هل يمكن للقطط أن تأكل طعام الكلاب؟
قد يبدو الأمر عمليًّا أن تُقدِّم لقطتك بعضًا من طعام الكلاب الموجود في المنزل، خاصة إذا كانت القطة تفضّل التطفل على وعاء الكلب بين حين وآخر. لكن هل يناسب هذا الاختيار احتياجات قطتك الغذائية فعلًا؟ في هذا الدليل، نجيب عن هذا السؤال بالتفصيل، ونستكشف الفروق الجوهرية بين غذاء القطط والكلاب، والمخاطر المحتملة، وكيفية حماية صحة قطتك على المدى الطويل.
لماذا تختلف احتياجات القطط عن الكلاب؟
القطط حيوانات لاحمة مُلزمة (Obligate carnivores)، أي أن أجسامها مُصمَّمة للحصول على معظم احتياجاتها الغذائية من البروتين الحيواني. في المقابل، تُعتبر الكلاب قادرة على هضم مزيج من البروتينات والنشويات والدهون، ما يجعلها أقرب إلى الحيوان القارت (Omnivore).
عناصر غذائية أساسية تحتاجها القطط
- البروتين العالي الجودة: يلزم القطط نسبة بروتين أعلى بكثير من الكلاب للحفاظ على كتلتها العضلية وصحة أعضائها.
- التورين (Taurine): حمض أميني لا تستطيع القطة تصنيعه بكميات كافية، ونقصه يؤدي إلى مشاكل في القلب (اعتلال عضلة القلب التوسعي) وضعف في البصر.
- حمض الأراكيدونيك: حمض دهني أساسي ضروري لصحة الجلد ووظائف الأيض.
- فيتامين A جاهز الامتصاص: القطط لا تستطيع تحويل بيتا كاروتين من الخُضر إلى فيتامين A كما تفعل الكلاب.
- النياسين (فيتامين B3): تحتاج القطط كميات أكبر منه للحفاظ على صحة الجلد والأعصاب.
❝ تلبي تركيبة طعام القطط التجاري هذه المتطلبات بدقة، بينما يُصمَّم طعام الكلاب بنسب مختلفة أقل تركيزًا في هذه العناصر ❞

ماذا يحدث إذا أكلت قطتك طعام الكلاب عرضًا؟
لا داعي للذعر إذا أخذت قطتك لقمتين من وعاء الكلب؛ ففي معظم الحالات لن يُلحق ذلك ضررًا فوريًّا. ومع ذلك، انتبِه للأعراض الآتية خلال 24 ساعة:
- قيء أو إسهال خفيف
- انتفاخ أو غازات
- خمول غير معتاد
إذا استمر التقيؤ أو الإسهال لأكثر من يوم، أو ظهرت علامات ألم بطني، فاتصل بالطبيب البيطري.

المخاطر طويلة المدى لإطعام القطط طعام الكلاب
الاعتماد المستمر على طعام الكلاب يؤدي إلى سوء تغذية مزمن عند القطط، ويتجلى في:
- أمراض القلب: نتيجة نقص التورين.
- مشاكل شبكية العين: قد تصل إلى العمى الجزئي.
- مشاكل جلدية وتساقط الشعر: بسبب نقص الأحماض الدهنية الأساسية.
- ضعف مناعة وسوء التئام الجروح: جراء نقص الفيتامينات.
- السِمنة: لأن بعض أطعمة الكلاب تحتوي سعرات أكثر مع نسبة بروتين أقل، ما يخلّ بتوازن طاقة القطة.
حالات خاصة أكثر خطورة
يُعد تقديم طعام الكلاب خطرًا مضاعفًا على:
- القطط الصغيرة (القطط دون 12 شهرًا): لأنها في مرحلة نمو حرِجة.
- القطط الحوامل أو المُرضعات: إذ تزداد حاجتها إلى البروتين والطاقة.
- القطط المصابة بأمراض مزمنة: مثل السكري أو أمراض الكلى، حيث يتطلب الأمر نظامًا غذائيًا مُخصصًا.

كيف تمنع قطتك من سرقة طعام الكلاب؟
في أغلب المنازل التي يعيش فيها قط وكلب معًا، يحدث أن يجرب كل منهما طعام الآخر. إليك استراتيجيات وقائية فعالة:
فصل مناطق الإطعام
- ضع أوعية القطط على سطح مرتفع لا تستطيع الكلاب الوصول إليه.
- استخدم بوابات أمان أو أبوابًا صغيرة تسمح بمرور القطط فقط.
التغذية المُحَدَّدة بالوقت
قدم وجبات في أوقات منتظمة بدلًا من ترك الطعام طوال اليوم. هذا يساعد كلبك وقطك على إنهاء وجبتهما في وقت واحد دون تبادل الأوعية.
الأوعية الذكية
هناك أوعية تعمل بتقنية RFID تفتح بغطاء مبرمج لرقاقة القطة فقط، ما يمنع وصول الكلب إليها.
بدائل آمنة إذا نفد طعام القطط فجأة
إن حدث طارئ ولم تجد طعام القطط في المنزل، يمكنك مؤقتًا:
- تقديم دجاج مسلوق خالٍ من التوابل، مقطّع إلى قطع صغيرة.
- استعمال طعام أطفال بنكهة اللحم بشرط عدم احتوائه على بصل أو ثوم.
- طلب عبوة صغيرة من أقرب متجر أو عيادة بيطرية بأسرع وقت ممكن.
لكن هذه حلول قصيرة الأجل لا تُغني عن طعام القطط المُصمَّم خصيصًا لاحتياجاتها.
متى تزور الطبيب البيطري؟
استشر الطبيب البيطري في الحالات الآتية:
- إذا كانت قطتك تعتمد على طعام الكلاب لأكثر من 48 ساعة.
- ظهور أعراض هضمية حادة أو مستمرة.
- علامات نقص غذائي مثل فقدان الوزن، بهتان الفراء، أو ضعف عام.
المراجع
- د. ساندرا ماكوني. “أهمية البروتين في غذاء القطط.” , 2023-03-05. www.felineliving.net