لسان القطط: خمس حقائق مذهلة قد تسمع عنها لأول مرة
عندما تنظر إلى قطك وهو يلعق فراءه أو يشرب من وعاء الماء، قد تعتقد أن العملية بسيطة، لكنها في الواقع نتاج تصميم بيولوجي معقد. لسان القط أداة متعددة الوظائف تجمع بين علم الأحياء والفيزياء لتساعده على البقاء نظيفًا، مُرطَّبًا، وصحّيًا. في السطور التالية، سنستعرض خمس حقائق علمية مدهشة عن ألسنة القطط ستغيّر نظرتك إلى هذا العضو الصغير.

1. بنية اللسان: خطافات كيراتينية تعمل كفرشاة متعددة الاستخدامات
إذا نظرت إلى لسان قطتك عبر عدسة مكبِّرة ستلاحظ أنه مغطى بآلاف الأشواك الصغيرة المُتجهة إلى الخلف تُسمّى الحليمات (Papillae). تتكوَّن هذه الحليمات من الكيراتين، وهو نفس البروتين الذي تتكوّن منه أظافرنا وشعرنا. هذا ما يمنح لسان القط خشونته الشهيرة.
- تعمل الحليمات مثل خطافات صغيرة تمشِّط الفراء فتزيل الأوساخ والطفيليات والشعر الميت.
- تساعد البنية الخلفية الاتّجاه في سحب السوائل والغذاء بكفاءة داخل الفم.
- نظرًا لكونها مجوَّفة من الداخل، فهي تقوم بسحب الماء مثل الملاعق الصغيرة أثناء الشرب، ما يفسِّر قدرة القطط على الشرب بسرعة دون أن تبتل لحاها كثيرًا.

2. اللسان أداة العناية الذاتية المثالية
يقضي القط ما يصل إلى نصف ساعات يقظته في العناية بفرائه. اللسان هنا هو بطل هذه المهمة:
- تنظيم الحرارة: عندما يلعق القط فراءه، يتبخّر اللعاب فيُبرد جسمه بطريقة مشابهة للتعرّق عند البشر.
- تحفيز نمو الفراء: التمشيط المتكرّر يحفّز الدورة الدموية في الجلد، ما يشجّع على نمو شعر صحي ولامع.
- توزيع الزيوت الطبيعية: يسهّل اللسان توزيع الزيوت المنتَجة في الغدد الدهنية على كامل الفراء لحمايته من العوامل الخارجية.

3. الخدع الفيزيائية وراء شرب القطط للماء
على عكس الكلاب التي تُدخل لسانها داخل الماء على شكل مغرفة، تعتمد القطط على ظاهرة قصور الحركة لتشرب. تقوم القط برفع طرف لسانه فقط ليلامس سطح الماء ثم يسحب الماء إلى الأعلى مُشكِّلًا عمودًا رفيعًا قبل أن يُغلق فمه بسرعة خاطفة.
تتم هذه الحركة نحو أربع مرات في الثانية الواحدة، ما يسمح للقط بشرب كميات كافية دون أن تبتل منطقة الذقن والشارب. هذه التقنية الذكية تجعلهم يشربون حوالي 3.5 أضعاف كمية الماء في كل لعقة مقارنة بما يظنه البعض.

4. مستقبلات التذوق واللغز الحلو المفقود
مع أن لسان القط يحتوي على نحو 470 من مستقبلات التذوق (أقل بكثير من البشر)، فإنه يفتقد جين T1R2
المسؤول عن استقبال الطعم الحلو. لذلك، فالقطط لا تتذوق السكر ولا تشعر بأي متعة عند تناوُل الحلويات.
لكن بالمقابل، تتمتّع القطط بحساسية عالية للطعم الأمينومي (المتعلق بالأحماض الأمينية) وطعم الأومامي الموجود في اللحوم، ما يتماشى مع طبيعتها الافتراسية. كما أن مستقبلات الطعم المُرّ لديها أكثر عددًا، وهو ما يساعدها على تجنّب السموم الطبيعية التي غالبًا ما تكون مُرّة.

5. اللسان كمرآة للصحة العامة
يمكن للسان القط أن يكشف مبكرًا عن مشكلات صحية:
- اللون: اللون الوردي الصحي يدل على تدفّق دم طبيعي، في حين قد يشير اللون الشاحب إلى فقر الدم واللون المزرق إلى مشكلات تنفّسية.
- الرائحة: رائحة الفم الكريهة قد تدل على أمراض اللثة أو الفشل الكلوي.
- القروح أو التورُّم: قد تكون علامة على عدوى فيروسية مثل كاليسي أو التهاب في الفم.
معلومة سريعة: إذا وجدت قطك يُخرج لسانه لفترة طويلة أو يلعق شفتيه بشكل مفرط، فهذه قد تكون علامة على الغثيان أو ألم الأسنان ويجب استشارة الطبيب البيطري.

كلمة أخيرة
لسان القط ليس مجرد أداة للأكل والشرب، بل هو محور أساسي في نظام العناية الذاتية والصحة والاتصال مع العالم. الآن بعد أن أصبحت تعرف هذه الحقائق الخمس، ستنظر إلى لحظة لعق بسيطة بفضول أكبر وربما بإعجاب يشبه إعجاب العلماء عندما اكتشفوا هذه التفاصيل الدقيقة.
المراجع
- مارك دوتنوف. “صحة الفم في القطط: كيف تعتني بأسنان قطتك ولسانها..” , 2021-11-05. www.vetmed.ucdavis.edu
- مايك هاريسون. “حياة القطط: درس في علم البيولوجيا والهندسة..” , 2022-04-24. www.bbc.com