لماذا يجلب كلبك لعبته إليك عند عودتك إلى المنزل؟
ليس من غير المألوف أن تصل إلى باب منزلك فتجد كلبك يهرول إليك متباهياً بلعبته المفضلة بين فكيه، وكأنّه يقدم لك هدية ترحيبية خاصة. هذا السلوك اللطيف يبدو بسيطاً للعيان، لكنه في الحقيقة مزيج معقد من الغرائز والعادات المكتسبة والتواصل العاطفي. في السطور التالية نستكشف الأسباب العلمية وراء هذا السلوك، وفوائده، وكيفية التعامل معه إذا بدأ يسبب مشكلات.
ما الذي يدفع الكلاب إلى حمل ألعابها عند التحية؟
1. غريزة الاسترجاع والمشاركة
تنحدر الكلاب من أسلاف ذوي نزعة للصيد والاسترجاع؛ فذئاب البرّ مثلاً تحمل الطعام أو الأشياء القيّمة إلى أفراد مجموعتها. ومع تدجين الكلب وتطوير سلالات «الاسترجاع» مثل اللابرادور وغولدن ريتريفر، أصبحت هذه الغريزة أكثر وضوحاً. عندما يُحضر كلبك لعبته إليك، فهو يُظهر بذلك رغبته الفطرية في «تقاسم الغنيمة» مع أقرب فرد في قطيعه—أنت.

2. دعوة صريحة إلى اللعب
تحمل اللعبة رسالة ضمنية تقول: «هيا نلهُ قليلاً!». فمعظم الكلاب تعشق اللعب مع البشر، وإحضار اللعبة هو الطريقة الأوضح لإطلاق جلسة جلب الكرة أو شد الحبل. إذا تجاهلت الدعوة، فقد تلاحظ أن كلبك يضع اللعبة على قدمك أو يحاول دفعها نحو يدك لإقناعك.
3. البحث عن الاهتمام والتعزيز الإيجابي
الكلاب مخلوقات تسعى إلى المكافأة. إذا كنت عادةً تُربّت على كلبك أو تمدحه عندما يجلب لعبته، فسيربط هذا السلوك بالنتائج الإيجابية ويكرره. بمرور الوقت يصبح إحضار اللعبة جزءاً من «طقس» الترحيب بينكما.

4. وسيلة لتهدئة النفس وكبح الحماس
الكلاب شديدة الإثارة قد تستخدم اللعبة كـ«لهاية» تساعدها على ضبط شهيتها للمضغ وتفريغ حماسها الزائد لحظة رؤيتك. يُفضّل سلوك المضغ على النُباح أو القفز، لذا فإن حمل لعبة يمكن أن يكون آلية تهدئة مفيدة لكلبك ولأثاث منزلك في الوقت نفسه.

5. إظهار الفخر أو الغنيمة
في بعض الأحيان، يقدم الكلب لعبته وكأنه يستعرض شيئاً قيّماً اكتشفه. قد يلوّح بذيله عاليًا أو يدور حول نفسه، وكأنّه يقول: «انظر ما لدي!». هذا «التباهي» طبيعي ويُعبر عن ثقته بنفسه وحماسته.

هل يُعتبر هذا السلوك مشكلة؟
غالباً الإجابة لا. في معظم الحالات، يُعدّ حمل اللعبة سلوكاً طبيعياً وصحياً يعكس علاقة إيجابية بينك وبين كلبك. مع ذلك، قد يصبح الأمر مزعجاً إذا:
- بدأ الكلب يجلب أشياء خطرة أو ثمينة بدل الألعاب (كالأحذية أو أدوات المطبخ).
- تحول السلوك إلى حماية مفرطة للموارد وصار الكلب يزمجر إذا حاول شخص أخذ اللعبة منه.
- ابتلع الكلب أجزاءً من اللعبة أو أظهر علامات اختناق.
كيف توجه السلوك إلى مسار صحي؟
- توفير ألعاب آمنة ومتنوعة: اختر ألعاباً متينة تناسب حجم فكّ كلبك وتُشبع حاجة المضغ لديه.
- تدوير الألعاب أسبوعياً: إخراج بعض الألعاب من حين لآخر يحافظ على عنصر «الجِدّة» ويُبقي اهتمام الكلب حياً عند ظهورها مجدداً.
- استخدم أوامر «اتركه» و«أسقطها»: درّب كلبك برفق على التخلي عن أي شيء تحمله يداه مقابل مكافأة شهية. سيمنع هذا حمل الأشياء غير المرغوبة.
- كافئ السلوك المرغوب: عندما يجلب لعبة مناسبة، امدحه وابدأ اللعب معه لبضع دقائق.
- تجاهل الأخطاء البسيطة: لا تُوبّخ الكلب بشدة إذا أحضر شيئاً لا يخصه؛ فالتعنيف قد يزيد توتره. بدلاً من ذلك استبدل الغرض غير المناسب بلعبة ثمينة بالنسبة له.

متى ينبغي زيارة الطبيب البيطري أو مختص السلوك؟
اطلب استشارة احترافية إذا لاحظت أن كلبك:
- يبتلع ألعاباً أو أجساماً غريبة باستمرار.
- يُظهر سلوك حماية للموارد (زمجرة، عض) عند حمل اللعبة.
- لا يستطيع الاسترخاء حتى بعد انتهاء التحية واللعب.
- يعاني من اضطرابات هضمية أو تنفسية نتيجة المضغ المفرط.
التدريب القائم على التعزيز الإيجابي، جنباً إلى جنب مع الفحص البيطري المنتظم، هو أفضل استثمار لصحة كلبك النفسية والجسدية.
الخلاصة
حمل اللعبة عند تحيتك هو مزيج جميل من الفطرة والعاطفة والتجارب المكتسبة. بتوفير الألعاب المناسبة وتوجيه السلوك بطريقة إيجابية، ستبقى اللحظات الأولى لعودتك إلى المنزل مليئة بالفرح—بالنسبة لك ولصديقك الوفي.