هل تشعر القطط بالحرج حقًا؟ فهم سلوك قطتك بعد السقوط
مشهد سقوط قطة عن الطاولة أو فشلها في القفز كما خططت غالبًا ما يتحول إلى مقطع فيديو ينتشر بسرعة على وسائل التواصل الاجتماعي، فنحن البشر نستمتع بتلك اللحظات التي تبدو فيها القطط “محرجة” ثم تُسرع إلى لعق فرائها أو الهرب بعيدًا. لكن، هل تشعر القطط بالحرج فعلًا؟ أم أننا نسقط مشاعرنا البشرية على سلوكياتها؟ هذا ما سنستكشفه في هذا المقال.
لماذا نعتقد أن القطط تشعر بالحرج؟
يُطلق على تفسير سلوك الحيوانات بمفاهيم بشرية اسم التشخيص الإنساني (Anthropomorphism). فنحن نميل إلى ربط التصرّف غير المتوقع (مثل التعثر) بمشاعر نعرفها في أنفسنا (كالحرج)، خصوصًا عندما يظهر الحيوان سلوكًا لاحقًا يبدو وكأنه محاولة لتغطية الموقف.
تقول الطبيبة البيطرية السلوكية د. كاثرين هوفمان: “حتى الآن، لا يوجد دليل علمي يؤكد أن القطط تمتلك مفهومًا ذاتيًا أو وعيًا اجتماعيًا يجعلها تشعر بالحرج كما نشعر نحن”.
المشاعر الأولية مقابل المشاعر الثانوية
لفهم الأمر، من المهم التمييز بين نوعين من المشاعر:
- المشاعر الأولية: الخوف، الفرح، الغضب، الاشمئزاز. هذه المشاعر أساسية وتشترك فيها عدة أنواع من الثدييات.
- المشاعر الثانوية: الإحراج، الذنب، الخزي، الفخر. تتطلّب هذه المشاعر مستوى أعلى من الوعي الاجتماعي وتقييم الذات أمام الآخرين.
يشير معظم الخبراء إلى أن القطط تمتلك المشاعر الأولية، لكنهم غير متأكدين من قدرتها على اختبار المشاعر الثانوية كالإحراج.
التفسير العلمي لسلوك القطة بعد التعثّر
هناك سلوكان شائعان بعد تعثر القطة:
1. اللعق المفاجئ
قد تبدأ القطة فجأة في لعق نفسها، وغالبًا ما يُفسير هذا على أنه محاولة لصرف انتباه الجمهور عن الموقف المحرج. إلا أن التفسير العلمي يشير إلى أن اللعق سلوك مهدِّئ يساعد على إفراز الإندورفين ويقلل من التوتر.
2. الفرار للاختباء
تهرب بعض القطط بسرعة إلى مكان آمن بعد وقوعها، وهو رد فعل طبيعي لأي حيوان شعر بالخطر. السقوط أو الانزلاق يُمكن أن يثير استجابة الخوف، فتبحث القطة عن مكان تشعر فيه بالأمان لإعادة تقييم الموقف.
علامات التوتر والقلق لدى القطط
مهما كان السبب، يجب الانتباه إلى لغة جسد قطتك لمعرفة ما إذا كانت تشعر بالتوتر:
- الأذنان للخلف أو للأسفل
- اتساع حدقة العين
- اهتزاز الذيل أو التفافه حول الجسد
- انخفاض الجسم أو استعداد القطة للاندفاع
متى يصبح الأمر مدعاة للقلق؟
إذا تكررت حوادث السقوط أو بدت القطة أقل رشاقة من المعتاد، فقد يشير ذلك إلى:
- مشكلات صحية: مثل التهاب المفاصل، السِّمنة، مشكلات في الرؤية أو اضطرابات عصبية.
- بيئة منزلية غير آمنة: أسطح زلِقة أو أرفف عالية من دون مسارات نزول ثابتة.
في هذه الحالات، استشر الطبيب البيطري لإجراء فحص شامل.
كيف تساعد قطتك على الشعور بالأمان بعد السقوط؟
- تجاهل الموقف: لا تضحك بصوت عالٍ أو تركض خلف القطة، فهذا قد يزيد توترها.
- توفير ممرات آمنة: ضع سجادًا مضادًا للانزلاق وسلّمًا صغيرًا أو منصّات للوصول إلى الأماكن المرتفعة.
- تعزيز الثقة: استخدم الألعاب التفاعلية ومكافآت الطعام لتشجيع القطة على الحركة بحرية.
- تهيئة أماكن للاختباء: الصناديق والكهوف القماشية تساعد القطة على الهدوء عندما تشعر بالخوف.
خلاصة القول
قد تبدو سلوكيات قطتك بعد السقوط شبيهة برد فعل الإنسان الخجول، لكن الأدلة العلمية تشير إلى أن القطط على الأرجح لا تختبر “الحرج” كما نعرفه. ما نراه هو استجابات طبيعية للتوتر أو الخوف. بدعمك وتهيئة بيئة آمنة، ستستعيد قطتك ثقتها ورشاقتها بسرعة.
آخر تحديث للمقال:
المراجع
- د. كاثرين هوفمان. “لماذا تهبط القطط بسلام عند السقوط من أماكن مرتفعة؟.” , 2024-06-25. www.dw.com
