يستمتع كثير من محبّي الكلاب باللحظات التي يختار فيها صديقهم الوفي الاستلقاء فوقهم مباشرة؛ فهذا التصرف يمنح شعورًا بالدفء والتقرّب. إلا أنّ بعض المربّين قد يتساءلون: هل وراء هذا السلوك رسالة خفيّة؟ وهل ينبغي تشجيعه أم محاولة الحدّ منه؟ في هذا الدليل الشامل نستعرض أهم الأسباب المحتملة، ومتى يستدعي الأمر تدخّلاً، وأفضل الطرق للتعامل مع الموقف.
ما الذي يدفع الكلب للاستلقاء على صاحبه؟
تتضافر عوامل غريزية ونفسية متعددة تجعل الكلب يرى في أحضان صاحبه المكان الأكثر أمنًا وراحة. فيما يلي أبرز هذه الدوافع:
١- البحث عن الدفء والراحة
ببساطة، أنت تمثّل وسادة دافئة! يعتمد الكلب في بيئته الطبيعية على حرارة أجسام القطيع للحفاظ على دفئه، ويُعيد هذا السلوك معك في منزلك.
- يوفّر جسم الإنسان حرارة ثابتة تدوم أطول من البطانيات.
- تنخفض حرارة أجسام بعض السلالات الصغيرة بسرعة أكبر، ما يجعلها تلجأ لصاحبها بشكل متكرر.
٢- تعميق الرابطة العاطفية
الاستلقاء عليك يزيد مستويات هرمون الأوكسيتوسين لدى كلٍ من الكلب والإنسان، وهو الهرمون المسؤول عن الشعور بالمودّة والارتباط.
“العناق الجسدي المتكرر يعزز الثقة ويقلل التوتر لكلٍ من الكلب ومالكه” — د. ليلى الحربي، طبيبة سلوكيات حيوانية.
٣- السلوك الوقائي والغريزة الإقليمية
قد يرى كلبك أنه يحرسك أو يحرس ممتلكاته (أنت)، خاصة عند وجود غرباء أو مثيرات غير مألوفة.
- تظهر هذه الرغبة بالأخص لدى سلالات الرعي والحراسة.
- يصاحبه أحيانًا توتر أو تصلّب في الجسم إذا شعر بأي تهديد.
٤- قلق الانفصال
الكلاب التي تشعر بقلق شديد عند ابتعاد صاحبها قد تسعى للالتصاق الجسدي كآلية تهدئة ذاتية.
- قد تلاحظ سلوكيات مرافقة مثل النباح المستمر أو المضغ التخريبي عند مغادرتك المنزل.
- يظهر التعلّق المفرط غالبًا بعد تغيرات مفاجئة: انتقال منزل، قدوم مولود، أو غياب أحد أفراد العائلة.
٥- البحث عن الانتباه والتعزيز الإيجابي
إذا كان استلقاء كلبك عليك دائمًا يليه تدليك أو مدح، فسيتعلم سريعًا أن هذا التصرف يجلب مكافآت رائعة!
متى يصبح هذا السلوك مشكلة؟
في معظم الحالات يكون الاستلقاء بريئًا ولطيفًا. ومع ذلك، قد تحتاج إلى ضبطه في الحالات التالية:
- الحجم الكبير للكلب يسبب لك ألمًا أو يعيق حركتك.
- تظهر علامات عدوانية تجاه من يقترب منك أثناء استلقائه.
- سلوك ملازم ومُرهق يدل على قلق انفصال حاد.
كيفية الاستجابة الصحيحة
اتبع الخطوات التالية لتحقيق توازن صحي بين القرب الجسدي والاستقلالية:
- تحديد حدود مريحة: علّم كلبك أمر «اذهب إلى مكانك» مع مكافأته عند الامتثال.
- تعزيز البدائل: وفر سريرًا مريحًا أو بطانية دافئة بالقرب منك ليشعر بالأمان دون الضغط على جسمك.
- تجاهل السلوك غير المرغوب: إذا حاول الاستلقاء بطريقة غير مناسبة، انهض بهدوء ولا تقدم انتباهًا فوريًّا.
- تشجيع التمرين الذهني والجسدي: تعب الكلب جسديًّا يقلل حاجته للالتصاق المستمر.
- استشارة مختص سلوكيات: في حال رافقت السلوك علامات توتر أو عدوانية.
نصائح للمستقبل
- ثبّت روتينًا يوميًّا يضم جلسات عناق قصيرة بإشرافك، لتشبع حاجة الكلب القريبة دون إفراط.
- زوّد كلبك بألعاب تفاعلية تشغله عندما لا تستطيع تقديم الاهتمام الفوري.
- التزم بالهدوء والاتساق؛ فالتغييرات المفاجئة في القواعد تربك الكلب.
في النهاية، يُعد استلقاء الكلب عليك تعبيرًا عن الحب والثقة غالبًا، ولكن بوعي واعتماد استراتيجيات تدريب لطيفة يمكنك ضمان راحة الطرفين واستمرار علاقة صحية طويلة الأمد.
هل واجهت مواقف طريفة مع كلبك أثناء استلقائه عليك؟ شاركنا تجربتك في التعليقات!