مقدمة
كم مرة وجدت قطك يجلس إلى جانب مزهرية مكسورة بنظرات «تبدو» وكأنها اعتذار؟ يتساءل العديد من مُربي القطط عمّا إذا كانت هذه الكائنات الرشيقة تشعر حقاً بالذنب أو الندم كما نفعل نحن. في هذا المقال، نستكشف ما يقوله العلم حول مشاعر القطط، وكيف يمكن فهم سلوكها بشكل أفضل لتحسين علاقتك بها.
ما هو الشعور بالذنب؟
الذنب والندم يُصنَّفان ضمن ما يُعرف بـ«المشاعر الأخلاقية»، أي المشاعر التي تتطلّب قدراً من الوعي بالذات وقدرة على تقييم التصرفات وفق معايير اجتماعية. بالنسبة للبشر، يرتبط الذنب عادةً بخرق قاعدة أخلاقية، بينما يرتبط الندم بالحزن على نتائج الفعل.
الفروق بين الذنب والندم
- الذنب: إدراك أن سلوكاً ما كان خاطئاً أو مؤذياً للآخرين.
- الندم: الشعور بالحزن لأن نتائج الفعل كانت سلبية، حتى لو لم تخالف قاعدة أخلاقية.
علامات السلوك التي يفسرها البشر على أنها ذنب
غالباً ما نُسقط مفاهيمنا البشرية على سلوك القطط. هذه بعض التصرفات الشائعة التي نربطها بالذنب:
- انحناء الجسم وانكماشه أرضاً
- خفض الذيل أو لفّه حول الجسم
- اتساع حدقتَي العينين مع تجنّب التواصل البصري
- تسطح الأذنين للخلف
- الاختباء أو التراجع إلى زاوية بعيدة

كيف يفسر العلم هذه التصرفات؟
تشير الأبحاث إلى أنّ القطط لا تمتلك المستوى المعرفي المطلوب للشعور بالذنب أو الندم كما نختبرهما نحن. ما يبدو كـ«نظرة مذنبة» هو في الواقع استجابة توتر أو خوف، تستند إلى لغتك الجسدية ونبرة صوتك بعد وقوع «الحادثة».
«تتعلّم القطط عبر التعلّم الترابطي، أي ربط حدثٍ ما بنتيجة سلبية أو إيجابية، دون إدراك أخلاقي للفعل بحدّ ذاته.»
التعلّم الترابطي مقابل الوعي الأخلاقي
عندما يدفع قطك شيئاً عن المنضدة ثم يختبئ، فهو غالباً يربط تعبير وجهك أو نبرة صوتك غير السارة بالحدث، فيتوقّع عقاباً أو صوتاً مزعجاً. هذه استجابة بقاء بحتة ولا تتضمّن شعوراً داخلياً بالخطأ.
لماذا يبدو القط “مذنباً” بعد كسر غرض ما؟
لغة جسدك الغاضبة—تقطيب الجبين، الصوت المرتفع، وضع اليدين على الخصر—كلها إشارات يلتقطها القط ويفسّرها على أنها تهديد محتمل. النتيجة؟ سلوك تهدئة أو فرار لتجنب العقاب.

استراتيجيات فعّالة لتعديل سلوك القطط
1. التعزيز الإيجابي
كافئ قطك عند القيام بالسلوك الصحيح. استخدم المكافآت الغذائية أو اللعب مع كلمة تشجيعية ثابتة. يمكن لتدريب الكليكر أن يحوّل جلسات التدريب إلى لعبة ممتعة.

2. إغناء البيئة
- توفير أشجار وأرفف مرتفعة تسهّل التسلق والمراقبة.
- وضع خدّاشات على مقربة من أماكن الراحة.
- تدوير الألعاب التفاعلية لمنع الملل.

3. تجنّب العقاب
العقاب الجسدي أو الصراخ قد يزيد من مشكلات السلوك ويقوّض الثقة بينك وبين قطك. بدلاً من ذلك، أعد توجيه الطاقة السلوكية نحو نشاط مسموح.
4. تلبية الاحتياجات الأساسية
احرص على وجود صندوق رمل نظيف في مكان هادئ، ومصادر مياه متعددة، وأماكن اختباء آمنة. بيئة مريحة تقلّل السلوكيات المزعجة أساساً.
متى تطلب مساعدة اختصاصي السلوك أو الطبيب البيطري؟
إذا ظهرت علامات قلق مفرط، تبول خارج صندوق الرمل، أو عدوانية مفاجئة، فقد يعود الأمر إلى مشكلة صحية أو نفسية تستلزم تقييماً متخصصاً.
الخلاصة
لا تشعر القطط بالذنب أو الندم بالمعنى الإنساني، بل تتفاعل مع إشاراتنا وردود أفعالنا. بفهم آلية التعلم الترابطي واستخدام التعزيز الإيجابي وإغناء البيئة، يمكنك تقليل السلوكيات غير المرغوبة وتعزيز علاقة صحية مبنية على الثقة مع قطك.
المراجع
- د. مارك جونز. “القضاء على سلوكيات القطط غير المرغوبة.” , 2021-01-14. www.veterinarypartner.com