كيف تكتشف مرض سحليتك: دليل شامل للعناية والوقاية

تمتاز السحالي بقدرة فائقة على إخفاء علامات المرض، فهي في الطبيعة فرائس محتملة وتحاول دائماً عدم إظهار الضعف. لهذا السبب قد تمر الأعراض الأولى مرور الكرام على مالكي الزواحف المبتدئين وحتى الخبراء. في هذا الدليل ستتعرّف بالتفصيل على العلامات المبكرة للمرض، وخطوات الفحص المنزلي، وموعد زيارة الطبيب البيطري، وأفضل الممارسات الوقائية للحفاظ على صحة سحليتك.

لماذا يصعب اكتشاف مرض السحالي؟

تختلف السحالي عن الحيوانات الأليفة الشائعة مثل القطط والكلاب؛ فهي كائنات ectothermic (ذات دم بارد) تعتمد على البيئة لتنظيم حرارتها، كما أن معدل الأيض لديها أبطأ بكثير. لذلك قد تتطور الأمراض لديها ببطء، أو تظهر الأعراض فقط عندما يصبح الوضع خطيراً. إضافة إلى ذلك، يميل الكثير من المربين إلى ربط أي تغيير بدرجة الحرارة أو الموسم بدلاً من ربطه بمرض محتمل.

العلامات العامة التي لا يجب تجاهلها

راقب السحلية بعيون متفحصة يومياً. فيما يلي أكثر الأعراض شيوعاً:

تغيّر الشهية والوزن

فقدان أو زيادة الشهية بشكل مفاجئ، رفض الوجبات المفضلة، أو فقدان الوزن الملحوظ كلها مؤشرات على مشكلة صحية.

الخمول وفقدان النشاط

السحلية السليمة تستمتع بالتشمّس وتسلق الديكور. إن لاحظتَ أنها تمكث في مكان واحد لفترات طويلة أو أنها تعاني صعوبة في الحركة، فقد يكون ذلك علامة على مرض أو درجة حرارة غير مناسبة.

تغيرات في الجلد والقشور

احرص على متابعة لون الجلد، مدى لمعانه، وسلاسة عملية الانسلاخ. بقاء أجزاء من الجلد القديم أو ظهور بقع داكنة أو فاتحة بشكل غير طبيعي يستوجب التدخل.

إفرازات غير طبيعية

أي إفراز من الأنف، الفم أو العين قد يشير إلى عدوى بكتيرية أو فيروسية، خاصة إذا ترافق مع صعوبة في التنفس أو صفير.

تغيرات في الفضلات

فحص الفضلات يوفر معلومات قيّمة عن الهضم والصحة العامة. الإسهال، وجود دم، أو انعدام التبرز لفترات طويلة كلها علامات خطر.

علامات خاصة بأمراض شائعة

مرض العظام الأيضي (Metabolic Bone Disease)

ينتج عن نقص الكالسيوم أو فيتامين D3 أو انعدام الإضاءة فوق البنفسجية UVB. تشمل علاماته:

  • هشاشة أو تشوّه العظام، خاصة الأطراف والفك
  • ارتعاش العضلات أو نوبات تشنج
  • صعوبة الإمساك بالفريسة أو المضغ

عدوى الجهاز التنفسي

تنجم غالباً عن انخفاض درجة الحرارة أو الرطوبة غير المناسبة:

  • تنفس بفم مفتوح
  • صفير أو فقاعات حول الفم والأنف
  • خمول وفقدان شهية

الطفيليات الداخلية والخارجية

القراد، العث، والديدان الداخلية قد تسبب:

  • حكة مستمرة أو فرك الجسم
  • بقع داكنة مكان امتصاص القراد
  • إسهال أو فقدان وزن رغم الأكل

تعفّن الفم (التهاب الفم المعدي)

التهاب يصيب الفم واللثة غالباً بسبب سوء النظافة أو إصابة موضعية:

  • تورم اللثة وظهور سائل كريه الرائحة
  • صعوبة الإمساك بالطعام
  • تغيّر لون الفم إلى الأصفر أو الرمادي

