كل ما تحتاج معرفته عن عضّات الحب لدى القطط: الأسباب، العلامات، وكيفية التعامل
لعلّك تستمتع بتدليل قطّتك بينما تنسدل على حضنك بعيون نصف مغمضة، وفجأة تجدها «تقرقش» أصابعك بأسنانها الصغيرة. هذه العضّة الخفيفة – المعروفة بشعبية باسم «عضّة الحب» – قد تُربك الكثير من مُربي القطط: هل هي علامة حنان أم بداية سلوك عدواني؟ في هذا الدليل الشامل سنوضّح معنى هذا السلوك، أسبابه، وكيفية التعامل معه ومنع تحوّله إلى عضّات مؤلمة.
ما هي عضّة الحب عند القطط؟
عضّة الحب (Cat Love Bite) هي عضة خفيفة وغير مؤلمة في الغالب، تُنفّذها القطط عادةً أثناء جلسات التودّد أو الملاطفة. لا يخترق السنّ الجلد غالبًا، بل يضغط بلطف ثم يترك. يختلف هذا السلوك جذريًا عن العضّة العدوانية التي تكون قوية وسريعة وقد تُصاحبها علامات توتر واضحة مثل الهسهسة أو تقوّس الظهر.
كيف تفرّق بين عضّة الحب والعضّة العدوانية؟
- لغة الجسد: في عضّة الحب ستجد الأذنين للأمام أو بزاوية مريحة، العينين نصف مغمضتين والذيل مسترخياً. بينما في العضّة العدوانية، تتسطح الأذنان للخلف، تتسع حدقة العين، وقد يهتز الذيل بعنف.
- الشدة والمدة: عضّات الحب قصيرة وخفيفة، أمّا العضّات العدوانية فهي سريعة وقوية وغالبًا ما يتبعها هروب أو موقف دفاعي.
- الأصوات المرافقة: غالبًا لا تصحب عضّة الحب أصواتاً، في حين قد تصاحب العضّة العدوانية «هسهسة» أو «زفير» حاد.
لماذا تقوم القطط بعضّات الحب؟
هناك عدة تفسيرات وراء هذا السلوك، وقد تتداخل في الوقت نفسه:
- التعبير عن الودّ: تقليد لسلوك القطط مع بعضها أثناء اللعق والتنظيف المتبادل، حيث تتخلل اللسعات الصغيرة هذه العملية الطبيعية.
- الاستثارة الزائدة: حتى أكثر القطط هدوءًا قد تشعر بفرط التحفيز إذا طال لمس نقطة معيّنة مثل قاعدة الذيل. حينها تستخدم العضّة الخفيفة كإشارة «كفى».
- غريزة الصيد الموجّهة للّعب: يمكن أن تتحول جلسة الملاطفة إلى «لعبة صيد» مصغّرة؛ فاليد تتحرك وتبدو فريسة مغرية.
- التسنين عند القطط الصغيرة: تساعد العضّة الخفيفة القطة الصغيرة على تخفيف انزعاج اللثة.
- التواصل: بعض القطط تستخدم العضّات الخفيفة ببساطة لجذب الانتباه أو طلب الطعام.
كيفية التعامل مع عضّات الحب بأمان
1. اقرأ لغة جسد قطّتك
راقب مواضع الأذنين، حركة الذيل وشكل العينين. إذا لاحظت اتساع حدقة العين أو تأرجح الذيل بسرعة، أوقف الملاطفة فورًا واترك للقطة مساحة.
2. استخدم اللعب الموجه
أعط لقطتك منفذًا يفرّغ طاقتها الطبيعية في الصيد عبر ألعاب تفاعلية مثل عصي الريش أو الليزر. هذا يقلل من احتمالية تحويل يديك إلى «فريسة».
3. علّم السلوك البديل
- عندما تبدأ القطة بعضّ خفيف، حوّل انتباهها مباشرةً إلى لعبة قضم مصممة للقطط مثل عضاضات النعناع البري.
- كافئها عندما تلعب باللعبة بدلاً من يدك، وذلك بتقديم مكافأة أو مدح لفظي ناعم.
4. لا تعاقب ولا تصرخ
الصراخ أو الضرب سيزيد خوف القطة ويؤدي لسلوك عدواني حقيقي. تذكّر أن القطط لا تربط العقاب المتأخر بالفعل.
5. قُم بحماية يديك
إذا كانت القطة مولعة بالمضغ أثناء اللعب، ارتدِ قفازات سميكة مؤقتًا أثناء عملية إعادة التوجيه حتى تفهم المطلوب.
6. متى تزور الطبيب البيطري؟
إذا تحولت العضّات إلى عدوانية متصاعدة أو لاحظت تغيرات سلوكية أخرى مثل الاختباء المفرط أو تقليل الأكل، فقد يكون هناك ألم أو مشكلة صحية كامنة.
نصائح لمنع عضّات الحب مستقبلًا
- اجعل جلسات الملاطفة قصيرة ومتقطعة: امنح القطة استراحات بين كل 30–60 ثانية ملاطفة للتحقق من تقبّلها.
- وفّر بيئة غنية ومحفّزة: أبراج خدش، أماكن تسلّق، وألعاب ذكية تحافظ على نشاطها الذهني والبدني.
- حدّد روتينًا ثابتًا للعب: 10–15 دقيقة من اللعب المكثف مرتين يوميًا كفيلة بتفريغ طاقتها.
- تواصل إيجابي مستمر: استخدم صوتًا هادئًا وجوائز طعام صغيرة لتعزيز السلوك الودي.
- التعقيم/الخصي: قد يخفف من العدوانية الهرمونية والحاجة للسيطرة.
أسئلة شائعة حول عضّات الحب
هل تعتبر عضّات الحب خطرة؟
عادةً لا تكون خطرة طالما لم تخترق الجلد. ومع ذلك، راقب أي احمرار أو تورّم، لأن بكتيريا فم القط قد تسبب عدوى إذا كانت العضّة أعمق مما تبدو.
هل يمكن تدريب القطة على التوقف بالكامل؟
يمكن تقليل السلوك بشكل كبير عبر إعادة التوجيه والثواب، لكن بعض القطط قد تحتفظ بعادة العضّ الخفيفة كجزء من لغتها الخاصة.
هل تختلف ذكور القطط عن الإناث في هذا السلوك؟
لا توجد فروق كبيرة مدعومة علميًا، فالطبع الفردي والتجارب المبكرة هما العنصران الأهم.
تذكّر: القطط لا تستخدم الكلمات، بل تعتمد على الإشارات الجسدية الدقيقة. تعلّم لغتها وستنعم بعلاقة متناغمة خالية من العضّات غير المرغوبة.
باتباع النصائح السابقة، ستتمكن من الاستمتاع بجلسات ملاطفة مريحة وآمنة مع قطتك، وتحوّل «عضّات الحب» إلى مجرد ذكرى لطيفة من مراحل تعلّمها الأولى.
المراجع
- بريانا إيموس. “لماذا تقوم القطط بعضّات الحب؟.” , 2023-02-10. www.catbehaviorhelp.com
