مرض الشيفرز في الخيول: الدليل الشامل لفهم الأعراض والتعامل معها
يُعَدّ مرض الشيفرز (Shivers) أحد الاضطرابات العصبية المُحيِّرة التي تصيب الخيول، ويظهر عادةً على شكل اهتزازات أو ارتجافات لا إرادية في أطرافها الخلفية وذيلها عند محاولة الرجوع إلى الخلف أو رفع الحافر من قِبل الطبيب البيطري أو البيطار. ورغم أن الحالة معروفة منذ قرون، فإن فهمنا العلمي لطبيعتها تطوّر حديثًا فقط، خصوصًا بعد اكتشاف التغيّرات التنكسية في خلايا بيركنجي (Purkinje) في المخيخ.
ما هو مرض الشيفرز؟
هو اضطراب عصبي تدريجي يصيب المركز المسؤول عن تنسيق الحركة في المخيخ، فيؤدي إلى تشنّجات عضلية متكررة في الأطراف الخلفية غالبًا، وقد تشمل الذيل. يظهر المرض بوضوح عند الطلب من الحصان أن يتراجع إلى الخلف أو عند محاولة رفع أحد الحوافر الخلفية، حيث يرفع الحصان ساقه بصورة مبالغ فيها ويظل في وضع انقباض لثوانٍ قبل أن يُرجعها إلى الأرض بكثير من الارتجاف.
كيف يحدث المرض؟ (آلية المرض)
تشير الدراسات الحديثة إلى وجود موت أو ضمور في خلايا بيركنجي داخل المخيخ، وهي الخلايا الرئيسة التي تنقل المعلومات الحركية الدقيقة لباقي أجزاء الجهاز العصبي. هذا النقص يؤدي إلى خلل في قدرة الحصان على ضبط انقباض العضلات وانبساطها عند الحركة، خصوصًا عند أداء حركات دقيقة مثل الرجوع للخلف.
من هم الأكثر عُرضة للإصابة؟
- السلالات: الخيول طويلة القامة والثقيلة البنية مثل خيول الجر (Draft) والخيول الرياضية الدافئة الدم (Warmblood) هي الأكثر إصابة، لكن يمكن أن يظهر في سلالات أخرى.
- العمر: غالبًا ما تبدأ الأعراض بين 2–5 سنوات، مع تفاقم قد يمتد لسنوات.
- الجنس: الذكور المُخصية والإناث عُرضة بدرجة متقاربة، مع ميل طفيف للذكور.

الأعراض والعلامات الإكلينيكية
تتلخص الأعراض في النقاط التالية:
- اهتزازات لا إرادية في الأطراف الخلفية عند الرجوع للخلف.
- انقباض مفاجئ للساق الخلفية ورفعها بزاوية حادة مع بقاء الحافر مشدودًا.
- ارتعاش الذيل أو التفافه بشكل لاإرادي.
- صعوبة في تثبيت الحافر الخلفي عند عمل البيطار.
- قد يصاحبها أحيانًا Stringhalt وهو رفع مبالغ فيه للساق أثناء المشي للأمام.
“لا تتفاقم أعراض الشيفرز بسرعة عادة، لكنها قد تؤثر تدريجيًا على جودة حياة الحصان وأدائه الرياضي”.
التفريق بين الشيفرز وStringhalt
رغم التشابه الظاهري، فإن Stringhalt يحدث غالبًا أثناء المشي للأمام، بينما يظهر الشيفرز أثناء الرجوع للخلف أو رفع الحافر. كما يُعتقد أن Stringhalt يرتبط بأعصاب الطرف لا المخيخ.

متى يجب الاتصال بالطبيب البيطري؟
اتصل بالطبيب فورًا إذا لاحظت أي اهتزازات أو صعوبة في رفع الحوافر التي قد تعرّض الحصان أو العاملين للخطر. التشخيص المبكر يتيح خطة رعاية أفضل ويقلّل مضاعفات الحافر.
تشخيص المرض
يعتمد التشخيص على:
- القصة المرضية وملاحظة الأعراض أثناء الرجوع للخلف.
- فحص عصبي كامل لاستبعاد إصابات الأعصاب الطرفية أو أمراض الحبل الشوكي.
- تحاليل دم أساسية لتقييم فيتامين E ووظائف الكبد والعضلات.
- تصوير متقدم (MRI أو CT) نادرًا لتأكيد أي تغيرات في الجهاز العصبي المركزي.
- التشخيص التفريقي من أمراض مثل Stringhalt، Ataxia، تضرر العصب الوركي.

هل هناك علاج شافٍ؟
حتى اللحظة، لا يوجد علاج يوقف المرض نهائيًا. ومع ذلك، يمكن استخدام بروتوكولات إدارة داعمة تهدف إلى:
- تحسين الراحة وتقليل التقلصات.
- إبطاء تطور الأعراض بالعناية بالتغذية والتمارين.
- حماية الحصان والعاملين عند رفع الحوافر.
الأدوية والدعم الغذائي
- فيتامين E: مضاد أكسدة قوي قد يدعم صحة الخلايا العصبية.
- مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs): لتخفيف أي ألم ثانوي.
- مُرخيّات عضلية: يُستخدم بعضها عند الحاجة لتسهيل عمل البيطار.
برنامج التمارين
يُنصح بتمارين منخفضة الشدة وثابتة تساعد على تقوية العضلات دون إجهاد الأعصاب، مع تجنّب الانعطافات الحادة أو العمل المكثف على التلال.

التعامل مع الحصّاد (البيطار)
يُعتبر التشذيب ووضع الحدوات تحديًا في الخيول المصابة بالشيفرز بسبب صعوبة إبقاء الساق مرفوعة بثبات. لتقليل المخاطر:
- استخدام مهدئات خفيفة عند الضرورة.
- رفع الساق إلى أدنى ارتفاع مريح للحصان.
- تقسيم العمل على دفعات قصيرة.

التنبؤ بالمآل (Prognosis)
يتقدم المرض عادة ببطء، وقد يبقى مستقرًا سنوات مع الرعاية الجيدة. لكن بعض الخيول قد تتدهور حالتها لدرجة تعيق العمل الرياضي أو تتطلب تقاعدًا مبكرًا.
الوقاية وتقليل المخاطر
لا توجد وسيلة مؤكدة للوقاية، لكن يمكن تقليل الاحتمالية عبر:
- توفير نظام غذائي متوازن غني بفيتامين E والدهون الصحية.
- تجنّب زيادة الوزن المفرطة في الخيول الصغيرة.
- إجراء فحوصات عصبية دورية في السلالات عالية الخطورة.
قسم الأسئلة الشائعة
هل الشيفرز مُعدٍ؟
لا، المرض غير مُعدٍ لأنه مرتبط بالتغيرات العصبية الداخلية.
هل يمكن للحصان ممارسة الرياضة؟
نعم، طالما كانت الأعراض خفيفة وتحت إشراف الطبيب البيطري، مع تكييف البرنامج التدريبي حسب قدرته.
هل هناك اختبارات وراثية؟
حتى الآن لا تتوافر اختبارات وراثية مؤكدة، على الرغم من الاشتباه بوجود استعداد وراثي في بعض السلالات.

خاتمة
مرض الشيفرز حالة مزمنة لكن يمكن التحكم فيها بدرجة كبيرة عبر التشخيص المبكر، الرعاية البيطرية المستمرة، والتغذية السليمة. إذا لاحظت أي ارتعاشات أو صعوبة عند رجوع حصانك إلى الخلف، فلا تتردد في استشارة الطبيب البيطري لضمان حياة أكثر راحة وأمانًا لحصانك.