مرض HERDA لدى الخيول: دليل شامل لفهم الأسباب والأعراض والوقاية
يُعَدّ مرض ضعف الأدمة الإقليمي الوراثي (Hereditary Equine Regional Dermal Asthenia–HERDA) واحدًا من أكثر الأمراض الجلدية الوراثية خطورةً في عالم الخيول، إذ يُعرِّض الخيل لتمزقات جلدية متكرّرة ويؤثر سلبًا على جودة حياته. يستهدف هذا المرض سلالة خيول الربع الأمريكي وسلالات أخرى مشتقة منها، ويظهر عادةً عند بدء التدريب تحت السرج. يهدف هذا المقال إلى توضيح كل ما تحتاج معرفته عن HERDA، من أسبابه إلى طرق الوقاية، لضمان صحة خيولك وحمايتها.

النقاط الرئيسة السريعة
- HERDA هو اضطراب جيني متنحٍّ يسببه خلل في بروتين الكولاجين المسؤول عن مرونة الجلد.
- يظهر المرض غالبًا في عُمر عامين إلى ثلاثة أعوام عند بدء وضع السرج.
- لا يوجد علاج شافٍ؛ الرعاية الداعمة هي الخيار الوحيد لتحسين جودة الحياة.
- الفحص الجيني قبل التزاوج هو الطريقة الأكثر فعالية لمنع انتشار المرض.
ما هو مرض HERDA؟
يُعرف مرض HERDA أيضًا باسم Hyperelastosis Cutis، وهو خلل وراثي يُضعف قدرة ألياف الكولاجين على الحفاظ على تماسك الجلد، ما يؤدي إلى جعل الجلد رقيقًا، هشًّا، وقابلًا للتمزق بسهولة. يحدث المرض بسبب طفرة في جين PPIB تُورَّث بنمط متنحٍّ؛ أي يجب أن يتلقى المهر نسختين معطوبتين من الجين (من كلا الأبوين) ليصبح مصابًا. أمّا الخيول الحاملة لنسخة واحدة من الطفرة فغالبًا ما تبدو سليمة ظاهريًّا، لكنها قادرة على تمرير الطفرة إلى نسلها.

السلالات الأكثر عرضة للإصابة
على الرغم من إمكانية ظهور HERDA في أي خيل يمتلك نسخة معيبة من الجين، فإن نسبة حدوثه الأعلى سُجِّلت في:
- خيول الربع الأمريكي وبشكل خاص خطوط الدم المرتبطة بالفحل الأسطوري Poco Bueno.
- خيول American Paint وAppaloosa ذات النسب المشتركة مع خيول الربع الأمريكي.
الأعراض والعلامات السريرية
قد تمر السنوات الأولى من عمر الخيل من دون علامات ظاهرة، إلا أن بداية التدريب واحتكاك السرج بالظهر يُظهران الأعراض التالية:

- رخاوة غير طبيعية في الجلد، خاصة على الظهر والعنق والكتفين.
- تمزقات متكررة في الجلد مع نزيف طفيف أو انعدام نزيف بسبب ضعف الأوعية الدموية السطحية.
- التئام بطيء للجروح مع ظهور ندبات داكنة أو بيضاء.
- إمكانية انفصال طبقات الجلد عن الأخرى «إزالة الجلد» عند أقل احتكاك.
- رفض ارتداء السرج أو الانزعاج الملاحظ أثناء التمرين.
كيف يتم التشخيص؟
يعتمد الأطباء البيطريون على مزيج من الفحص السريري، وسُلالة الخيل، وتاريخ الأعراض لتكوين الاشتباه الأوّلي. للتأكيد:
- الاختبار الجيني: أخذ عينة شعر أو دم وتحليلها للكشف عن الطفرة المسؤولة. هذا الاختبار دقيق بنسبة %100 تقريبًا.
- الخزعة الجلدية: تُستخدم أحيانًا لتقييم بنية الكولاجين، لكن نتائجها قد تكون غير حاسمة في المراحل المبكرة.
“يُنصح دائمًا بإجراء الاختبار الجيني بدل الاعتماد على الفحص العيني فقط، لتأكيد الإصابة أو حمل الجين.”
الرعاية والعلاج الداعم
مع غياب علاج جذري، يركّز اختصاصيو الخيول على الحد من الإصابات وتحسين راحة الخيل:

- بيئة آمنة: إزالة الزوايا الحادة والأسطح الخشنة في الإسطبل والمراعي.
- الوقاية من الاحتكاك: استخدام بطّانات ناعمة أسفل السرج أو تجنّب ركوب الخيل المصابة كليًّا.
- العناية بالجروح: تنظيف وتمليس الحواف الممزقة بلطف، واستعمال ضمادات غير لاصقة ومضادات حيوية موضعية.
- التغذية الداعمة: توفير نظام غذائي غني بالأحماض الأمينية والفيتامينات لتشجيع التئام الأنسجة.
- المعالجة بالأدوية: قد تُستخدم مضادات الالتهاب غير الستيرويدية لتخفيف الألم، إضافة إلى مكملات الكولاجين، رغم أن فعاليتها محدودة.
التوقعات وجودة الحياة
تتراوح جودة حياة الخيل المصاب بين مقبولة وسيئة تبعًا لشدة الحالة واهتمام المالك. معظم الخيول تظهر تفاقمًا تدريجيًّا في الجروح والندبات، وقد يلجأ بعض المربين إلى القتل الرحيم على أسس إنسانية عند فقدان القدرة على السيطرة على الألم والإصابات المتكررة.
الوقاية وكيفية تجنب المرض في برامج التربية
يُعد توقّف انتشار HERDA مسؤولية جماعية للمربين والفرسان والأطباء البيطريين:

- إجراء اختبار جيني لكل الخيول المخصصة للتكاثر.
- تجنّب تزويج حصانين حاملين للجين؛ فاحتمالية ولادة مهر مصاب حينها تصل إلى %25.
- تثقيف المشترين والمربين الجدد حول المرض وأهمية التحاليل الوراثية.
- تضمين نتائج الاختبارات في سجلات الخيل وشهادات البيع.
“الخيل الحامل للجين يمكن أن تمارس نشاطات رياضية وترفيهية عادية، لكنها يجب ألا تدخل برامج التزاوج منعًا لتفشي المرض.”
أسئلة شائعة
هل يمكن علاج HERDA؟
لا، لا يوجد علاج شافٍ حاليًّا. الرعاية الداعمة والوقاية من الإصابات هي الركائز الأساسية للتعامل مع المرض.
هل يختفي المرض مع مرور الوقت؟
للأسف، HERDA مرض تقدّمي؛ تمزقات الجلد تزداد سوءًا بمرور الوقت.
هل الخيول الحاملة للجين آمنة للركوب؟
في غالبية الحالات نعم، لأنها لا تُظهر الأعراض، لكن يجب إبلاغ أي مشترٍ محتمل بحالة الحصان الجينية.
خاتمة
يمثل HERDA تحدّيًا كبيرًا لمجتمع تربية الخيول، لكن الفهم العميق للمرض والفحص الجيني المسؤول يُعدان خط الدفاع الأول لوقف انتشاره. حافظ على صحة خيولك بالتشخيص المبكر وبتطبيق ممارسات تربية واعية، لتضمن مستقبلًا أكثر أمانًا لسلالة خيول الربع الأمريكي وغيرها.