أكثر مشكلات الجهاز الهضمي شيوعًا لدى القطط وكيفية التعامل معها
يُعَدّ الجهاز الهضمي قلب الصحة العامة لقطتك؛ فعندما يعمل بكفاءة تحصل القطة على كل العناصر الغذائية التي تحتاجها، بينما يؤدي أي خلل بسيط فيه إلى ظهور أعراض مزعجة مثل القيء أو الإسهال قد تتطوّر سريعًا إلى مشاكل خطرة. في هذا الدليل الشامل نستعرض أهم الاضطرابات الهضمية لدى القطط، طرق التعرف عليها، وكيفية الوقاية والعلاج.

لماذا تُعد صحة الجهاز الهضمي لقطتك محورية؟
تبدأ «رحلة الطعام» في فم القطة وتمر عبر المريء، المعدة، الأمعاء الدقيقة والغليظة ثم المستقيم. أي اضطراب في هذه الرحلة يؤثر مباشرة على:
- امتصاص العناصر الغذائية الأساسية مثل البروتينات والدهون والفيتامينات.
- صحة الجلد والفراء؛ فالمعان واللمعان يعتمدان على تغذية جيدة.
- جهاز المناعة؛ إذ إن 70٪ من خلايا المناعة تعيش في الأمعاء.
أعراض مبكرة تشير إلى وجود مشكلة هضمية
- قيء متكرر أو ارتجاع الطعام دون هضم.
- إسهال مائي أو براز طري متقطع.
- إمساك وصعوبة أثناء استخدام صندوق الفضلات.
- فقدان الشهية أو انتقائية مفرطة في الأكل.
- خمول مفاجئ أو فقدان وزن غير مبرّر.
- انتفاخ البطن، أصوات غازات مسموعة، أو آلام عند اللمس.
- وجود دم طازج أو متجلّط في القيء أو البراز.
أكثر الاضطرابات الهضمية انتشارًا لدى القطط
1. كرات الشعر (Hairballs)
تلتقط القطط الشعر أثناء تنظيف فرائها بألسنتها الخشنة. يُطرد معظم الشعر بشكل طبيعي عبر البراز، ولكن قد يتراكم بعضه في المعدة مكوّنًا «كرة شعر» تُلفَظ في النهاية عبر القيء. إذا لاحظتِ قيئًا متكررًا أو صعوبة في طرد كرة الشعر، استشيري الطبيب.
2. القيء وارتجاع الطعام

قد يحدث القيء بسبب تناول الطعام بسرعة، تغيّر مفاجئ في النظام الغذائي، ابتلاع مواد سامة، التهاب المعدة، أو أمراض أكثر خطورة مثل الفشل الكلوي. التقيّؤ المتكرر (أكثر من مرتين في اليوم أو لعدة أيام متتالية) يستلزم فحصًا بيطريًا عاجلًا.
3. الإسهال

