مرض فون ويلبراند في الكلاب: الدليل المتكامل لفهمه وتشخيصه وعلاجه

يُعَدّ مرض فون ويلبراند (von Willebrand Disease – vWD) أحد أشهر اضطرابات النزف الوراثية في عالم الكلاب. يسبب المرض خللاً في عملية تخثُّر الدم نتيجة نقص أو خلل في عامل فون ويلبراند، وهو بروتين أساسي يساعد الصفائح الدموية على الالتصاق ببعضها وبالجدار الوعائي لإيقاف النزيف. على الرغم من أن كثيراً من الحالات تكون خفيفة، إلا أن النزف قد يصبح مهدِّداً للحياة في بعض المواقف مثل العمليات الجراحية أو الحوادث.

تذكير مهم: إذا لاحظت أي علامة نزيف غير طبيعي لدى كلبك، فاستشر الطبيب البيطري فوراً ولا تعتمد على المعلومات الإلكترونية وحدها.

ما هو عامل فون ويلبراند؟

عامل فون ويلبراند (vWF) بروتين موجود في الدم يربط الصفائح الدموية ببعضها وبأسطح الأوعية الدموية المتمزقة، ليُشكِّل «سدادة» تمنع استمرار النزيف. أي خلل في كمية هذا البروتين أو بنيته يؤدي إلى ضعف تخثُّر الدم.

أنواع مرض فون ويلبراند

النوع الأول (Type I)

الأكثر شيوعاً والأقل حدة، حيث ينخفض مستوى vWF لكنه لا يختفي تماماً. تعاني معظم الكلاب من نزيف خفيف إلى متوسط، ويستجيب الكثير منها جيداً لعلاج ديسموبريسين (DDAVP).

النوع الثاني (Type II)

أكثر ندرة ولكنه أشد خطورة من النوع الأول، إذ يترافق بانخفاض كبير في كمية البروتين وتغيّره البنيوي، ما يؤدي إلى نزيف متكرر وصعوبة التحكم به.

النوع الثالث (Type III)

هو الأخطر، حيث يكاد يختفي العامل فون ويلبراند من الدم تماماً، وغالباً ما يظهر نزيف تلقائي حاد أو نزيف شديد بعد الإصابات البسيطة.

السلالات الأكثر عرضة للإصابة

على الرغم من إمكانية إصابة أي كلب، إلا أن المرض يُرَى بكثرة في:

  • دوبيرمان بنشر
  • الراعي الألماني
  • لابرادور رتريفر
  • بودل القياسي
  • كورجي الويلزي (بيمبروك وكارديغان)
  • تيرير اسكتلندي
  • شيبا إينو
  • شيه تزو

الأعراض والعلامات السريرية

تختلف شدة الأعراض باختلاف النوع ودرجة النقص في البروتين:

  • نزيف أنفي متكرر (رعاف)
  • نزيف في اللثة أو الفم خاصة بعد فقدان الأسنان اللبنية
  • ظهور دم في البول أو البراز
  • كدمات أو حُبَيْبات دموية تحت الجلد
  • نزيف مفرط أو مطوَّل بعد الجراحة أو قص الأظافر
  • نزيف مهبلي مطوَّل لدى الإناث

متى يجب زيارة الطبيب البيطري؟

استشر الطبيب البيطري إذا لاحظت أي نزيف غير مبرر، أو في حال كان كلبك من السلالات المعروفة بحمل الطفرة الجينية وكان مقبلاً على إجراء جراحي (تعقيم/خصي، خلع أسنان، إلخ). التدخل المبكر يحدّ من المضاعفات ويُسهِّل التخطيط العلاجي.

طرق التشخيص

  1. الفحص السريري: البحث عن علامات نزف ظاهرية أو كدمات.
  2. اختبارات التخثُّر القياسية: مثل زمن النزف (BMBT) وزمن البروثرومبين (PT) وزمن الثرومبوبلاستين الجزئي (aPTT).
  3. قياس تركيز vWF: اختبار كمية العامل في البلازما.
  4. اختبارات وراثية: لتحديد نوع الطفرة ومطابقتها بالأنواع الثلاثة.
  5. استبعاد أمراض أخرى: مثل نقص الصفائح أو أمراض الكبد التي قد تسبب نزيفاً مشابهاً.

خيارات العلاج

التعامل مع النزيف الحاد

  • نقل بلازما طازجة مجمَّدة أو كريوبريسيبيتات لرفع مستويات vWF والعوامل الأخرى.
  • الضغط الموضعي وربما خياطة الجروح العميقة.
  • تجنب حقن العضلات لأنها قد تسبب تكدمًا ونزيفًا داخليًا.

العلاج الدوائي والدعم طويل الأمد

  • ديسموبريسين (DDAVP): يزيد مؤقتاً إطلاق vWF من الخلايا البطانية، ويُستخدم غالباً قبل العمليات في النوع الأول.
  • مكمِّلات الحديد وفيتامين K إذا أوصى الطبيب بذلك.
  • تجنّب الأدوية المُميِّعة للدم مثل الأسبرين والإيبوبروفين وبعض مضادات الهيستامين.

الرعاية المنزلية ونمط الحياة

يمكن للكلاب المصابة بمرض فون ويلبراند أن تعيش حياة طبيعية نسبياً بالالتزام بنصائح الرعاية اليومية:

  • استخدم فرشاة أسنان ناعمة لمنع جرح اللثة.
  • قصّ الأظافر بحذر شديد أو اترك المهمة لطبيب بيطري.
  • وفّر بيئة آمنة خالية من الأشياء الحادة أو الأسطح الزلِقة.
  • حدِّد مواعيد فحص دورية لقياس مستويات vWF والتأكد من صحة الكبد والصفائح الدموية.
  • أبلغ أي طبيب بيطري أو ممرض عن إصابة كلبك بـ vWD قبل إجراء أي تدخل.”

الوقاية والفحص الوراثي

لا توجد طريقة لمنع ظهور المرض عند الكلاب المصابة بالفعل، لكن يمكن الحدّ من انتشاره عبر:

  • إجراء تحليل وراثي للآباء والأمهات قبل التزاوج خاصة في السلالات عالية الخطورة.
  • تجنّب تربية الكلاب الحاملة للمرض (الناقلين) مع بعضها.
  • التوعية لدى مربي الكلاب بضرورة مشاركة نتائج الاختبارات مع المشترين المحتملين.

التعايش على المدى الطويل

مع الرعاية الملائمة والمتابعة البيطرية الدورية، يعيش معظم الكلاب المصابين بالنوع الأول حياة طبيعية. أما في النوعين الثاني والثالث، فقد تستدعي الحالة احتياطات أكبر، إلا أن جودة الحياة تبقى جيدة إذا تم التعرف إلى المرض مبكراً ووضع خطة شاملة للتعامل مع أي طارئ نزيفي.

خلاصة: الوعي، والتشخيص المبكر، والتعاون الوثيق مع الطبيب البيطري يمثلون مثلث الأمان لكلبك المصاب بمرض فون ويلبراند.

المراجع

  1. د. إلينا يوتشيفا. “كيفية الاعتناء بالكلاب المصابة بمرض فون ويلبراند.” , 2021-03-10. www.veterinarypartner.com
  2. د. آنا ماليك. “الكلاب وعلاقتها بأمراض نزف الدم.” , 2023-07-16. www.loveyourpet.com

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version