العطس عند القطط: ما هو الطبيعي وما الذي يدعو للقلق؟
قد يُطلق القط عطسة خفيفة بين الحين والآخر، تماماً كما نفعل نحن عندما يثير الغبار أو الروائح القوية ممراتنا الأنفية. لكن عندما يتحول الأمر إلى نوبات متكررة أو يرافقه إفرازات، هنا تبدأ علامات الاستفهام. في هذا الدليل الشامل سنستعرض كل ما تحتاج معرفته عن عطس القطط، من الأسباب الشائعة وحتى خيارات العلاج وكيفية الوقاية.
أسباب العطس عند القطط
تنقسم أسباب العطس إلى مجموعات رئيسية، بعضها سريع الزوال، وبعضها يتطلب تدخلاً بيطرياً عاجلاً:
١. الفيروسات التنفسية العلوية
- الهربس الفيروسي للقطط (FHV-1): أكثر الأسباب انتشاراً؛ يسبب التهاب الأنف، العطس، وإفرازات عينية.
- فيروس الكاليسي (FCV): قد يرافقه تقرّحات فموية وحمى.
كلا الفيروسين شديدي العدوى، وينتشران عبر القطرات التنفسية أو المشاركة في أوعية الطعام والماء.
٢. العدوى البكتيرية الثانوية
عندما تُضعف الفيروسات الجهاز التنفسي، تقتنص البكتيريا الفرصة، مثل Chlamydophila felis وBordetella bronchiseptica، لتفاقم الالتهاب مما يزيد العطس والإفرازات القيحية.
٣. المهيجات البيئية والحساسية
- الدخان (سجائر أو حطب)
- العطور القوية أو منتجات التنظيف
- الغبار أو رمل القطط المعطّر
- حبوب اللقاح الموسمية
تظهر الحساسية عادة على شكل عطس متكرر دون حمى، وقد يصاحبها حكّ بالوجه أو تدميع العينين.
٤. أمراض الأسنان والفم
قد تمتد جذور الأسنان العلوية إلى الجيوب الأنفية. التهابات الجذور أو خراج الأسنان يمكن أن تخرق التجويف الأنفي وتثير العطس.
٥. الأجسام الغريبة والأورام والزوائد اللحمية
شعرة عالقة، بذرة عشب، أو حتى ورم أنفي قد يؤدون إلى عطس مفاجئ ومستمر أو نزيف أنفي.
متى يجب زيارة الطبيب البيطري؟
إذا لاحظت أن قطك يعطس أكثر من مرتين أو ثلاث مرات في اليوم لمدة تتجاوز 48 ساعة، أو لاحظت إفرازات كثيفة، دم، أو فقدان الشهية—فإن الوقت قد حان لزيارة الطبيب البيطري.
- صعوبة تنفس أو صوت أزيز
- حمى أو خمول غير معتاد
- تقرّحات فموية أو إفرازات عينية
كيف يُشخِّص الطبيب البيطري سبب العطس؟
يبدأ التشخيص بالفحص السريري الكامل، ثم ينتقل إلى أدوات أكثر تخصصاً بحسب الحالة:
- اختبارات PCR: لتحديد الفيروسات أو البكتيريا المسببة.
- صور أشعة أو مقطعية CT: للكشف عن أورام، أجسام غريبة، أو خرّاجات الأسنان.
- تنظير الأنف (Rhinoscopy): لاستكشاف التجويف الأنفي وإزالة الأجسام الغريبة.
- تحاليل الدم: لقياس مؤشرات الالتهاب والصحة العامة.
خيارات العلاج المتوفرة
١. الرعاية الداعمة
- توفير مكان دافئ ورطب؛ يساعد جهاز التبخير (Humidifier) على فتح الممرات الأنفية.
- تنظيف الإفرازات الأنفية والعينية بمنشفة دافئة ورطبة.
٢. الأدوية
- مضادات حيوية: عند الاشتباه بعدوى بكتيرية.
- مضادات فيروسية مثل L-lysine: لتقليل تكاثر فيروس الهربس.
- قطرات أو بخاخات ملحية: لترطيب الأنف وطرد المخاط.
- مضادات الهيستامين أو الستيرويدات: للحالات التحسسية.
٣. التدخل الجراحي
في حالات الأورام، الزوائد اللحمية، أو الأجسام الغريبة التي لا يمكن استخراجها بالمنظار فقط.
نصائح العناية المنزلية بعد العلاج
- اتّبع جدول الأدوية بدقة ولا تُوقف المضادات الحيوية مبكراً.
- قدّم طعاماً دافئاً برائحة جذابة لتحفيز الشهية.
- أبقِ القط في غرفة هادئة بعيداً عن الحيوانات الأخرى حتى يتماثل للشفاء.
طرق الوقاية وتقليل تكرار نوبات العطس
- التطعيم الدوري: خاصة ضد الهربس والكاليسي.
- العناية بالأسنان: فحص وتنظيف سنوي لتجنب التهابات الجذور.
- تحسين جودة الهواء: استخدام فلاتر هواء وتجنّب الروائح القوية.
- تقليل التوتر: بتوفير ألعاب ومخابئ، حيث يرتبط التوتر بتنشيط فيروس الهربس.
- فصل القطط المصابة: لتجنب انتقال العدوى.
أسئلة شائعة
هل يمكن أن يعطس القط بسبب البرد العادي فقط؟
لا تُصاب القطط بالبرد بنفس الطريقة التي تُصيب البشر، بل يكون السبب عادة فيروسياً أو بكتيرياً محدداً للقطط.
ما الفرق بين العطس والحساسية؟
الحساسية غالباً بلا حمى أو إفرازات قيحية، ويظهر معها حك الوجه أو العطس الموسمي، بينما العدوى تكون مصحوبة بخمول وحمى.
هل المضادات الحيوية دائماً ضرورية؟
فقط إذا كان هناك دليل على عدوى بكتيرية؛ استخدام المضادات الحيوية عشوائياً قد يسبب مقاومة دوائية.
خاتمة
العطس عَرَض شائع لكنه قد يكون بوابة لاكتشاف مشكلات صحية أعمق. متابعة الأعراض، والاستشارة البيطرية المبكرة، والالتزام بخطط الوقاية، كلها مفاتيح لحياة صحية وسعيدة لقطك.
إن وجدت هذه المعلومات مفيدة، شارك المقال مع محبي القطط الآخرين، ولا تتردد في طرح أسئلتك في التعليقات!
المراجع
- د. شيماء القرني. “التعامل مع العطس المتكرر في القطط..” , 2023-06-01. www.petmd.com
