هل يمكن للكلاب أن تصاب بنزلات البرد؟ دليل شامل للعناية والوقاية
عندما يبدأ الجو بالبرودة ويُصاب أفراد العائلة بالعطاس والسعال، يتبادر إلى ذهن معظم أصحاب الكلاب سؤال واحد: «هل يمكن لكلبي أن يصاب بالبرد مثلي؟». الإجابة القصيرة هي «نعم ولا» في آنٍ واحد؛ فالكلاب بالفعل تمر بحالات تنفسية تشبه نزلة البرد عند البشر، لكنها غالبًا ما تكون ناتجة عن فيروسات أو بكتيريا مختلفة تمامًا. في هذا الدليل، سنستعرض كل ما تحتاج لمعرفته حول «برد الكلاب»، بدءًا من أهم مسبباته وصولاً إلى أفضل طرق العلاج والوقاية.

ما هي «نزلة البرد» لدى الكلاب؟
مصطلح «نزلة البرد» عند الكلاب هو تعبير عام يُستخدم لوصف مجموعة من الأمراض التنفسية الخفيفة إلى المتوسطة التي تُسبب أعراضًا مشابهة لتلك التي نلاحظها عند البشر. ومع أن الأعراض قد تكون متقاربة، إلا أن العوامل المسببة تختلف؛ إذ إن أنفلونزا البشر أو فيروسات الزكام العادية (مثل Rhinovirus) لا تُصيب الكلاب عادة، والعكس صحيح.
الفيروسات والبكتيريا الأكثر شيوعًا
- فيروس بارا أنفلونزا الكلاب (Canine Parainfluenza Virus).
- فيروس كورونا التنفسي الكلبي (Canine Respiratory Coronavirus).
- فيروس أدينو النوع الثاني (Canine Adenovirus-2).
- أنفلونزا الكلاب (Canine Influenza – السلالتان H3N8 وH3N2).
- البكتيريا Bordetella bronchiseptica، وهي المسبب الرئيس لما يُعرف بالسعال التنفسي أو «سعال الكلاب» (Kennel Cough).
هل تنتقل نزلات البرد بين الإنسان والكلب؟
لا تنتقل نزلات البرد الشائعة من الإنسان إلى الكلب أو العكس. ومع ذلك، فإن الكلاب قد تنقل العدوى إلى بعضها البعض عبر الهواء أو عن طريق مشاركة الأوعية والألعاب، خصوصًا في الأماكن المزدحمة مثل مراكز التدريب أو فنادق الكلاب.
أعراض نزلة البرد عند الكلاب
تتشابه معظم الأعراض مع ما نراه لدى البشر، لكن شدة الأعراض ومدتها قد تختلف باختلاف المسبب وحالة الجهاز المناعي للكلب.
- العطاس المتكرر أو المتقطع.
- سعال جاف أو رطب.
- سيلان الأنف أو إفرازات عينية مائية.
- ارتفاع طفيف في درجة الحرارة (أكثر من 39.2° مئوية).
- الخمول أو قلة النشاط المعتادة.
- نقص الشهية أو الامتناع الجزئي عن الطعام.

متى يجب زيارة الطبيب البيطري؟
معظم نزلات البرد تكون خفيفة وتشفى خلال 7–10 أيام بالرعاية المنزلية. ومع ذلك، عليك التواصل مع الطبيب البيطري فورًا إذا لاحظت أياً مما يلي:
- صعوبة أو سرعة في التنفس.
- استمرار الحمى لأكثر من يومين.
- إفرازات أنفية كثيفة أو خضراء اللون.
- رفض تام للطعام أو الماء لأكثر من 24 ساعة.
- سعال حاد يشبه «صفيرًا» أو يزداد سوءًا بالليل.
- كلاب صغيرة (أقل من 6 أشهر)، مسنّة، أو تعاني أمراضًا مزمنة؛ فهي أكثر عرضة للمضاعفات.
تنويه: قد تتشابه أعراض نزلات البرد مع أمراض خطيرة أخرى مثل التهاب القصبات المعدي أو الالتهاب الرئوي. التشخيص المبكر يُجنب كلبك مضاعفات خطيرة.
كيف يتم تشخيص نزلات البرد في العيادة البيطرية؟
سيبدأ الطبيب البيطري بأخذ تاريخ مرضي شامل وفحص بدني؛ يشمل الاستماع إلى الرئتين والتحقق من حرارة الجسم. في الحالات البسيطة، قد لا تكون هناك حاجة لاختبارات إضافية. أما إذا اشتبه الطبيب في عدوى أكثر خطورة، فقد يوصي بـ:
- صور أشعة (X-ray) للصدر للكشف عن الالتهاب الرئوي.
- اختبارات مسحة أنف أو حلق لتحديد الفيروس أو البكتيريا المسببة.
- تحاليل دم لقياس عدد خلايا الدم البيضاء وتقييم وظائف الأعضاء.
كيف يمكن علاج «برد الكلاب»؟
الرعاية الداعمة في المنزل
يتمحور العلاج حول تخفيف الأعراض ومنع المضاعفات:
- توفير بيئة دافئة خالية من التيارات الهوائية الباردة.
- زيادة الرطوبة في الغرفة باستخدام جهاز بخار أو وضع الكلب في الحمام أثناء تشغيل الماء الساخن لبضع دقائق.
- تقديم مياه نظيفة وطعام طري عالي القيمة الغذائية لتشجيع الكلب على الأكل.
- إضافة ملعقة صغيرة من العسل (للـكلاب البالغة فقط وليس الجراء) لتهدئة الحلق، بعد استشارة الطبيب.
- منح الكلب وقتًا كافيًا للراحة وتجنب التمارين المجهدة.

