هل تحتاج القطط إلى الألياف في نظامها الغذائي؟ دليل شامل لكل مربي

تشتهر القطط بكونها حيوانات لاحمة؛ فتركيبة أسنانها وجهازها الهضمي صُمِّمت لهضم البروتينات والدهون الحيوانية بالدرجة الأولى. ومع ذلك، بدأت معظم الأنظمة الغذائية التجارية الحديثة بإدخال الألياف إلى تركيبتها، مما يطرح السؤال التالي: هل الألياف مفيدة حقًا لقطتك أم أنها مجرد حشو غذائي؟ في هذا المقال سنستكشف جميع جوانب الألياف للقطط، أنواعها، فوائدها، الكمية الموصى بها، ومتى يجب الرجوع إلى الطبيب البيطري.
ما هي الألياف؟
الألياف هي نوع من الكربوهيدرات المعقدة لا يستطيع جسم القط تكسيرها أو امتصاصها بالكامل مثل البروتينات والدهون. تمر الألياف نسبيًّا دون هضم عبر القناة الهضمية، لكنها تساهم في صحة الجهاز الهضمي بطرق متعددة بحسب نوعها:
- ألياف قابلة للذوبان: تمتص الماء لتكوّن مادة هلاميّة تساعد في تليين البراز وتغذية البكتيريا النافعة.
- ألياف غير قابلة للذوبان: تضيف كتلة للبراز وتحفّز حركة الأمعاء، ما يُسهل الإخراج ويمنع الإمساك.
هل تحتاج القطط إلى الألياف؟
النظام الغذائي الطبيعي للقطط
في البرية، تتغذى القطط أساسًا على فرائس صغيرة تحتوي على نسبة منخفضة جدًّا من الألياف (عادة أقل من 2%). لذلك لا تُعد الألياف عنصرًا «أساسيًّا» في قوائم الاحتياجات الغذائية للقطط مثل البروتين الحيواني والتورين.
متى تصبح الألياف ضرورية؟
يدخل دور الألياف حين تواجه القطة مشكلات صحية محدّدة أو تعيش في بيئة داخلية ذات نشاط بدني محدود. وهنا قد يُوصي الطبيب البيطري بزيادة كمية الألياف لدعم الهضم أو التحكم في الوزن.

فوائد الألياف للقطط
- إدارة الوزن: تضيف الألياف حجمًا للطعام من دون رفع السعرات الحرارية كثيرًا، ما يساعد القطة على الشعور بالشبع لفترة أطول.
- تقليل كرات الشعر: تربط الألياف الشعر المبتلَع وتساعده على المرور عبر الأمعاء بدلًا من تكوين كرة شعر قد تتقيؤها القطة.
- معالجة الإمساك أو الإسهال: تعمل الألياف القابلة للذوبان على امتصاص الماء في حالة الإسهال، بينما تضيف الألياف غير القابلة للذوبان كتلة للبراز في حالة الإمساك.
- دعم الميكروبيوم: تُعد بعض الألياف بريبايوتك تغذي البكتيريا المفيدة في الأمعاء، ما يُحسّن صحة الجهاز المناعي.

أنواع الألياف الأكثر شيوعًا في طعام القطط
ألياف قابلة للذوبان
تشمل صمغ الغوار، إينولين جذور الهندباء، وقشور السيليوم. تمتاز بقدرتها على امتصاص الماء وتكوين مادة هلاميّة تُبطئ تفريغ المعدة وتُغذي البكتيريا النافعة.
ألياف غير قابلة للذوبان
مثل لبّ البنجر المجفَّف، نخالة القمح، وقشر الفول السوداني. دورها الرئيس هو إضافة كتلة للبراز وتحفيز حركة الأمعاء.
مصادر طبيعية وآمنة لإضافة الألياف
- لبّ البنجر (ظاهر غالبًا في ملصقات الطعام كـ «Beet Pulp»).
- قشور السيليوم (Psyllium Husk).
- الشوفان المطهو جيدًا.
- اليقطين المهروس على البخار (خالي من السكّر والملح).
- كميات صغيرة من الكوسة أو الجزر المسلوق.

الكمية الموصى بها من الألياف
تتراوح نسبة الألياف المثالية لمعظم القطط بين 2–5% من المادة الجافة للطعام. قد ترتفع النسبة إلى 8–10% في الأنظمة العلاجية المخصّصة للسمنة أو مشاكل الأمعاء، لكن ينبغي أن يكون ذلك تحت إشراف بيطري.
تحذير: الإفراط في الألياف قد يقلل امتصاص البروتينات والمعادن الأساسية، وبالتالي يؤثر في نمو القطط الصغيرة وصحة القطط الكبيرة.
علامات نقص أو زيادة الألياف
نقص الألياف: إمساك متكرر، تكوّن كرات شعر، زيادة وزن.
زيادة الألياف: براز رخو أو رائحة قوية، غازات، فقدان وزن سريع أو شهية منخفضة.
كيفية اختيار طعام قطط غني بالألياف
- ابحث عن ختم الجودة أو نص يفيد بأن الطعام «متكامل ومتوازن» وفق معايير AAFCO.
- تأكّد من أن مصدر الألياف مذكور بالاسم (مثل Beet Pulp أو Psyllium) وليس مجرد «منتجات نباتية» مبهمة.
- تجنّب وصفات تعتمد على الذرة والقمح فقط كحشوات؛ فهي أقل نفعًا وأكثر احتمالًا لإثارة الحساسية.
- اختر طعامًا غنيًّا بالبروتين الحيواني حتى لا ينخفض محتواه عند رفع الألياف.

متى يجب استشارة الطبيب البيطري؟
إذا لاحظت تغيّرًا مفاجئًا في عادات التغوط، أو فقدان وزن غير مبرَّر، أو تقيؤ كرات شعر متكرر، أو أي علامة تعب عام، فحدّد موعدًا مع الطبيب البيطري. قد تحتاج القطة إلى نظام غذائي طبي أو مكملات ألياف محدّدة بجرعات مدروسة.
أسئلة شائعة
هل يمكنني إضافة خس أو سبانخ نيئة؟
لا يُنصح عادةً بإعطاء خضروات نيئة للقطط لأنها عسيرة الهضم وربما تحتوي على مبيدات أو بكتيريا. إذا رغبت، قدّمها مطهوةً على البخار وبكميات قليلة.
هل الألياف مناسبة لكل القطط؟
القطط التي تعاني أمراض معدية معوية مزمنة، أو التهاب أمعاء، أو قصور بنكرياس قد تستفيد ولكن يجب ضبط الجرعة. القطط الصغيرة جدًا أو القطط التي تعاني سوء تغذية حاد قد تتضرر من كمية ألياف مرتفعة.
هل يحتاج القطط الصغيرة إلى ألياف إضافية؟
عمومًا لا، فتركيز النمو لدى القطط الصغيرة يكون على البروتين والسعرات الحرارية العالية. لا تضف أليافًا إلا إذا أوصى الطبيب البيطري بذلك.
الخلاصة
الألياف ليست مكوّنًا أساسيًّا لجميع القطط، لكنها قد تقدّم فوائد مميزة في مواقف محدّدة مثل التحكم في الوزن، وكبح كرات الشعر، ومعالجة اضطرابات الهضم. التوازن هو المفتاح؛ وفّر لقطة المنزلية طعامًا غنيًّا بالبروتين الحيواني مع نسبة ألياف معتدلة، واستشر طبيبك البيطري قبل أي تعديل جذري في النظام الغذائي.
المراجع
- جون د. سميث. “دور الألياف في نظام غذائي قطتك..” , 2021-03-15. www.veterinarypartner.com