إنذار.
التشخيص لدى الطبيب البيطري
إذا اشتبهتَ بوجود إصابة، توجَّه مباشرةً إلى طبيب بيطري خبير بالطيور. سيعتمد التشخيص على:
- الفحص السريري: تقييم العلامات الظاهرية ووضع الطائر.
- التحاليل المخبرية: مثل اختبار RT-PCR للكشف عن الحمض النووي للفيروس، أو عزل الفيروس وفحص الأجسام المضادة.
- التصوير الشعاعي: أحيانًا لتقييم الجهاز التنفسي.

أساليب العلاج والرعاية الداعمة
لا يوجد علاج نوعي يقضي على الفيروس، لكن الرعاية الداعمة تُحسِّن فرص النجاة:
- عزل الطيور المصابة فورًا لمنع انتشار العدوى.
- إعطاء مضادات حيوية لمنع العدوى البكتيرية الثانوية إذا وصفها الطبيب.
- توفير تغذية عالية الجودة وماء نظيف باستمرار.
- ضبط حرارة القفص وتزويد الطائر بالأكسجين عند الحاجة.
متى يكون القتل الرحيم (Euthanasia) ضروريًّا؟
في حالات التفشي بالسلالات عالية الضراوة، قد تتخذ السلطات البيطرية قرار القتل الرحيم للطيور المصابة أو المخالطة، كإجراء ضروري للسيطرة على العدوى.
هل يمكن أن تنتقل إنفلونزا الطيور إلى البشر؟
نعم، بعض السلالات قادرة على إصابة الإنسان، لكن الأمر يتطلب عادةً تماسًّا مباشرًا مع طيور مصابة أو بيئتها. تشمل الأعراض البشرية الحمى والسعال وقد تتطور إلى مضاعفات تنفسية خطيرة. لذا، ارتداء القفازات والكمامة عند التعامل مع طيور مريضة أو تنظيف أقفاصها خطوة أساسية للوقاية.
نصائح وقائية لأصحاب الطيور الأليفة
- شراء الطيور من مصادر موثوقة وتفادي أسواق الطيور المزدحمة.
- عزل الطائر الجديد لمدة 30 يومًا قبل دمجه مع الطيور الأخرى.
- تنظيف القفص، المجاثم، وأطباق الطعام يوميًّا وتعقيمها أسبوعيًّا.
- إبعاد القفص عن تيارات الهواء البارد وعن الأماكن المفتوحة التي قد يدخل منها الطيور البرية.
- غسل اليدين جيدًا قبل وبعد التعامل مع الطيور.
- التواصل مع الطبيب البيطري فور ظهور أي أعراض غير طبيعية.

متى يجب عليك زيارة الطبيب البيطري؟
راجع الطبيب فورًا في الحالات التالية:
- ملاحظة صعوبة تنفّس أو صوت صفير عند الشهيق والزفير.
- خمول شديد أو فقدان القدرة على الطيران فجأة.
- انتفاخ غير طبيعي في الوجه أو الأرجل.
- ظهور أكثر من طائر مريض داخل السرب.
أسئلة شائعة عن إنفلونزا الطيور
هل تُفيد اللقاحات التجارية للطيور الأليفة؟
تتوفر بعض اللقاحات في دول محددة، إلا أن فعاليتها قد تختلف حسب السلالة المنتشرة. استشارة الطبيب البيطري ضرورية قبل التطعيم.
هل يمكن أن يعيش الفيروس على الريش أو الملابس؟
نعم، قد يبقى الفيروس على الأسطح الملوثة، لذا يُنصح بتغيير الملابس وغسل اليدين بعد التعامل مع الطيور في الهواء الطلق.
هل يُنصح بإعطاء مضادات فيروسات بشرية للطيور؟
لا تُستخدم مضادات الفيروسات البشرية في الطيور إلا تحت إشراف طبيب بيطري مختص، إذ تختلف الجرعات والاستجابة الدوائية بين البشر والطيور.
بحرصك على النظافة والرقابة البيطرية الدورية، يمكنك الحفاظ على سلامة طيورك الأليفة والوقاية من هذا الفيروس الخطير.