النقرس

يرتبط بارتفاع حمض اليوريك نتيجة نظام غذائي غني بالبروتين أو جفاف:

  • تورم المفاصل والأطراف
  • خمول وألم واضح عند الحركة

فحص منزلي خطوة بخطوة

  1. مراقبة السلوك اليومي: دوّن عدد ساعات التشمس، معدل الأكل، ومستوى النشاط.
  2. فحص القفص: تأكد من ثبات درجات الحرارة (منطقة ساخنة وأخرى باردة) ومستوى الرطوبة المناسب لكل نوع.
  3. وزن السحلية: استخدم ميزان مطبخ رقمي مرة أسبوعياً لملاحظة أي تغيّر.
  4. فحص الفم والأنف والعينين: ابحث عن أي احمرار، توّرم أو إفرازات.
  5. تقييم لون الجسم والجلد: التلوّن غير المعتاد أو الانسلاخ المتعسّر مؤشر على مشاكل جلدية أو غذائية.
  6. تدوين الملاحظات: احتفظ بدفتر أو تطبيق لتوثيق التغيّرات، ما يساعد الطبيب البيطري لاحقاً.

متى يجب زيارة الطبيب البيطري؟

حاول حجز موعد بمجرد ملاحظة الأعراض التالية:

  • فقدان شهية يمتد لأكثر من أسبوع
  • فقدان وزن يتجاوز 10٪ من وزن الجسم خلال شهر
  • تورم شديد أو جروح مفتوحة
  • صعوبة في التنفس
  • انسلاخ عالق حول الأصابع أو الذيل قد يعيق الدورة الدموية

نصيحة خبير: حتى لو بدت الأعراض طفيفة، يُفضَّل فحص السحلية عند طبيب بيطري مختص بالزواحف على الأقل مرة سنوياً لإجراء تحليل براز واختبار دم روتيني.

كيفية الوقاية من أمراض السحالي

التغذية السليمة

وفّر نظاماً غذائياً متوازناً مناسباً لنوع السحلية (آكلة حشرات، آكلة نبات، أو مختلطة). استخدم مكملات الكالسيوم وفيتامين D3 بحسب توصيات الطبيب.

ضبط الإضاءة والحرارة

مصابيح UVB ضرورية لتركيب الكالسيوم وصحة العظام، بينما تضمن مصابيح الحرارة الهضم السليم. استبدل مصابيح UVB كل 6–12 شهراً حتى لو كانت ما تزال مضيئة.

العناية بنظافة الحوض

أزل الفضلات يومياً، واستبدل الركيزة (Substrate) أو عقمها بانتظام لتقليل خطر العدوى البكتيرية والفطرية.

تقليل التوتر

وفّر مخابئ كافية، وتجنب التعامل المفرط أو المفاجئ. السحلية المجهَدة أكثر عرضة للمرض.

أسئلة شائعة

هل تختلف علامات المرض بين الأنواع؟

نعم، فمثلاً الإغوانا الخضراء تُظهر تغيرات في اللون سريعاً عند التوتر، بينما حرباء جاكسون قد تبدو طبيعية حتى تتفاقم الحالة. مع ذلك، تبقى الأعراض العامة المذكورة أعلاه مؤشراً جيداً عبر الأنواع.

ما المدة التي يمكن أن تبقى فيها السحلية بدون طعام؟

قد تتحمل بعض السحالي أسبوعاً أو اثنين، خاصة في درجات حرارة منخفضة، لكن ذلك لا يعني أنه أمر صحي. فقدان الشهية الدائم يستلزم التقييم البيطري.

هل يمكن معالجة السحلية في المنزل؟

يمكنك ضبط الحرارة والرطوبة، أو تقديم مكملات الكالسيوم، لكن تجنّب إعطاء أي أدوية بشرية أو بيطرية بدون وصفة متخصصة لِزواحف.

الخلاصة

تعتمد الوقاية من أمراض السحالي على الملاحظة اليومية، والبيئة المثالية، والمتابعة البيطرية الدورية. بتطبيق النصائح الواردة في هذا الدليل ستتمكن من رصد أي مشكلة في مهدها والحفاظ على صحة رفيقك الزاحف لسنوات.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version