هل تتعرّق القطط؟ دليل شامل لفهم آليات التبريد وحماية صديقك الوَفِيّ من ضربة الحر
مع بداية أيام الصيف الحارّة، يبدأ معظم مُربِّي القطط في ملاحظة سلوكيات غريبة مثل ترك القطط لبصمات رطبة على الأرض أو إصدار لهاث خفيف. قد تتساءل: «هل القطط تتعرّق فعلًا مثل البشر؟» في هذا الدليل الشامل سنستعرض كل ما تحتاج إلى معرفته عن آليات تكيُّف القطط مع الحرارة وكيفية حمايتها من ضربة الحر.
هل تمتلك القطط غددًا عرقية مثل البشر؟
تُوجَد للقطط غدد عرقية، ولكنها لا تنتشر في كامل الجلد كما هو الحال لدى البشر. تتمركز هذه الغدد بشكل أساسي في:
- – وهي أكثر الأماكن وضوحًا، ويمكن ملاحظة آثار العرق عليها عندما تمشي القطة على سطح أملس.
- منطقة الأنف والشفتين – تفرز كمية ضئيلة تساعد على ترطيب الأنف وحاسة الشم.
- حول فتحة الشرج وبعض الغدد الزهمية – لكنها لا تُسهِم كثيرًا في تبريد الجسم.

نظرًا لمحدودية هذه الغدد، لا تستطيع القطة الاعتماد على التعرّق وحده لتبريد جسدها، لذا طوّرت آليات أخرى أكثر فاعلية.
كيف تخفّض القطط حرارة أجسامها؟
اللعق وتنظيف الفراء
تبدأ القطة بلعق فرائها عندما تشعر بالحرارة. يعمل اللعاب على تبريد الجسم عن طريق التبخر، تمامًا كما يفعل العرق لدى البشر. هذه العملية فعّالة للغاية لأن الفراء يمتص اللعاب ويمنح وقتًا أطول للتبخر، ما يساعد على سحب الحرارة من الجلد.

اللهث
على عكس الكلاب، لا تلجأ القطط للهث كثيرًا. ولكن عندما ترتفع درجة حرارتها بشكل كبير أو تكون متوترة، تفتح فمها وتتنفس بسرعة لطرد الهواء الساخن واستبداله بهواء أبرد، ما يساهم في تبريد الدم في الأوعية القريبة من الفم واللسان.

تمدّد الأوعية الدموية
عند ارتفاع الحرارة، تتمدّد الأوعية الدموية تحت جلد القطة، خصوصًا في الأذنين والوجه، لتقترب من السطح مما يسمح بتبديد الحرارة بشكل أسرع.
تغيير السلوك
القطط بارعة في البحث عن البيئات الأكثر برودة؛ ستجدها تتمدد على أرضية بلاط بارد، تختبئ تحت الأثاث، أو تنام بجانب مصدر تيار هواء.

متى يصبح ارتفاع الحرارة خطيرًا؟
عندما تتجاوز درجة حرارة الجسم الطبيعية (38 – 39 °م)، تبدأ علامات الإجهاد الحراري في الظهور. إذا لم تتم معالجتها فورًا، قد تتحول إلى ضربة حر، وهي حالة طبية طارئة.
- لهاث مفرط ومستمر.
- سيلان لعاب كثيف أو زبد.
- لثة حمراء داكنة أو شاحبة.
- ترنح أو ضعف عام.
- قيء أو إسهال.
- فقدان الوعي في الحالات الشديدة.
إذا ظهرت أي من العلامات أعلاه، فرطِّب فراء القطة بماء فاتر (ليس باردًا جدًا) واتجه إلى الطبيب البيطري فورًا.
نصائح للحفاظ على برودة قطك في الأيام الحارة
- وفر ماءً نظيفًا وباردًا في أوعية متعددة، وأضف مكعبات ثلج عند الحاجة.
- أبقِ المنزل جيد التهوية باستخدام مراوح أو مكيّف، مع ترك نوافذ آمنة للسماح بتجدد الهواء.
- استخدم ألواح تبريد أو منشفة مبللة ليتمدد عليها قطك.
- أمشط فراء القطة بانتظام لإزالة الشعر المتساقط ومنع تكدسه.
- أبقِ القطط داخل المنزل خلال ذروة الحر (12 ظهرًا – 4 مساءً).
- لا تترك القطة وحدها في سيارة مغلقة مطلقًا، ولو لدقائق.
- اعرض عليها مكعبات ثلج صغيرة للَّعِب أو العض؛ تساعد على الترطيب والتسلية معًا.
متى يجب زيارة الطبيب البيطري؟
إذا لاحظت ارتفاع حرارة الجسم (> 39.5°م)، لهاثًا غير معتاد، خمولًا شديدًا، أو أي علامة من علامات ضربة الحر، توجَّه فورًا إلى العيادة البيطرية. التشخيص المبكر والعلاج السريع يمكن أن ينقذا حياة قطك.

في النهاية، تفهمُ آليات التبريد الطبيعية لدى القطط يمكِّنك من تقديم بيئة آمنة ومريحة في الأيام الحارة. باتباع النصائح المذكورة ومراقبة العلامات التحذيرية، ستضمن لصديقك الوفي صيفًا آمنًا وخاليًا من المتاعب.
المراجع
- مؤسسة الرفق بالحيوان الأمريكية. “دليل رعاية القطط في الطقس الحار.” , 2021-04-12. www.hsa.org