براز الكلاب في حديقتك: مخاطر صحية وبيئية وحلول عملية
قد يبدو ترك براز كلبك في الحديقة أمرًا غير ضار، ولكنه في الحقيقة يحمل أخطارًا صحية وبيئية لا يستهان بها لكل من البشر والحيوانات والنظام البيئي.

لماذا يعتبر براز الكلاب مشكلة؟
يُقدر أن كلبًا واحدًا يمكن أن يُنتج ما يصل إلى 136 كيلوغرامًا من البراز سنويًا. عند ترك هذا البراز في الحديقة، فهو لا يسبب مظهرًا غير لائق فحسب، بل يتحول أيضًا إلى مصدر لتكاثر الطفيليات والجراثيم وتلوّث التربة والمياه.
١. بؤرة للطفليات والجراثيم
يحمل البراز غير المعالج بيوض طفيليات مثل الأسكاريس (الديدان الأسطوانية) والأنكلستوما (الديدان الخطافية) والسوطيات (جيارديا) والكوكيديا. بعض هذه الكائنات يمكنها البقاء حيّة في التربة لسنوات، ما يجعل أي شخص أو حيوان يلامس التربة المصابة عرضة للعدوى.
- بيوض الأسكاريس يمكن أن تعيش في التربة حتى ٤ سنوات، وتسبب أمراضًا معوية وعينية خطيرة.
- الديدان الخطافية تخترق الجلد مباشرة مسببة التهاب الجلد وخسارة الدم.
- جيارديا وكوكيديا تسبب إسهالًا شديدًا لدى الكلاب والبشر، وخاصة الأطفال.

٢. تلوّث بيئي
عندما تهطل الأمطار، تُحمل الميكروبات الموجودة في براز الكلاب إلى أنظمة الصرف والمسطحات المائية، فتُسهم في تلوّث الأنهار والبحيرات وزيادة مستويات البكتيريا مثل الإشريكية القولونية (E. coli). هذا قد يؤدي إلى إغلاق الشواطئ وتهديد الحياة البرية.
٣. مخاطر على البشر والحيوانات الأليفة
يمكن لبراز الكلاب غير المُزال أن ينقل الأمراض إلى:
- الأطفال: عادةً ما يلعبون على العشب أو يضعون أيديهم في أفواههم، ما يزيد احتمالية ابتلاع بيوض الطفيليات.
- الكلاب الأخرى: يمكن أن تُصاب بالعدوى عند شم أو لعق مناطق ملوثة.
- الأشخاص ذوي المناعة الضعيفة: بما في ذلك كبار السن والحوامل.

مفاهيم خاطئة شائعة حول براز الكلاب
يظن البعض أن براز الكلاب سماد طبيعي، لكنه في الواقع لا يعمل كسماد مثل روث الماشية لاحتوائه على مستويات عالية من البروتين غير المهضوم والأمونيا، ما يُتلف النباتات بدلًا من تغذيتها.
كما يعتقد آخرون أن البراز سيتحلل سريعًا بلا أضرار. صحيح أنه يتحلل، لكن الطفيليات تظل نشطة في التربة لفترات طويلة، ما يبطل فائدة «التحلل» العفوي.
كيفية التخلص الآمن من براز الكلاب
١. اجمعه على الفور
أفضل ممارسة هي تنظيف البراز يوميًا أو فور حدوثه. استخدم قفازات أو مغرفة مخصّصة وقم بتطهير الأدوات بعد كل استعمال.

٢. خيارات التخلص
- المرحاض: يمكن إلقاء البراز في المرحاض إذ تُعالج محطات الصرف الصحي الفضلات البيولوجية بكفاءة. احرص على عدم إلقاء الأكياس البلاستيكية.
- أكياس قابلة للتحلل: ضع البراز في أكياس مصنوعة من نشا الذرة أو مواد قابلة للتحلل، ثم تخلص منها في القمامة المنزلية.
- هاضم النفايات تحت الأرض: يشبه نظام التحلل البيولوجي المصغّر؛ يُدفن في الحديقة ويعتمد على إنزيمات وبكتيريا لتحليل البراز وتقليص الطفيليات.
٣. ما يجب تجنّبه
- كومبوست الحدائق التقليدي: درجة الحرارة فيه لا تكفي لقتل الطفيليات.
- الطمر العشوائي: يلوّث المياه الجوفية وقد تجرفه الأمطار.
- تركه ليتحلل: يطيل أمد المخاطر الصحية.
نصائح إضافية للحفاظ على حديقتك آمنة
- قم بإجراء فحوص برازية دورية لكلبك لدى الطبيب البيطري.
- حدّد منطقة ثابتة لقضاء الحاجة وسهل الوصول إليها للتنظيف السريع.
- استخدم مطهّرات إنزيمية صديقة للبيئة لتنظيف بقع البراز أو القيء.
- علّم الأطفال ارتداء الأحذية في الخارج وغسل الأيدي بعد اللعب.
- احتفظ بأدوات التنظيف (مغرفة، أكياس، قفازات) في مكان قريب من الباب الخلفي.

الخلاصة
يعد براز الكلاب أكثر من مجرد فوضى مزعجة؛ فهو ناقل محتمل للأمراض ومُلوِّث للبيئة. بالتقاطه والتخلص منه بطريقة صحيحة، تحمي عائلتك وحيوانك الأليف وتُسهم في حديقة أكثر نظافة وصحة.
المراجع
- توم هاريسون. “آثار براز الحيوانات على المجاري المائية…” , 2022-03-15. www.waterpollution.org