نوكارديا القطط: كل ما يجب أن تعرفه عن هذا الالتهاب البكتيري النادر وكيفية إنقاذ قطك
إذا لاحظت أن قطك يعاني من صعوبة في التنفس، أو من جروح جلدية لا تلتئم، فقد يكون مصابًا بعدوى بكتيرية نادرة تُسمّى النوكارديا. في هذا الدليل الشامل ستتعرّف على كل ما تحتاج معرفته عن المرض بدءًا من طرق العدوى وصولًا إلى التشخيص والعلاج وخطوات الوقاية.

نظرة سريعة على نوكارديا القطط
- النوع المسبب: بكتيريا Nocardia spp. خيطية ضعيفة الحمض-مقاومة.
- أماكن التواجد: التربة، المخلفات العضوية، الماء الملوث.
- طرق العدوى: استنشاق، ابتلاع، أو تلوث الجروح المفتوحة.
- الأشكال السريرية: جلدية/تحت جلدية، صدرية (رئوية)، منتشرة (جهازية).
- القطط الأكثر عرضة: قطط ضعيفة المناعة (FIV، FeLV، علاجات ستيرويدية طويلة).
ما هي النوكارديا؟
النوكارديا جنس من البكتيريا الهوائية يتكوّن من خيوط متفرعة تشبه الفطريات تحت المجهر. تمتلك هذه البكتيريا جدارًا خلوياً يجعلها ضعيفة الحمض-مقاومة، ما يعني أنها تقاوم بعض صبغات المعمل التقليدية. وبالرغم من أنها تعيش بصورة طبيعية في البيئة، إلّا أنها قد تُسبّب عدوى خطيرة عندما تدخل جسم القط، خصوصًا إذا كان جهازه المناعي مثبطًا.
كيف تُصاب القطط بالنوكارديا؟
تدخل البكتيريا إلى جسم القط عبر ثلاث بوابات رئيسية:
- الاستنشاق: استنشاق غبار أو تربة ملوثة قد يؤدي إلى التهاب رئوي نوكارديوسي.
- ابتلاع: قد تنتقل البكتيريا عبر تناول طعام أو ماء ملوثين، أو أثناء تنظيف القط لفرائه الملوث بالتربة.
- الجروح المفتوحة: يخترق Nocardia الجلد عبر الجروح والخدوش، مسبّبًا خراجات وأنفاقًا جلدية.

عوامل الخطر
- العدوى الفيروسية مثل فيروس نقص المناعة القططي (FIV) أو فيروس اللوكيميا (FeLV).
- العلاج بالكورتيكوستيرويدات أو مثبطات المناعة الأخرى.
- القطط الضالة أو التي تعيش في الهواء الطلق أغلب الوقت.
- العمر الصغير أو الكبير جدًا.
الأعراض والعلامات السريرية
تختلف الأعراض حسب العضو المصاب، وقد تظهر مجتمعة إذا انتشرت العدوى إلى أكثر من جهاز:
1. أعراض الجهاز التنفسي
- سعال متكرر أو صفير.
- صعوبة أو سرعة في التنفس (لهاث، تنفس بفم مفتوح).
- إفرازات أنفية قيحية أو دموية.
- خمول وفقدان شهية مصحوب بحُمّى.

2. أعراض الجلد والأنسجة الرخوة
- عُقَد أو خراجات تحت الجلد تتسرب منها سوائل كثيفة تشبه “معجون الأسنان”.
- قُرح لا تلتئم رغم العلاج التقليدي.
- تورم وألم موضعي في الأطراف أو حول الجروح.

3. أعراض الانتشار الجهازي
- ترنّح أو تشنجات إذا وصلت العدوى إلى الجهاز العصبي المركزي.
- انتفاخ بطن أو تجمع سائل في الصدر (انصباب جنبي).
- فقدان وزن ملحوظ وجفاف.
متى يجب زيارة الطبيب البيطري؟
يُنصح بطلب الرعاية البيطرية فورًا إذا لاحظت أيًا مما يلي:
- ضيق تنفس مفاجئ أو تفاقم سريع في السعال.
- جروح جلدية تتفاقم أو لا تستجيب للمضادات الحيوية القياسية.
- ارتفاع درجة حرارة مستمر رغم العلاج.
- علامات عصبية غير مفسّرة مثل الدخول في نوبات أو فقدان التوازن.