يُعَد الإسهال إحدى المشكلات اليومية في العيادات البيطرية. أسبابه تشمل طفيليات معوية، تغيّر مفاجئ في الطعام، عدوى بكتيرية أو فيروسية، وحتى التوتر. تأكد من بقاء القطة مُرطَّبة، فقدان السوائل السريع قد يؤدي إلى جفاف خطير، خصوصًا لدى القطط الصغيرة أو المُسنّة.
4. الإمساك وانسداد الأمعاء
قد يظهر الإمساك بسبب نقص الألياف، الجفاف، أو انسداد الأمعاء نتيجة ابتلاع جسم غريب. في حال عدم التبرّز لأكثر من 48 ساعة، أو ظهور إجهاد وألم أثناء دخول الحمام، يحتاج الأمر إلى تدخّل بيطري فوري؛ فقد يتطوّر الإمساك إلى «انسداد» يهدد الحياة.
5. التهاب البنكرياس
البنكرياس مسؤول عن إفراز إنزيمات هضمية مهمة. عند التهابه تظهر أعراض مبهمة مثل القيء والخمول وفقدان الشهية. التشخيص يتطلّب تحاليل دم وصور موجات فوق صوتية؛ والعلاج يشمل تعويض السوائل، مسكنات ألم، ونظامًا غذائيًا قليل الدهون.
6. الطفيليات المعوية
الديدان الأسطوانية والشريطية والشُصّية شائعة خصوصًا لدى القطط التي تخرج إلى الخارج أو تلتهم القوارض. قد تلاحظ بيوضًا أو ديدانًا في البراز، انتفاخ بطن، أو إسهال. جرعات علاج الديدان المنتظمة كل 3–6 أشهر تحمي قطتك وتعزز صحتها.
7. مرض الأمعاء الالتهابي (IBD)
هو التهاب مزمن في بطانة الأمعاء يؤدي إلى تقيؤ متقطع، براز طري، وفقدان وزن تدريجي. يعتمد التشخيص على استبعاد أمراض أخرى، وأحيانًا أخذ خزعات نسيجية. العلاج يُركّز على حمية علاجية (بروتين جديد أو متحلّل) بالإضافة إلى كورتيكوستيرويدات أو مثبطات مناعة حسب الحالة.
8. تضخم المريء (Megaesophagus)
حالة تفقد فيها عضلات المريء قدرتها على دفع الطعام إلى المعدة، ما يسبب ارتجاعًا وسعالًا متكررًا. يستلزم إطعام القطة في وضعية رأس مرتفعة واستخدام نظام غذائي شبه سائل، إضافة إلى علاج السبب الأساسي إن وُجد.
9. الأجسام الغريبة وانسداد الأمعاء
القطط الفضولية قد تبتلع خيطًا، لعبًا بلاستيكية أو عظام دجاج. العلامات تشمل قيئًا متكررًا، ألمًا شديدًا، وانتفاخ بطن. قد يتطلّب التدخل الجراحي العاجل لإزالة الجسم الغريب وتفادي تمزق الأمعاء.
10. عدم تحمّل الطعام والحساسية الغذائية
قد تظهر في صورة حكة جلدية مع اضطرابات هضمية. العلاج الرئيسي هو حمية الإقصاء التي تستبعد البروتينات المشبوهة وتقدّم مصدرًا وحيدًا جديدًا لمدة 8–12 أسبوعًا تحت إشراف الطبيب.
متى يجب زيارة الطبيب البيطري فورًا؟
- قيء أو إسهال مصحوب بدم.
- أعراض جفاف: لثة جافة، عيون غائرة، خمول شديد.
- ألم بطني ملحوظ أو انتفاخ سريع.
- رفض كامل للطعام لأكثر من 24 ساعة.
- تقيؤ مستمر أو محاولات عبثية للتقيؤ دون خروج محتوى.
- وجود ديدان مرئية في البراز.
كيف يُشخَّص اضطراب الجهاز الهضمي؟
- الفحص السريري: تقييم وزن القطة، فحص البطن، والبحث عن علامات جفاف.
- تحليل البراز: للكشف عن طفيليات أو بكتيريا غير طبيعية.
- تحاليل الدم والكيمياء الحيوية: تقييم وظائف الكبد والكلى والبنكرياس.
- الأشعة السينية والموجات فوق الصوتية: لرؤية الأجسام الغريبة أو التهاب الأمعاء.
- التنظير الداخلي وخزعات الأمعاء: للحالات المزمنة أو الاشتباه في IBD وأورام.
خطط العلاج الشائعة
- إعطاء سوائل وريدية أو تحت الجلد لعلاج الجفاف.
- تغيير النظام الغذائي (أطعمة طبية سهلة الهضم أو قليلة الدهون).
- أدوية مضادة للقيء مثل ميتوكلوبراميد أو أوندانسيترون.
- مضادات حيوية أو أدوية طاردة للطفيليات حسب التشخيص.
- مكملات بروبيوتيك لاستعادة توازن البكتيريا النافعة.
- مسكنات ألم ومضادات التهاب في حالات البنكرياس أو IBD.
- تدخل جراحي عند الانسداد أو الأورام.
إرشادات الوقاية ودعم الجهاز الهضمي

- استخدم طعامًا عالي الجودة مناسبًا لعمر قطتك وحالتها الصحية.
- قدّم وجبات صغيرة متعددة بدلاً من وجبتين كبيرتين لمنع التهام الطعام.
- انتقل إلى أي نظام غذائي جديد تدريجيًا خلال 7–10 أيام.
- وفّر مياهًا نظيفة ومتجددة دائمًا، أو جرّب نوافير الماء لجذب القطة.
- احرص على تمشيط الفراء بانتظام للحد من ابتلاع الشعر.
- اتبع جدولًا دوريًا لعلاج الديدان والفحوصات السنوية.
- أمنع القطة من الوصول إلى النباتات السامة والخيوط والأجسام الصغيرة.
الخلاصة
قد يبدو اضطراب الجهاز الهضمي بسيطًا في بدايته، لكنه قد يتحول سريعًا إلى حالة طارئة تهدد حياة قطتك إذا لم يُعالَج على وجه السرعة. المراقبة اليومية لسلوك قطتك وخروجها، مع زيارة الطبيب البيطري عند ظهور أي عَرَض مقلق، هو أفضل طريقة للحفاظ على «بطن» سعيدة وفراء صحي ولمّاع.