تريكومونوزيس الجهاز الهضمي في الطيور: دليل شامل لحماية طائرك
يُعد مرض التريكومونوزيس (أو ما يُعرف بين مُربي الحمام باسم «الكانكر») من أكثر الطفيليات شيوعاً وخطورةً على صحة الطيور الأليفة والبرّية على حدٍّ سواء. يتسبب هذا المرض كائنٌ أولي دقيق يُدعى Trichomonas gallinae يستقر غالباً في حوصلة الطائر ومجرى المريء، وقد يمتد ليُصيب الأعضاء الداخلية إذا تمّ إهماله. في هذا المقال ستجد كل ما يلزمك من معلومات حول العدوى، وكيفية اكتشافها مبكراً، وأفضل طرق العلاج والوقاية للحفاظ على طائرك بصحة مثالية.
لماذا يُشكل التريكومونوزيس خطراً على الطيور؟
تكمن خطورة هذا الطُفيل في سرعة انتشاره وقدرته على التسبب في تآكل الأنسجة الرخوة للحلق وبطانة الحوصلة، ما يؤدي إلى انسداد مجرى الهواء أو المريء وفقدان الشهية الشديد. كما أن المرض معدٍ بدرجة عالية؛ إذ ينتقل بسهولة عبر الماء والغذاء الملوثين أو من خلال إطعام الآباء لصغارهم عن طريق الترجيع.
الطيور الأكثر عرضة للإصابة
- الحمام واليمام (الأكثر شيوعاً)
- البادجي (الدرَّة) والببغاء الرمادي وأنواع الببغاوات الصغيرة
- الصقور والطيور الجارحة التي تتغذى على فرائس مصابة
- طيور الحدائق التي تشرب من نفس برك المياه أو أوعية الشرب العامة
مسار العدوى وانتقال الطُفيل
ينتقل الطُفيل عبر:
- الماء والغذاء الملوثين بإفرازات طائرٍ مصاب.
- تغذية الآباء لصغارهم بالترجيع.
- تبادل القبل (منقار لمنقار) بين الطيور البالغة.
- افتراس طائرٍ جارح لحمامٍ أو طائرٍ صغير مُصاب.

الأعراض والعلامات التحذيرية
قد تختلف شدة الأعراض باختلاف نوع الطائر ومدة العدوى، لكن أبرز العلامات تشمل:
- ظهور بقع صفراء أو قشدية في الفم أو الحلق.
- صعوبة البلع أو التنفس، مع صوت «زقزقة» خافت أثناء التنفس.
- سيلان اللعاب أو الترجيع المتكرر.
- انتفاخ الحوصلة أو تأخر تفريغها.
- فقدان الوزن، خمول وريش منفوش.
- رائحة فم كريهة.

كيف يشخّص الطبيب البيطري المرض؟
يعتمد التشخيص على:
- أخذ مسحة مباشرة من محتويات الحوصلة وفحصها مجهرياً؛ إذ يُظهر الطُفيل حركته النشطة المميزة.
- اختبارات الزرع (Culture) أو تقنية PCR للتأكيد في الحالات المزمنة أو الخفيفة.
- الفحص البدني الشامل لتقييم درجة الجفاف والحالة العامة للطائر.

خطة العلاج المتكاملة
الأدوية المضادة للطفيليات
تشمل الخيارات الأكثر شيوعاً:
- ميترونيدازول (Metronidazole)
- رونيدازول (Ronidazole) – غالباً ما يُفضَّل لقلة آثاره الجانبية
- ديمترونيدازول (Dimetridazole)
تُعطى الأدوية عادةً عن طريق الفم لمدة 5–10 أيام وفقاً لتوجيهات الطبيب البيطري.
الرعاية الداعمة
- ترطيب الطائر بالسوائل الدافئة أو المحاليل الكهربية إذا كان يعاني جفافاً.
- تغذية لينة وسهلة البلع (مثل حبوب منقوعة أو طعام مهروس).
- تنظيف الحوصلة بلطف في الحالات الشديدة لتقليل الكتل المتجبنة.
معلومة هامة: التشافي الكامل ممكن عند التدخل المبكر، لكن الإهمال قد يؤدي إلى انسداد قاتل أو انتشار العدوى إلى الكبد والرئتين.

الوقاية: درهم وقاية خير من قنطار علاج
نظافة الماء والغذاء
غيّر ماء الشرب يومياً، ونظّف أوعية الماء بالصابون والكلور المُخفَّف مرة أسبوعياً على الأقل.
الحجر الصحي للعصافير الجديدة
اعزل أي طائر جديد لمدة 30 يوماً، وأجرِ له فحصاً بيطرياً كاملاً قبل دمجه مع السرب.
تعقيم مساكن الطيور
استخدم مطهّرات آمنة للطيور لغسل الأقفاص والمجاثم وأدوات الطعام بانتظام.

تقليل الاحتكاك بالطيور البرية
أبعد أوعية طيورك عن أماكن تجمع الحمام البري، وأزل أي طعام متساقط قد يجذبها.
متابعة دورية مع الطبيب البيطري
من المهم إجراء فحص دوري لمسحة الحوصلة، خاصة في موسم التكاثر عندما يكون الضغط المناعي على الطيور مرتفعاً.
أسئلة شائعة
هل يمكن أن يصاب البشر بالتريكومونوزيس من طيورهم؟
لحسن الحظ، نوع Trichomonas gallinae لا يُعد معدياً للبشر، لكن يُستحسن ارتداء القفازات وغسل اليدين بعد التعامل مع أي طائر مريض.
كم من الوقت يحتاج الطائر للتعافي؟
تبدأ الأعراض بالتحسُّن خلال 3–5 أيام من العلاج، لكن يُستكمل الدواء الموصوف حتى نهايته لضمان القضاء على الطُفيل.
هل يمكن استخدام العلاجات المنزلية مثل الخل؟
قد يحد الخل المخفف قليلاً من نمو بعض البكتيريا، لكنه غير كافٍ للقضاء على الطفيليات الأولية. الاعتماد على الطبيب البيطري والأدوية المناسبة هو الخيار الآمن.
خاتمة
التريكومونوزيس مرض خطير، لكنه قابل للعلاج والوقاية إذا التزمت بالنظافة والمتابعة البيطرية المبكرة. لا تتردد في طلب الاستشارة عند ملاحظة أي عرض غير طبيعي على طائرك؛ فالتشخيص المبكر هو مفتاح النجاة.
المراجع
- إيفان جي. ريتشاردز. “تأثير الأمراض الطفيلية على صحة الطيور.” , 2018. www.frontiersin.org