كيف يُشخِّص الأطباء البيطريون نوكارديا القطط؟
التشخيص يتطلب دمج الفحص السريري مع فحوص مخبرية وتصويرية:
- فحص سائل أو نسيج مُصَاب: تُظهر اللطاخة البكتيريا المتفرعة جزئيًا الحمض-مقاومة.
- زراعة مخبرية: تؤكد وجود Nocardia وتُحدد حساسيتها للمضادات الحيوية (قد تستغرق 5–7 أيام).
- اختبارات الدم: ارتفاع الكريات البيضاء والبروتينات الالتهابية.
- الأشعة السينية أو المقطعية: تُظهر عقيدات رئوية، انصبابًا صدريًا، أو تكلسات نسيجية.
- الخزعة الجراحية: تُستخدم عند الاشتباه في أورام أو عدوى فطرية مشابهة.
خيارات العلاج
يتطلب علاج النوكارديا مزيجًا من المضادات الحيوية طويلة الأمد والتدخل الجراحي عند الحاجة:
1. المضادات الحيوية طويلة الأمد
العقار القياسي هو ترايميثوبريم-سلفاميثوكسازول (TMP-SMX) بجرعات عالية. في حالة الحساسية أو المقاومة تُستخدم خيارات بديلة مثل:
- دوكسيسيكلين أو مينوسيكلين.
- أموكسيسيلين-كلافولانات.
- أميكاسين (يُعطى بجرعات محكومة لتفادي سمية الكُلى).
قد يمتد العلاج من 6 إلى 12 شهرًا، ويجب الاستمرار شهرًا إضافيًا بعد اختفاء الأعراض لضمان القضاء الكامل على البكتيريا.
2. التدخل الجراحي
تُزال الخراجات أو الأنسجة المتقيحة جراحيًا لتقليل العبء البكتيري، أو تُركّب أنابيب صدرية لتصريف السوائل إذا كان هناك انصباب.
3. الرعاية الداعمة
- السوائل الوريدية لتعويض الجفاف.
- مسكنات الألم ومضادات الالتهاب غير الستيرويدية.
- التغذية عالية البروتين لتعزيز المناعة.

الأدوية الشائعة وجرعاتها التقريبية
ملحوظة: لا تُعطى أي أدوية لقطك دون استشارة بيطرية، فجرعات القطط تختلف عن البشر اختلافًا كبيرًا.
- TMP-SMX: 15–30 ملغم/كغ مرتين يوميًا.
- دوكسيسيكلين: 5–10 ملغم/كغ كل 12 ساعة مع الطعام.
- أموكسيسيلين-كلافولانات: 12.5–25 ملغم/كغ مرتين يوميًا.
- أميكاسين: 10–15 ملغم/كغ مرة يوميًا (مع مراقبة وظائف الكلى).
التعافي والمتابعة المنزلية
يحتاج التعافي إلى التزام صارم بخطة العلاج البيطري:
- الالتزام بالجرعات والمواعيد المحددة دون انقطاع.
- إجراء فحوص دم شهرية لمراقبة وظائف الكبد والكلى.
- مراجعة الطبيب البيطري كل 4–6 أسابيع لإعادة تقييم الأشعة.
- توفير مكان دافئ ونظيف مع تغذية متوازنة وغنية بالبروتين.
التكهن بالمآل المحتمل
كلما بدأ العلاج مبكرًا وانحصر الالتهاب في الجلد فقط، كان الإنذار جيدًا؛ بينما يقلّ معدل الشفاء إذا وصلت البكتيريا إلى الرئتين أو انتشرت في عدة أجهزة.
تشير الدراسات إلى أن معدل الشفاء في الحالات الجلدية قد يتجاوز 70٪، بينما لا يزيد عن 30٪ في الحالات الصدرية المنتشرة.

الوقاية: كيف تحمي قطك من النوكارديا؟
- إبقاء القط داخل المنزل أو تحت إشراف عند الخروج للحد من التعرض للتربة الملوثة.
- إزالة فضلات التربة والطين من فراء القط بعد اللعب في الخارج.
- علاج أي جروح أو خدوش فور حدوثها وتنظيفها بمطهر مناسب.
- اجراء اختبارات دورية لفيروس FIV وFeLV، وتطعيم القط حسب توصيات الطبيب.
أسئلة شائعة
هل النوكارديا معدية بين القطط أو من القطط إلى البشر؟
نادرًا ما تنتقل العدوى من قط إلى آخر، لأن البكتيريا تحتاج غالبًا إلى جرح أو عامل مضعف للمناعة حتى تُسبب المرض. انتقالها إلى البشر ممكن لكنه غير شائع، ويحدث غالبًا لدى الأشخاص ضعيفي المناعة.
كم من الوقت يستغرق الشفاء التام؟
في الحالات البسيطة قد تحتاج من 3 إلى 6 أشهر، بينما تتطلب الحالات الصدرية أو الجهازية علاجًا قد يمتد إلى سنة كاملة.
هل يمكن إيقاف المضاد الحيوي عندما تتحسن الأعراض؟
لا. التوقف المبكر يؤدي في الغالب إلى ارتداد العدوى ومقاومة الدواء. يجب الالتزام حتى يؤكد الطبيب شفاء القط مخبريًا.
المراجع
- د. يسري الشعراوي. “Pathophysiology of Nocardiosis in Cats.” , 2021-03-05. www.mdpi.com