10 حقائق مدهشة عن دماغ قطّك وكيفية الحفاظ على صحته

مقدمة

قد تبدو لنا القطط مخلوقات غامضة، فهي قادرة على التصرّف باستقلالية تامة في لحظة، ثم تتحوّل إلى كائن حنون يطلب الدفء في أحضاننا في اللحظة التالية. يكمن سرّ هذا التنوّع السلوكي في عضو صغير لا يتجاوز وزنه بضع عشرات من الغرامات: دماغ القط. في هذه التدوينة نستعرض أهم الحقائق العلمية حول دماغ القطط، ونقدّم نصائح عملية للحفاظ على صحته وتحفيزه باستمرار.

1. حجم الدماغ لا يعبِّر عن القدرة الذهنية

يبلغ وزن دماغ القط البالغ نحو 25–30 غرامًا فقط، أي ما يعادل نحو 1% من إجمالي وزن جسمه. ورغم هذا الحجم الصغير، يتكوّن الدماغ من طيّات معقّدة تمنحه مساحة قشرة مخيّة كبيرة نسبيًا، ما يسمح بعدد ضخم من الاتصالات العصبية.

2. تشابهه مع دماغ الإنسان أكثر مما تظن

تُظهر الدراسات التشريحية أن بنية دماغ القط متشابهة بنسبة تقارب 90% مع بنية دماغ الإنسان؛ إذ نجد الفصوص نفسها (الجبهية، الجداريّة، الصدغيّة، القذاليّة) إضافة إلى المخيخ والجذع الدماغي. حتى أنماط الطيّات القشرية والخلايا العصبية متقاربة بدرجة مذهلة، وهو ما يفسّر قدرتها على إظهار عواطف معقّدة وتعلّم الروتين المنزلي بسرعة.

3. عدد العصبونات يفوق الكلاب

يحتوي دماغ القط على ما يقرب من 300 مليون عصبون في القشرة المخية، مقارنةً بنحو 160 مليون لدى الكلاب. تعكس هذه الأرقام قدرة القطط على معالجة المعلومات الحسية بسرعة، خصوصًا في ما يتعلّق بالرؤية والسمع.

تشير الأبحاث الحديثة إلى أن كثافة العصبونات في الفصّ الصدغي للقطط، وهو المسؤول عن معالجة المعلومات السمعية والذاكرة، تجعلها قادرة على تمييز أصوات أصحابها حتى لو كانت خافتة.

4. ذاكرة قصيرة وطويلة الأمد مذهلة

تستطيع القطط الاحتفاظ بمعلومات في ذاكرتها القصيرة حتى 16 ساعة إذا كانت مرتبطة بمكافأة أو تجربة مهمة. أما ذاكرة الأحداث طويلة الأمد، مثل مكان صندوق الرمل أو صوت فتح علبة الطعام، فقد تدوم لسنوات، خصوصًا إذا اقترنت بعاطفة قوية.

5. القطط تحلّ المشكلات بطريقة التجربة والخطأ

عادةً ما تجرّب القطط عدة حلول قبل الوصول إلى الطريقة الصحيحة لفتح باب أو استخراج مكافأة من لعبة ذكية. تُظهر هذه السلوكيات أن القشرة المخية الأمامية لديها، رغم صغرها، قادرة على التخطيط والتجريب.

6. الدماغ يستهلك طاقة هائلة أثناء النوم

تنام القطط بمعدل 12–16 ساعة يوميًا. وخلال مرحلة النوم العميق (REM) ينشط الدماغ إلى الحدّ الذي تظهر فيه حركات خفيفة للأذنين والشوارب، ما يدل على أنها تحلم. يُعتقد أن الأحلام تساعد في ترسيخ الذكريات والمعارف المكتسبة خلال الاستيقاظ.

7. حواس فوق طبيعية مرتبطة بمراكز عصبية متخصصة

  • البصر الليلي: خلايا عصوية أكثر بستّ مرات من البشر مع طبقة انعكاسية (Tapetum lucidum) تعيد توجيه الضوء إلى الشبكية.
  • السمع: نطاق يتراوح بين 60 هرتز و64 كيلو هرتز، ما يمكّنها من سماع أصوات القوارض عالية التردد.
  • الشم: نحو 200 مليون مستقبِل شميّ مقابل 5 ملايين فقط لدى البشر.

8. لماذا تبدو القطط “عنيدة” أحيانًا؟

تكيف دماغ القطط مع نمط الحياة المفترس المنعزل، ولهذا فهي تقدّر السيطرة على مواردها (المكان، الطعام، الوقت). عدم استجابتها للأوامر لا يعني غباءً أو تجاهلًا وإنما استقلالية عصبية متجذرة.

9. نصائح للحفاظ على صحة دماغ قطك

  1. قدّم له أغذية غنيّة بأحماض أوميغا-3 الدهنية لدعم الخلايا العصبية.
  2. نوع ألعاب الذكاء (ألعاب الألغاز، كرات الطعام) لتحفيزه ذهنيًا.
  3. احرص على جلسات لعب قصيرة يوميًا لتحريك المخيخ وتنمية التنسيق الحركي.
  4. وفّر أماكن عامودية (أرفف، أبراج) لتفعيل دوائر التوازن والاستكشاف.
  5. أجرِ فحوصات بيطرية سنوية للكشف المبكر عن أمراض الشيخوخة العصبية.

10. خلاصة

يختزن دماغ قطّك قدرة معرفية وحسية هائلة تفوق ما يوحي به حجمه الصغير. كل تجربة لعب، وكل مكافأة، وحتى كل جلسة استرخاء على النافذة تترك بصمتها في خلايا دماغه. امنحه التحفيز المناسب، الغذاء المتوازن، والرعاية الصحية المستمرة، وستحصل بالمقابل على رفيق ذكي وسعيد لسنوات طويلة.

المراجع

  1. مركز بحوث الحيوان. “الفهم العلمي لذكاء القطط.” , 2023-01-05. www.animalresearch.org
  2. جمعية رعاية الحيوان. “تعزيز صحة دماغ القطط.” , 2023-03-20. www.animalwelfare.org

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version