لسعات البراغيث: دليل شامل للأمراض التي تنقلها وكيفية حماية حيواناتك الأليفة وعائلتك
تُعَدّ البراغيث من أكثر الطفيليات الخارجية شيوعاً وإزعاجاً للحيوانات الأليفة والإنسان على حدٍ سواء. فهي لا تقتصر على التسبُّب بحكّة مزعجة، بل يمكن أيضاً أن تنقل مجموعة واسعة من المسبِّبات المرضيّة الخطيرة. في هذا الدليل الشامل، نستعرض كل ما تحتاج إلى معرفته حول لسعات البراغيث، والأمراض التي قد تنقلها، وكيفية الوقاية منها وحماية أفراد أسرتك وحيواناتك الأليفة.

لماذا تُعَدّ البراغيث خطراً صحياً؟
يتغذّى البرغوث على دم العائل، ما يعني أنّ كل لسعة تُمثِّل فرصة لنقل البكتيريا والطفيليات والفيروسات. وعند وجود أعداد كبيرة من البراغيث، قد يسبّب فقدان الدم المستمر إصابة الحيوان بفقر دم خطير، خصوصاً لدى الجراء والقطط الصغيرة.
دورة حياة البرغوث باختصار
- البيضة: تضع الأنثى البيض على جسم العائل، لكن البيض يسقط بسرعة على الأرضيات والسجاد.
- اليرقة: تتغذّى على براز البراغيث (المعروف باسم «تراب البراغيث»).
- العذراء: تغلّف نفسها بشرنقة لأسابيع أو حتى أشهر.
- البرغوث البالغ: يفقس ويقفز على أقرب عائل للحصول على الدم.

كيف تنقل البراغيث الأمراض؟
أثناء امتصاص الدم، يمكن للبرغوث أن يبتلع مُمْرضاً من عائل مصاب ثم ينقله إلى عائل جديد عند اللسع. إضافةً إلى ذلك، تُخلِّف البراغيث فضلاتها المحمَّلة بالمُمْرضات على الجلد والبيئة، وعند الحكّ أو اللعق تنتقل هذه المُمْرضات إلى دم الحيوان أو جلد الإنسان.
الأمراض الشائعة التي تنقلها البراغيث
1. التهاب الجلد التحسُّسي الناتج عن لسعات البراغيث (FAD)
يحدث عندما يُطوِّر الحيوان حساسية شديدة تجاه بروتينات لعاب البرغوث، فيُعاني من حكة مفرطة، واحمرار، وتساقط شعر، وقروح جلدية.

2. الدودة الشريطية Dipylidium caninum
تنتقل عندما يبتلع الكلب أو القط برغوثاً مصاباً أثناء لعق فرائه. تظهر الديدان كأجزاء بيضاء صغيرة تشبه حبوب الأرز في البراز أو حول فتحة الشرج.
3. داء خدش القطط (Bartonellosis)
تسبّبه بكتيريا Bartonella henselae. تنتقل البكتيريا بين القطط عبر البراغيث، ثم تنتقل إلى الإنسان عبر خدش أو عضّة قط مُصاب. تشمل الأعراض لدى البشر تضخّم الغدد الليمفاوية والحمّى.
4. التيفوس والحمّى المرَقَّطة البرغوثية
ينجم التيفوس الفأري عن Rickettsia typhi، بينما تُسبِّب Rickettsia felis الحمّى المرقّطة. قد يُصاب البشر بحمّى مرتفعة وطفح جلدي بعد التعرّض للبراغيث المصابة.
5. الطاعون
رغم ندرته اليوم، لا يزال الطاعون (الناجم عن Yersinia pestis) يُشكّل تهديداً في بعض المناطق الريفية. تنتقل البكتيريا من القوارض إلى الحيوانات الأليفة أو البشر عبر لسعات البراغيث المصابة.
6. فقر الدم الناتج عن غزو شديد بالبراغيث
يمكن أن يؤدّي فقدان الدم المستمر إلى شحوب اللثة، خمول، وضَعف عام، خصوصاً لدى الحيوانات الصغيرة أو الضعيفة.
7. عدوى الهيموبلازما (Hemoplasmosis)
وهي عدوى بكتيرية تصيب خلايا دم القطط، وقد تتسبّب بفقر دم حاد. يُشتبه في البراغيث كناقل رئيسي لهذه البكتيريا.

أعراض قد تُنذِر بمرض منقول بالبراغيث
- حكّة شديدة أو حكّ متكرر.
- ظهور بقع صلعاء أو قشور والتهابات جلدية.
- رؤية “تراب البراغيث” (نقاط سوداء) على الجلد أو الفراش.
- شقائق صغيرة بيضاء أو أجزاء دودة شريطية في البراز.
- لثَة شاحبة أو ضعف عام (علامة على فقر دم).
- حمّى، خمول، أو تضخّم غدد ليمفاوية.
متى يجب زيارة الطبيب البيطري؟
إذا لاحظت أيّاً من الأعراض السابقة، أو رأيت براغيث حيّة على حيوانك الأليف، أو لاحظت فقدان وزن غير مبرَّر، أو علامات فقر دم، فاستشر الطبيب البيطري فوراً. التدخُّل المبكر يحدّ من المضاعفات ويحمي باقي أفراد الأسرة.
طرق التشخيص البيطري
- الفحص السريري: البحث عن البراغيث أو ترابها، وفحص الجلد.
- اختبارات الدم: للكشف عن البكتيريا مثل Bartonella أو فقر الدم.
- تحاليل البراز: لرصد أجزاء الدودة الشريطية.
- اختبارات PCR: لتأكيد وجود مسبّبات بكتيرية أو فيروسيّة.
خيارات العلاج
يعتمد العلاج على نوع المرض:
- مضادات الحيوية: للبكتيريا مثل Bartonella أو Rickettsia.
- مضادات الطفيليات الداخلية: للتخلّص من الدودة الشريطية.
- المعالجة الداعمة: سوائل ووجبات عالية الطاقة لعلاج فقر الدم أو الضعف.
- أدوية مضادة للحكّة ومرطّبات جلدية: لعلاج التهاب الجلد التحسُّسي.

الوقاية هي خط الدفاع الأول
«يُوصي خبراء الصحة البيطرية بالوقاية من البراغيث على مدار العام، وليس خلال فصل الصيف فقط».
إليك أهم الخطوات:
- علاجات موضعية أو أقراص شهرية يصفها الطبيب البيطري لجميع الحيوانات في المنزل.
- تنظيف البيئة: كنس السجاد والأثاث، وغسل أغطية الأسرة والبطانيات بالماء الحار.
- علاج الفناء: قصّ العشب ورشّ مبيدات مناسبة في الأماكن التي يرتادها الحيوان.
- فحص دوري: استخدام مشط البراغيث مرة أسبوعياً لاكتشاف أي إصابة مبكرة.

خلاصة
على الرغم من صغر حجمها، قد تنقل البراغيث أمراضاً قد تكون خطيرة أو حتى قاتلة إذا لم تُعالَج بسرعة. يكمن الحل في الوقاية المبكرة، والفحص الدوري، وطلب المشورة البيطرية عند ظهور أي علامات غير طبيعية. بحماية حيوانك الأليف، أنت تحمي نفسك وعائلتك أيضاً.