
مقدمة
إذا كنت تستيقظ كل ليلة على صوت قطتك وهي تركض في أرجاء المنزل أو تطلب الطعام في ساعات الفجر الأولى، فربما تتساءل: هل القطط حقاً حيوانات ليلية تعشق الظلام؟ في هذا المقال سنغوص أعمق في إيقاع النوم والنشاط لدى القطط المنزلية، ونوضح الفروق بين السلوك الطبيعي والمسائل الصحية، مع نصائح عملية لمساعدة قطتك – ومساعدتك أنت أيضاً – على الاستمتاع بليالٍ هادئة.
ما المقصود بأن يكون الحيوان ليلياً أو نهارياً أو شفقياً؟
الحيوان الليلي هو الذي يبلغ ذروة نشاطه بعد غروب الشمس وحتى شروقها، بينما يكون الحيوان النهاري أكثر نشاطاً خلال ساعات النهار. أما الحيوان الشفقي (الحضيضي) فينشط عند الفجر والغسق، مستفيداً من الضوء الخافت لتفادي المفترسات والصيد بكفاءة أكبر.

كيف ينطبق ذلك على القطط البرية؟
أسلاف قططنا المنزلية – مثل القط البري الإفريقي – عاشت في بيئات حارّة ومتنوعة، ما جعل النشاط عند الفجر والغسق استراتيجية مثالية لتجنّب حرارة النهار والصيد في أوقات ذروة حركة الفرائس الصغيرة. هذا الإرث التطوري لا يزال يؤثر في روتين قطتك المنزلية اليوم.
هل القطط المنزلية ليلية فعلاً؟ الحقيقة العلمية
غالباً ما يصف الناس القطط بأنها ليلية، لكن الأصح علمياً أنها حيوانات شفقيّة. فهي تميل إلى اللعب والصيد في ساعات الصباح الباكر وعند الغروب، إلا أنّها قادرة على تعديل جدولها لتتوافق مع مواعيد أصحابها إذا وفَّرنا البيئة المناسبة.

تستطيع القطة المتوسطة النوم ما بين 12 و 16 ساعة يومياً، وقد يصل هذا الرقم إلى 20 ساعة لدى القطط الصغيرة أو الكبيرة في السن.
لماذا تنشط القطط ليلاً؟
- غريزة الصيد: تحفِّز الفريسة الصغيرة مثل القوارض والطيور نشاط القط في أوقات الشفق، ما يجعله أكثر حيوية في لحظات يبدو فيها المنزل ساكناً.
- الملل أو قلة التحفيز: قطة تمضي يومها في النوم دون ألعاب أو تفاعل ستبحث عن الإثارة بعد منتصف الليل.
- مواعيد الوجبات غير المنتظمة: إذا اعتادت القطة الحصول على الطعام عند الفجر، فسوف توقظك كل يوم لتذكيرك.
- مشكلات صحية: فرط نشاط الغدة الدرقية، الألم، أو حتى التدهور الإدراكي لدى القطط المسنّة يمكن أن يزيد من نشاطها الليلي أو موائها المتكرر.
كيف أساعد قطتي على النوم أثناء الليل؟ 7 خطوات عملية
- جلسة لعب مكثّف قبل النوم
استخدم لعبة عصا الريش أو مؤشر الليزر لإشباع غريزة الصيد لدى قطتك. عندما تتعب، قدّم لها وجبة خفيفة من الطعام الرطب الغني بالبروتين.
- ضبط مواعيد الوجبات
قدِّم الوجبة الرئيسية قبل ساعة من النوم. يمكن استخدام موزّع طعام آلي ليقدّم وجبة صغيرة عند الفجر حتى لا تلجأ القطة لإيقاظك.
- توفير بيئة غنية خلال النهار
أضف أبراج تسلّق، أرفف مرتفعة، وألعاب ألغاز (Puzzle Feeders) لإشغال قطتك واستنزاف طاقتها في ساعات النهار.
- تجاهل السلوك غير المرغوب
فتح الباب أو تقديم الطعام فور مواء القطة في الليل يعزز هذا السلوك. التزم بالتجاهل الكامل حتى لا تربط القطة مواءها بالاهتمام الفوري.
- فحص طبي دوري
إذا صاحب النشاط الليلي فقدان وزن، تغير في الشهية، أو مواء مفرط، استشر الطبيب البيطري لاستبعاد فرط نشاط الغدة الدرقية أو الألم.
- إطفاء الأنوار تدريجياً
استخدم إضاءة خفيفة (Night Light) بالقرب من وعاء الماء وصندوق الفضلات، مما يساعد القطة على التنقل دون الحاجة لطلب مرافقتك.
- تخصيص مساحة للنوم
ضع سريراً مريحاً للقط في غرفة هادئة، أو اسمح له بالدخول إلى غرفة نومك إذا كان هادئاً. قطط كثيرة تهدأ عندما تنام بجوار صاحبها.
متى يجب القلق واستشارة الطبيب البيطري؟
إن لاحظت تغيراً فجائياً في روتين قطتك، أو إذا تزامن النشاط الليلي مع أعراض أخرى مثل الإسهال، العطش الزائد أو العرج، فلا تتردد في طلب الاستشارة البيطرية. التشخيص المبكر يحمي القطة من تفاقم المشكلات الصحية ويساعدك على ضبط سلوكها بشكل أسرع.
الخلاصة
قد تكون القطط بطبيعتها حيوانات شفقيّة، لكنها تتعلّم بسرعة وتتكيف مع جداول أصحابها عند توفير التحفيز المناسب ونهج ثابت في التغذية والتفاعل. باتباع النصائح الواردة أعلاه، يمكنك تحويل ساعات الليل إلى وقت هادئ لك ولصديقك المكسو بالفرو.