6 أمراض خطيرة تنقلها القراد للقطط وكيفية الوقاية منها
تُعَدُّ القراد من الطفيليات الخارجية التي لا تكتفي بمصّ دماء القطط فحسب، بل يمكنها أيضًا نقل طيف واسع من المسبّبات المرضية البكتيرية والفيروسية والطفيلية. وعلى الرغم من أن القطط أقل عرضة للإصابة بأمراض القراد مقارنة بالكلاب، فإن حدوث العدوى وارد ويشكّل تهديدًا حقيقيًا لصحة قطتك، خصوصًا إذا كانت تخرج إلى الهواء الطلق أو تعيش في مناطق تنتشر فيها هذه الطفيليات.
لماذا تُعد أمراض القراد خطيرة على القطط؟
تتسبّب مسبّبات الأمراض المنقولة بالقراد في تدمير خلايا الدم، وإضعاف جهاز المناعة، والتأثير سلبًا على وظائف الأعضاء الحيوية مثل الكبد والطحال. كما قد تؤدي بعض تلك الأمراض إلى تسمّم الدم أو فقر دم حاد يهدّد الحياة إذا لم يُكتشف مبكرًا.
كيف تصاب القطط بالقراد؟
تتعلّق القرادة بجلد القطة عندما تمرّ في المناطق العشبية أو الغابات، أو حتى حدائق المنزل. بعد ثباتها على الجلد، تبدأ بامتصاص الدم وتنقل المسبّبات المرضية عبر لعابها. يُمكن أن يلتقط أصحاب القطط القراد إلى منازلهم على ملابسهم أو أحذيتهم أيضًا.
أهم أعراض أمراض القراد لدى القطط
- ارتفاع درجة الحرارة (حمّى)
- الخمول وفقدان الشهية
- تورّم العقد الليمفاوية
- شحوب اللثة (يدل على فقر الدم)
- صعوبات في التنفّس في الحالات المتقدّمة
- اصفرار الجلد أو العينين (يرقان)
الأمراض الستة التي تنقلها القراد للقطط
1. السيتوزونوز (Cytauxzoonosis)
يُسبّبه الطفيلي Cytauxzoon felis وينتقل أساسًا عبر قراد Amblyomma americanum. يُعدّ هذا المرض سريع التطوّر وغالبًا ما يكون مميتًا إذا لم يُعالج مبكرًا.
الأعراض الشائعة:
- حمّى شديدة
- نقص شهية حاد
- صعوبات تنفّسية نتيجة انسداد الأوعية الدموية بطفيليات الدم
التشخيص والعلاج: يعتمد التشخيص على فحص مسحات الدم أو تحليل الـPCR. يُستخدم مزيج atovaquone مع azithromycin، إضافةً إلى الرعاية الداعمة بالأكسجين والسوائل الوريدية.
2. داء لايم القطط (Lyme Disease)
تُسبّبه بكتيريا Borrelia burgdorferi التي تنتقل بواسطة قراد Ixodes. مع أن القطط أقلّ عرضة للإصابة من الكلاب، تبقى احتمالية العدوى قائمة خاصة في المناطق الموبوءة.
الأعراض الشائعة:
- تورّم المفاصل وعرج متقطّع
- حمّى وخمول
- فقدان الشهية
التشخيص والعلاج: يُشخَّص عبر اختبارات الأجسام المضادّة أو الـPCR. يُستخدم عادةً دواء doxycycline لمدة 4 أسابيع مع متابعة الأعراض.
3. حمّى الجبال الصخرية المبقّعة (Rocky Mountain Spotted Fever)
يُسببها Rickettsia rickettsii. نادرة في القطط لكنها خطيرة عند حدوثها.
الأعراض:
- حمّى مفاجئة
- طفح جلدي أو بقع حمراء على الجلد
- تورّم الوجه والأطراف
العلاج: المضاد الحيوي doxycycline هو الخيار الأول، مع مراقبة وظائف الكلى والكبد.
4. الإرليخية (Ehrlichiosis)
تنتقل بواسطة عدة أنواع من القراد منها Amblyomma وIxodes. تهاجم البكتيريا خلايا الدم البيضاء وتثبط المناعة.
الأعراض:
- حمّى وخمول
- نزيف من الأنف أو اللثة
- فقدان وزن تدريجي
العلاج: مضادات حيوية تتضمن doxycycline لعدة أسابيع، وقد تحتاج القطة لنقل دم إذا كان هناك نزيف شديد.
5. الأنابلازما (Anaplasmosis)
يُسبّبها Anaplasma phagocytophilum. تهاجم البكتيريا كريات الدم البيضاء أيضًا.
الأعراض:
- حمّى واضطراب في الشهية
- تورّم المفاصل وعرج
- فقر دم خفيف
العلاج: يشمل doxycycline والرعاية الداعمة بحسب شدة الحالة.
6. تولاريميا (Tularemia)
يُسبّبها Francisella tularensis وتُعرَف أحيانًا بمرض الأرانب. تصاب القطط عادةً عبر القراد أو عند افتراسها قوارض مصابة.
الأعراض:
- ارتفاع حرارة مفاجئ
- تضخّم العقد الليمفاوية تحت الفك
- تقرّحات فموية وإسهال
العلاج: تُستخدم مضادات حيوية مثل streptomycin أو gentamicin تحت إشراف بيطري صارم.
طرق التشخيص الشائعة
- فحص الدم الكامل (CBC) لتقييم كريات الدم والهيموغلوبين.
- اختبارات الأجسام المضادة والـPCR لتحديد العامل المسبّب.
- المسح المجهري لمسحات الدم أو العقد الليمفاوية.
- اختبارات وظائف الكبد والكلى للتحقّق من المضاعفات.
خطة العلاج والرعاية الداعمة
يعتمد العلاج على نوع المرض لكن معظم الحالات تتطلب:
- مضادات حيوية أو أدوية مضادة للطفيليات.
- سوائل وريدية لمنع الجفاف ودعم الدورة الدموية.
- الأكسجين في حالات صعوبة التنفّس.
- نقل دم إذا كان هناك فقر دم أو نزيف حاد.
الوقاية: خط الدفاع الأول
أفضل علاج هو الوقاية! إليك أهم الخطوات:
- استخدام منتجات موضعية أو أطواق مضادة للقراد معتمدة بيطريًا.
- فحص فراء القطة بعد كل نزهة خارجية وإزالة أي قراد فورًا.
- قصّ الأعشاب والشجيرات حول المنزل لتقليل بيئات القراد.
- منع القطط من صيد القوارض قدر الإمكان.
- زيارة الطبيب البيطري دوريًا لإجراء فحوص شاملة.
تذكّر أن الاكتشاف المبكر والعلاج السريع يمكنهما إنقاذ حياة قطتك. في حال ملاحظة أي تغييرات مفاجئة في الصحة أو السلوك، استشر الطبيب البيطري فورًا.
خاتمة
رغم ندرة أمراض القراد عند القطط مقارنة بالكلاب، إلا أنها خطيرة وقد تكون قاتلة. باتباع أساليب الوقاية المنتظمة والبقاء على اطلاع بالأعراض، تضمن لقطتك بيئة أكثر أمانًا وصحة أفضل على المدى الطويل.