الأدوية تحت إشراف الطبيب البيطري
لا تُعطى المضادات الحيوية إلا إذا أُثبتت عدوى بكتيرية أو خشي الطبيب من حدوثها. وقد يوصي الطبيب أيضًا بـ:
- مثبطات السعال عند السعال الجاف الشديد.
- أدوية موسعة للقصبات لتحسين التنفس.
- مضادات التهابات غير ستيرويدية لخفض الحمى وتسكين الألم.
تحذير: لا تستخدم أدوية بشرية مثل «باراسيتامول» أو «إيبوبروفين» للكلاب؛ فهي سامة لها.
الوقاية خير من العلاج
التطعيمات الأساسية
يجب أن تكون التطعيمات الدورية جزءًا ثابتًا من جدول العناية بكلبك. لقاحات مثل Bordetella وParainfluenza وCanine Influenza أثبتت فعاليتها في الحد من شدة العدوى أو منعها تمامًا.

العادات اليومية الصحية
- تجنب حدائق الكلاب المكتظة عندما تنتشر عدوى تنفسية في منطقتك.
- تطهير أوعية الطعام والألعاب بانتظام.
- توفير تغذية متوازنة تُعزز الجهاز المناعي.
- تجفيف فراء الكلب جيدًا بعد الاستحمام أو اللعب في المطر.

أسئلة شائعة
هل «برد الكلاب» هو نفسه «سعال الكلاب» (Kennel Cough)؟
السعال التنفسي هو أحد أشكال العدوى التنفسية التي قد تُسببها بكتيريا Bordetella أو عدة فيروسات، ويُعد شكلًا أكثر تحديدًا من «برد الكلاب» العام. السمة المميزة له هي سعال جاف متكرر يشبه «نباحًا» حادًا.
ما المدة التي يبقى فيها الكلب مُعديًا؟
قد ينقل الكلب العدوى إلى غيره لمدة تتراوح بين 5–10 أيام بعد ظهور الأعراض، وقد تطول في بعض الفيروسات مثل أنفلونزا الكلاب. لذلك يُنصح بعزل الكلب عن الآخرين حتى أسبوع بعد اختفاء الأعراض.
كيف أُميز بين نزلة البرد والحساسية؟
الحساسية الموسمية غالبًا ما تُصاحبها حكة جلدية أو لعق الأقدام وإفرازات مائية شفافة، بينما يُظهر «برد الكلاب» أعراضًا تنفسية أوضح مثل السعال والحمى. الفحص البيطري هو الطريقة الأمثل للتمييز.
الخلاصة
نعم، يمكن للكلاب أن تصاب بعدوى تنفسية تشبه نزلات البرد. ولحسن الحظ، تُشفى أغلب الحالات بالرعاية المنزلية والدعم البيطري البسيط. ومع ذلك، يبقى الاكتشاف المبكر وزيارة الطبيب عند ظهور علامات الخطورة هما خط الدفاع الأول لحماية صديقك الوفي. بتطبيق أساليب الوقاية وتحديث التطعيمات، ستضمن لكلبك شتاءً دافئًا وصحيًا.
المعلومات الواردة في هذه المقالة لأغراض توعوية فقط ولا تغني عن استشارة الطبيب البيطري.
المراجع
- مجلة Vet Times. “أعراض نزلة البرد في الكلاب ومتى يجب زيارة الطبيب البيطري.” , 2021-09-01. www.vettimes.co.uk