مقدمة
قد يبدو مشهد الحصان وهو يأكل روثه غريبًا ومقلقًا لمعظم مُلّاك الخيول، إلا أن هذه الظاهرة المعروفة علميًّا باسم Coprophagy (أكل البراز) ليست نادرة كما يظن الكثيرون. يمكن أن تكون سلوكًا طبيعيًا في بعض المراحل العمرية، وقد تدل في أحيان أخرى على نقص غذائي أو مشكلة في الإدارة اليومية للحصان. في هذا المقال الشامل، نستعرض الأسباب المحتملة، طرق التشخيص، أفضل أساليب العلاج، وكيفية الوقاية من هذه العادة غير المرغوبة.

ما هي ظاهرة أكل البراز عند الخيول؟
Coprophagy هو مصطلح يصف سلوك تناول الحيوان لبرازه أو براز حيوانات أخرى. لدى الخيول، يظهر هذا السلوك غالبًا لدى الأمهار الصغيرة خلال الأسابيع الأولى من العمر كجزء طبيعي من عملية تعلّم الميكروبات الهضمية المفيدة. لكن عندما تستمر الظاهرة بعد الفطام أو تظهر لدى الخيول البالغة، فإنها تستدعي الانتباه والتقييم البيطري.
هل أكل البراز طبيعي أم دليل على مشكلة صحية؟
يُعد تناول المهر الصغير لبراز أمه أمرًا طبيعيًا يساعده على إدخال البكتيريا النافعة إلى جهازه الهضمي. أما في الخيول البالغة، فيرتبط السلوك عادةً بعوامل غذائية أو بيئية تتطلب تصحيحًا.
الأسباب الشائعة لأكل الخيول لبرازها
- نقص العناصر الغذائية: أبرزها نقص الألياف، البروتين، أو بعض المعادن مثل الصوديوم والفسفور.
- الملل وقلة التحفيز الذهني: الخيول التي تُحتجز لساعات طويلة في حظائر صغيرة قد تبحث عن أنشطة بديلة.
- الجوع أو قلة العلف: عدم توافر القش أو التبن باستمرار يدفع الحصان للبحث عن مصدر آخر للألياف.
- اضطرابات هضمية: نقص التوازن الميكروبي في الأمعاء قد يدفع الحصان إلى إعادة ابتلاع الروث للحصول على بكتيريا مفيدة.
- تقليد سلوكي: قد يقلد الحصان سلوك خيول أخرى في نفس المرعى أو الحظيرة.

كيف يتم تشخيص Coprophagy؟
- الفحص السريري الشامل: يقوم الطبيب البيطري بفحص حالة الجسم، الأسنان، ونوعية الروث.
- التحليل المخبرِي للدم والروث: للكشف عن نقص الفيتامينات أو المعادن أو خلل الميكروبات.
- مراجعة النظام الغذائي: تحليل كمية ونوعية القش، الأعلاف المركّزة، والمكملات المتاحة للحصان.
- تقييم البيئة والإدارة: عدد ساعات الرعي، مساحة الحظيرة، ومستوى التحفيز الذهني المتوفر.

العلاج: خطة متعددة المحاور
1. تحسين النظام الغذائي
ابدأ بتوفير قش جيد النوعية (تيموثي أو برمودا) متاح على مدار الساعة لضمان حصول الحصان على كمية كافية من الألياف. قد يوصي الطبيب بإضافة مكملات الفيتامينات والمعادن أو زيادة نسبة البروتين عند الحاجة.
2. التحفيز الذهني والبدني
- زيادة عدد ساعات الرعي الحر أو توفير ألعاب خاصة بالخيول داخل الحظيرة.
- جدولة جلسات تمرين يومية متنوعة، مثل العمل في الميدان المفتوح أو القفز الحر.

3. تحسين بيئة الحظيرة
حافظ على نظافة الأرضيات عبر التقاط الروث بانتظام، ووفر مساحة مناسبة تسمح للحصان بالتحرك بحرية.
4. العلاج السلوكي
يمكن استخدام الكمامات الشبكية كحل مؤقت لمنع الحصان من الوصول إلى الروث أثناء إعادة تأهيل النظام الغذائي والبيئة.
ملاحظة: لا يُنصح بالعقاب الجسدي مطلقًا، إذ قد يزيد من توتر الحصان ويُفاقم السلوك.
استراتيجيات الوقاية
- توفير علف غني بالألياف ومكملات متوازنة.
- الرعي الحر لعدة ساعات يوميًا متى ما أمكن.
- جدولة فحوص بيطرية دورية لرصد أي نقص غذائي مبكرًا.
- إبقاء الحظيرة والمرعى خاليين من تراكم الروث قدر المستطاع.

أسئلة شائعة (FAQ)
هل تناول المهر الصغير للبراز يستوجب القلق؟
في الأسابيع الأولى يعد طبيعيًا، لكنه يجب أن يختفي تدريجيًا. إذا استمر بعد الفطام، استشر الطبيب البيطري.
هل يمكن أن يتسبب Coprophagy في انتقال الطفيليات؟
نعم، خصوصًا إذا لم يكن برنامج مكافحة الديدان محدثًا، لذا يُوصى بالفحص الروتيني للروث وجدولة جرعات مكافحة الطفيليات بانتظام.
كم يستغرق علاج هذه العادة؟
يعتمد على السبب الرئيسي، لكن معظم الخيول تستجيب للتحسينات الغذائية والبيئية خلال أسابيع قليلة.
الخلاصة
يمكن السيطرة على ظاهرة أكل البراز لدى الخيول عبر فهم السبب الجذري ووضع خطة شاملة تشمل التغذية السليمة، التحفيز الذهني، وتحسين البيئة. استشر طبيبك البيطري دائمًا لوضع برنامج علاج مخصص لحصانك، وتذكّر أن الوقاية تبدأ بالنظام الغذائي المتوازن والرعاية اليومية الجيدة.